يحكي القمص بوليس باسيلي في كتابه «الأقباط وطنية وتاريخ» عن الأعياد قائلا: الذين يدرسون التاريخ يذكرون أنه في 11 سبتمبر سنة 1919 عندما حل عيد النيروز، وهو عيد رأس السنة القبطية,عيد الشهداء الأبرار, قرر الجميع أن يكون الاحتفال به احتفالاً قومياً عاماً . وذكرت صحيفة «النظام» – كان يصدرها المرحوم سيد علي – كلمة قوية في هذا الصدد تقول :» النيروز عيد الأمة المصرية, وعقد الاحتفال الرسمي بالعيد في جمعة التوفيق القبطية,ووجهت له الدعوة من فتح الله بركات ومرقس حنا, واجتمع عدد كبير من المسلمين والقبط ورجال دينيهما برئاسة فتح الله بركات, وقال مرقس حنا في ذلك الحفل: «لنا أعياد قومية وطنية أربعة : عيد وفاء النيل, ويوم شم النسيم, وعيد رأس السنة الهجرية, وعيد رأس السنة القبطية ( النيروز).. وقال عاطف بركات: «إن عيد النيروز هو مبدأ سنتنا الشمسية التي تسير عليها حسابات الأمة في زرعها وقلعها», وأرسل جميع المحتفلين من مسلمين ومسيحيين إلي رئيس الوزراء- في ذلك الحين- يطلبون اعتبار هذا اليوم عيداً رسمياً كل عام . جدير بالذكر أنه عندما حان موعد رأس السنة الهجرية، وجهت الدعوة إلي الاحتفال به من فتح الله بركات ومن مرقس حنا, وقد حدث عند حلول عيد ميلاد السيد المسيح في 7 يناير ان طالب عمال العنابر باعتباره عيدا للأمة جمعاء, وطالبت صحيفة «الأفكار» بأن يكون هو وعيد النيروز عيدين قوميين عامين يحتفل بهما المسلمون والمسيحيون علي حد سواء . ومن كتاب «عيد النيروز أقدم عيد لأقدم أمة» للكاتب نبيل فاروق - مراجعة وتقديم الأنبا متاؤس- ذكر أن النيروز وعيد رأس السنة المصرية هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة,وقد أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية (ني - يارؤو) الأنهار،وذلك لأن ذلك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر, ولما دخل اليونانيون مصر أضافوا حرف السي للاعراب كعادتهم ,(مثل أنطوني وأنطونيوس) فأصبحت نيروس, فظنها العرب نيروز الفارسية. وعن النيروز الفارسية فتعني اليوم الجديد (ني = جديد , روز= يوم) وهو عيد الربيع عند الفرس,ومنه جاء الخلط من العرب, ويقول الأنبا لوكاس المتنيح أسقف منفلوط: ان النيروز يعني قرار الخالق لمباركة الأنهار. كان الدكتور عماد أبو غازي - وزير الثقافة الاسبق- قدطالب في احد المؤتمرات, وفي كلمة بعنوان «عيد المواطنة المصرية» بإحياء الاحتفال بالنيروز كعيد وطني مصري قديم, وقد سجلت المقابر المصرية القديمة مظاهر الاحتفال برأس السنة المصرية,حيث كان الناس يتبادلون الهدايا، ويتجمع الرجال والنساء في جماعات كبيرة ويركبون السفن والقوارب التي تتجول بهم في نهر النيل، وهم يغنون ويعزفون الموسيقي، ويرقصون في احتفال من أكثر الاحتفالات المصرية بهجة، وفي الاحتفال تدق بعض النساء الطبول، ويعزف بعض الرجال بالمزامير، ويقوم بعضهم بالتصفيق. ويذكر المقريزي -الذي عاش في عصر المماليك - مظاهر الاحتفال برأس السنة المصرية في العصور الوسطي، الذي كان واحدا من الاحتفالات الكبرى التي يحتفل به المصريون , مسلمين ومسيحيين، كما كانت الدولة منذ العصر الفاطمي تحتفل علي المستوي الرسمي بهذه المناسبة بتوزيع العطايا والخلع إلي جانب الاحتفالات الشعبية، التي كانت كرنفال شعبي رائع ,يخرج فيه الناس إلي المتنزهات العامة ويرشون بعضهم بالماء، ويختارون من بينهم شخصا ينصبونه أميرا للنيروز يسير بموكبه في الشوارع والحارات,ويفرض علي الناس الرسوم ويحصلها منهم,ومن يرفض يرشه بالماء، وكل هذا من باب الدعابة واللهو.