مكافآت "التعليم المفتوح" تشعل حرب "النفسنة" بين سُعاة الكليات.. والإدارة ترد: "مكافآت تقديرية" المشهد العام للعمال والسعاة العاملين في مختلف الكليات التابعة لجامعة القاهرة، يوحى –من الوهلة الأولى- أن الجميع في مرتبة واحدة من ناحية الوصف الوظيفى والمسمى ففى النهاية الكل يحمل لقب ( عامل- عاملة) بالجامعة الأقدم في منطقة الشرق الأوسط، لكن الواقع يؤكد أمرًا آخر، أن هناك عمالًا داخل الجامعة يحصلون على لقب "VIP" وما خفى كان أعظم. إحدى العاملات بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة _ رفضت ذكر اسمها خوفًا من التنكيل بها- تحدثت عن مدى الظلم الحاصل لهم منذ عشرات السنين، والإهمال الموجه لبعض العمال دون الآخرين، فبحسب كلامها عانت تلك العاملة من التمييز بينها وبين زملائها في إلحاقهم للعمل خلال اليوم الذي كان مخصصًا لطلاب التعليم المفتوح، وهو يوم الجمعة من كل أسبوع، الذي كان يوفر لمن يعمل فيه على الأقل 70 جنيهًا زيادة إضافية على الراتب الأساسى. كما أكدت أيضًا أن من كان يتم اختيارهم للعمل في ذلك اليوم هم العمال والسُعاة المعروفون والذين يرتبطون بعلاقات وطيدة بقيادات الكلية أو ممن يتوسط لهم أحد الأساتذة بالجامعة، ما كان فيه ظلم كبير للعمال الذين لا تربطهم أي علاقات وطيدة بالأساتذة، على الرغم من ظروف معيشتهم الصعبة، التي تجعلهم في أمس الحاجة لأى مبلغ إضافي على راتبهم موضحة – في الوقت ذاته- أنها تعمل بالكلية منذ سبعة أشهر، وراتبها 700 جنيه فقط. وبعيدا عن التفرقة في الالتحاق بالعمل في التعليم المفتوح، الذي تم منع تدريس محاضراته داخل الكليات، والاقتصار على مركز التعليم المفتوح خارج الجامعة بدءا من العام الدراسى المقبل، تعانى عاملة أخرى بالجامعة، تعمل منذ نحو عشر سنوات أو أكثر، من التفرقة في رواتب العمال، فهى عاملة تم تثبيتها في العمل بكلية دار العلوم أيضًا وتحصل على 1500 جنيه شهريًا، وعمال آخرون مثبتون في عملهم أيضًا، لكن الفرق أنهم يقفون أمام مكتب العميد، وتتجاوز رواتبهم 3000 جنيه شهريًا، خلاف الحوافز والمكافآت التي يكونو هم أول من يحصلون عليها. التفرقة بين العمال لم تتوقف عند كلية واحدة، بل امتد الأمر ليصبح هناك تمييز بين عمال كلية عن عمال كلية أخرى في نفس الجامعة، فبالنسبة للمكافآت والحوافز، تؤكد عاملة أخرى بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة أنها لم تأخذ أي مكافآت للامتحانات أو للدراسات العليا منذ عام تقريبًا، على الرغم من أن هناك عمالا بكليات أخرى حصلوا عليها، مشيرة إلى أن هناك تفرقة في رواتب وحوافز العمال بين كلية وأخرى، فهناك كليات يطلق عليها العمال فيما بينهم كليات ال "كعب العالى"، وهذه الكليات يجد العمال بها اهتمامًا كبيرًا من قبل العمداء، ويمنحون العمال مميزات مالية تجعلهم مميزين عن غيرهم من العمال العاملين في كليات أخرى، ومن هؤلاء العمال العاملون في كليتى الهندسة والعلوم، حسبما أكدت. وفى كلية الإعلام، أعرب عدد من العمال عن استيائهم من حصول بعض عمال الكلية على شهرة و"صيت" دون أي سبب مقنع، ما يجعلهم مميزين لدى الطلاب، ويحصلون على خدمات وتبرعات منهم، ويكونون هم أول الأشخاص الذين يتم اختيارهم للعمل والخدمة سواء بالتعليم المفتوح، أو المؤتمرات والندوات، وغيرها من الأعمال التي يحصلون منها على مكافآت إضافية دون غيرهم من العمال. في سياق متصل، كشف أحد عمال كلية الإعلام الذين كانوا يحصلون على مميزات العمل في "يوم التعليم المفتوح بالجامعة" الأسس التي بناء عليها يتم اختيار العامل للاشتراك في هذا اليوم أو في غيره من الأيام التي تمثل قيمة مادية للعاملين فيها، بقوله: "اشتغلت بالتعليم المفتوح وترشيح أي عامل بييجى من وكيل الكلية والعميد ويتم اختيار العامل المعروف والأقدم ويجب أن يتميز العامل بحسن التعامل والذكاء ويقدر يتعامل مع أجهزة الكمبيوتر ويشغلها". وأضاف العامل -الذي فضل عدم ذكر اسمه- قائلا: "بقالى في الكلية 30 سنة عاصرت الكلية أيام ما كانت دورا واحدا في مبنى اقتصاد وعلوم سياسية وكل أساتذة الكلية عاصرتهم عندما كانوا طلابًا، وأنا معروف لدى الكل". من جهتها، قالت عاملة ب"حمامات كلية الإعلام": "اختارتنى إدارة الكلية للعمل بالتعليم المفتوح وأنا السيدة الوحيدة التي تعمل بالتعليم المفتوح، وباقى العمال رجال، كما أننى أعتبر أقدم عاملة في الكلية، حيث أعمل هنا منذ 33 عاما، ومسئولة عن حمامات البنات ولم يشك أي شخص منى طوال هذه المدة. في ذات السياق أوضحت عاملة أخرى بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة أنها تعمل بالكلية منذ ثلاث سنوات ونصف ضمن العمال المؤقتين، وأنها اشتغلت بالتعليم المفتوح ب75 جنيهًا في اليوم، مؤكدة أنه تم ترشيحها للعمل ب" التعليم المفتوح" عن طريق أحد المديرين بالكلية، وقالت: "ليس شرط أن تكون عاملة مؤقتة أو مثبتة لاختيارها في العمل ب"التعليم المفتوح". وتابعت عاملة أخرى بنفس الكلية، تحتفظ "فيتو" باسمها: أعمل بدار العلوم منذ 30 عامًا، وقد عاصرت الكلية منذ كانت في السيدة زينب، واشتغلت بالتعليم المفتوح بعد أن رشحنى أحد المديرين بالكلية، و"كنت بسترزق من التعليم المفتوح". وقالت عاملة أخرى بدار العلوم: "في البداية كان عمال دار علوم بيشتغلوا تعليم مفتوح في كليات تجارة ودار علوم وزراعة، واشتغل من الكلية 8 عمال في التعليم المفتوح، وكانت مسئولية العمال محدودة في مدرجات معينة"، وأكدت لقد حصلت على توصية من أجل العمل بالتعليم المفتوح من أحد المشرفين، لافتة إلى أن الاختيار يكون للأكفأ والأصلح. وتعقيبا على هذا الأمر قال فتحى عباس، المستشار الإعلامي لجامعة القاهرة: رواتب العمال في الجامعة تخضع لعدة ضوابط، منها هل تم تعيينهم وتثبيتهم في وظيفتهم أم لا، ولا يوجد أي تمييز أو خلافه بين العمال في الرواتب أو المكافآت الرسمية؛ لأن هناك كادر في الدولة ينظم عملية الأجور والرواتب. "عباس" أكمل قائلا: الفرق بين عامل وآخر يكون مقابل أعمال إضافية يؤديها، وتمثل عبئا ومجهودا إضافيا عليه، لذا يكافئ على العمل الذي يقوم به، مشيرا إلى أن مثلا العامل الذي يعمل بمكتب العميد يمكن أن ينهى عمله في تمام الساعة السابعة مساء، يمكن أن يكافئه العميد بمبلغ رمزى جزاءً على سهره معه، على عكس العامل الذي ينهى عمله الثانية ظهرًا، لكن الاثنان يأخذان نفس الراتب من موازنة الأجور ما دام العاملان على نفس الدرجة.