الإطاحة بالإخوان شرط نجاح الثورة الظروف السياسية وراء تأجيل عرض الشتا اللى فات» عدة مرات فنان ثورى، آراؤه فى الفن والسياسة صريحة وجريئة ومثيرة، وربما هذا هو السبب تعرضه للنقد والهجوم، لكن رغم هذا يصر على مواقفه، فقد رفض حضور مهرجان القاهرة السينمائي حتى لا يلقى وزير الثقافة المعين من قبل الإخوان.. إنه عمرو واكد الذى التقته «فيتو» فى حوار حول فيلمه الجديد «الشتا اللى فات»- المعروض حالياً- وعدد من القضايا السياسية، فإلى نص الحوار _ لماذا اخترت هذا التوقيت بالتحديد لطرح فيلم "الشتا اللى فات" فى دور السينما ؟ لم يكن الأمر بيدى، ولكن لمشاركة الفيلم فى عدد من المهرجانات العربية فقد تأخر توقيت عرضه لفترة طويلة، وبالمناسبة فنحن منذ شهر يناير الماضى وكنا نعتزم طرح الفيلم بدور السينما، إلا أننا قمنا بتأجيله عدة مرة بسبب الأحوال السياسية. _ لماذا لم تحضر مهرجان القاهرة السينمائى بالرغم من مشاركة الفيلم به ؟ تعمدت ألا أحضر فعاليات المهرجان حتى لا أوجد فى مكان به وزير الثقافة الإخوانى محمد صابر عرب حتى لا أبجله وأنا على خلاف فكرى وسياسى معه، إلا أننى لم أسحب الفيلم من المهرجان لحرصى على دعم مهرجان بلدى مصر، خاصة أن المهرجان كان يمر بظروف حرجة للغاية، ونموذج عمرو الذى قدمت شخصيته فى الفيلم كانت موجودة بنسبة كبيرة بين شباب مصر قبل الثور، فالعديد من الشباب كانوا يحبون المشاركة، إلا أن خوفهم وترددهم هو الذى منعهم، كما أن الفضول كان له دور كبير فى الثورة، فالعديد ممن كانوا بالشوارع كان السبب الرئيسى فى وجودهم هو رغبتهم فى معرفة ما يحدث. _ كيف استطعت استكمال الفيلم واخراجه للنور بالرغم من قسوة الظروف الإنتاجية التى مر بها ؟ كان هناك إلهام روحانى كبير يسيطر على كل فريق العمل، وهذا كان السر وراء إخراج العمل للنور، فالعمل كان يتم تصويره فى ظروف صعبة، سواء كانت ظروفًا مادية أو أمنية، وقد رفض عدد من المنتجين المشاركة فى العمل خوفًا من ضياع أموالهم، ولهذا اضطر أبطال العمل للمشاركة فى الإنتاج، وقد حقق العمل نجاحًا كبيرًا فى العديد من المهرجانات العربية والأوربية. _ وماذا عن ظروف تصوير الفيلم فى شوارع مصر وفى غياب الأمن ؟ الفيلم تم تصويره بعد يوم 28 يناير 2011 وبالفعل لم يكن هناك وجود أمنى فى الشوارع، إلا أن الشىء الغريب هو أن الثوار هم من كانوا يحرسوننا أثناء التصوير عندما علموا أننا نقوم بتصوير فيلم عن الثورة. _ كيف ترى ما يحدث الآن؟ نحن نعيش مرحلة ساخرة، فما نحن فيه الآن هو سخرية القدر، وهو أن يأتى الإخوان كنظام حاكم بعد ثورة قام بها شباب مصر، ودائمًا أجلس بمفردى وأقول: "بعد كل الثورة دى يبقى هو ده الرئيس ؟!! " وتكون الإجابة الوحيدة أمامى أن هذا كله كان بسبب التجريف الذى فعله نظام مبارك بمصر، فمبارك ترك مصر ولا يوجد بها من يصلح لقيادتها. _ وما سبب اعتراضك على الدكتور مرسى كرئيس ؟ لدىَّ عدة أسباب، فكيف يكون رئيس مصر شخص "يُقسم ثم يرجع فى كلامه تانى ؟! " - ما هو الفرق بين حكم مرسى وحكم مبارك ؟ لا يوجد أى فارق بين حكم مبارك وحكم مرسى المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين، فهذه الجماعة هى التى أبرمت من قبل اتفاقا مع نظام مبارك على مشاركته فى مقاعد برلمان 2005 وبالفعل قد تم تنفيذ الاتفاق، فالنتيجة واحدة، وهى أن حكم الإخوان هو نفسه حكم مبارك. _ هل كفرت بالثورة بعد حكم مرسى ؟ لا.. أنا لم ولن أكفر بالثورة مهما كانت النتائج، وأكره الحديث بلغة الفلول والانجراف وراء من يقولون إن نظام مبارك كان هو الأفضل وأؤكد أنه إذا استمر نظام مبارك لكان حال مصر أسوأ مما نحن فيه، لذلك أقول إنه لم يتبق على نجاح الثورة سوى الإطاحة بنظام الإخوان. _ كيف رأيت أحداث المقطم الأخيرة كفنان ؟ ما حدث فى المقطم ناقوس خطر يحذر الإخوان بأن هناك قوى سياسية أخرى فى مصر، ليبراليون ويساريون وغيرهم، ومن المستحيل أن يسيطر على مصر التيار المتألسم وحده مثلما يعتقد الإخوان. _ وماذا تقصد بالمتأسلم ؟ هم من يستخدمون "قال الله وقال الرسول" فى الوصول إلى أهدافهم السياسية، ولا يجوز أن نطلق عليهم "إسلاميين" لأن الإسلاميين لا يقومون بفرض ضرائب على الخمور مثلما يفعل النظام الحالى، فلو كان هذا النظام إسلاميا لمنعها من الأساس. _ وما التيار الذى ينطبق عليه لقب "التيار الإسلامى" فى مصر ؟ أنا أعشق الصوفية واعتبرها من أفضل التيارات الإسلامية فى مصر، وقرأت كثيرا عنها وعن مبادئها، ووجدت أنها مذهب روحانى عظيم، وتركز على الجوهر فقط. _ ولماذا الهجوم على الصوفية الآن؟ الهجوم نابع من أهل السنة حتى يثبتوا للجميع أنهم هم الأصح، ولكن الشىء المذهل أنك لا تجد هجوما من أهل الصوفية عليهم لأنهم دائمًا مع الله فقط. _ كيف استقبلت ما قاله الفنان محمد صبحى عنك إنك تهاجم الفنانين دون وجه حق؟ " يضحك ساخرًا ويقول: من هو محمد صبحى ؟! هل تقصد الكوميديان الذى يلقبه الناس بالدكتور ؟ّ! ..... إذا كنت تقصده فدعنى أقول لك إنه لابد أن يعرف أننى أنا الآخر فنان ومن حقى أن أعبر عن رأيى فى زملائى، ثم إننى أعترض على رأيه ومواقفه جملة وتفصيلًا، وأعترض على مواقفه السياسية من بدايتها حتى نهايتها، وأقول له "طالما أنا نكرة ولا أساوى شيئًا فلماذا تهتم بآرائى بهذا الشكل ؟! وأقول له: إذا كنت تشيد بمبارك الديكتاتور الفاسد "فيا بخت بخيت ببخيتة".