التلمسانى أول من وضع مخطط أخونة الدولة عن طريق اختراق النقابات والمؤسسات مشهور «صقر الصقور» وكان لديه خريطة مخازن السلاح بالمحافظات استخدام «الإخوان» للعنف يحول البلاد إلى أفغانستان «جديدة» الوضع في سيناء كارثي .. وحذرت منه أثناء ثورة 25 يناير فى الوقت الذى تتسارع فيه الأحداث نحو أخونة الدولة المصرية كان لابد من الوقوف عند عتبة الأمن الداخلى، وكيف سيتعامل الإخوان مع ملفات الأمن خاصة المتعلقة بأمن الدولة ، والمعروف أن كل قيادات الجماعة لهم ملفات داخل الجهاز الذى تحول بعد ثورة 25 يناير إلى الأمن الوطنى، ولكشف المعلومات التى تحويها هذه الملفات وكيف سيتم التعامل معها وكذا مستقبل وزارة الداخلية في ظل سيطرة الإخوان, التقت «فيتو» مع اللواء فؤاد علام نائب رئيس الجهاز الأسبق,وكان هذا الحوار. كيف استطاع عمر التلمسانى وضع أول خطة لأخونة الدولة وما هو دورها؟ - عمر التلمسانى أهم قادة الجماعة فى السبعينيات حيث كان يشغل منصب المرشد العام ، وكما قلت فى مذكراتى كان يتعاون مع مباحث امن الدولة وهو أول من كشف التنظيم الدولى واعترف بوجوده وحكى كل تفاصيله، كما كشف كيفية يتم تمويل الجماعة عن طريق العاملين فى الخارج» موضحا أن الأموال كانت تدفع كاشتراكات فى المجلات التى أصدرها الإخوان، وهو أيضا الذى كشف لأمن الدولة كوادر الجماعة فى المحافظات، وكان على علاقة قوية جدا بالنبوى إسماعيل وزير الداخلية الأسبق وذلك حتى قبل أن يتولى الأخير منصبه ، فى نفس الوقت كان يخطط لبعيد ويغير استراتيجية العمل للجماعة وكان أهم ما فعله التلمسانى انه كان صاحب فكرة اختراق التنظيمات المحلية والنقابات وأجهزة الدولة خاصة الأجهزة الرقابية ، واللائحة التى عمل عليها الإخوان صدرت عام 1975 لاختراق هذه التنظيمات إلى جانب اختراق القوات المسلحة بخلايا نائمة ، حتى انه حدد مواعيد لكل الأحداث وصولا إلى ما اسماه وقتها بالعصيان المدنى لشل مرافق الدولة والسيطرة عليها، وهذه هى الاستراتيجية التى يعمل عليها الإخوان حتى الآن. بعيدا عن الذكريات والتاريخ.. كيف ترى مطالبات الإخوان المسلمين بإعادة هيكلة الشرطة ؟ - مطالب عادية وطالب بها أكثر من فصيل سياسى بأن يتم إقصاء من تمرسوا على إهانة المواطن المصرى أثناء وجود نظام مبارك ولم يحدث أى نوع من المصادمات بينهم واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق وأيضا هناك عدد من شباب الثورة طالب بنفس الأمر ولم تتكرر هذه المطالب أو تصل لحد الصدام مع الوزير السابق . هل يسعى حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين إلى السيطرة على جهاز الشرطة أو أخونته ؟. - وحتى إن أرادوا لن يستطيعوا لأن هيئة الشرطة مؤسسة مصرية خالصة ولن ينضم للجهاز أى شخص لديه توجه سياسى معين فمن المعروف أنه غير مسموح لأفراد الشرطة العمل بالسياسة ولكن فيما يخص الانتماءات السياسية فكل شخص حر يتبنى ما يريده فمن الممكن أن يكون ضابط الشرطة وفديا أو ناصريا أو إخوانيا. وماذا عن تعيين قيادات بعينها داخل جهاز الشرطة ؟ - لم ولن يحدث, فجهاز الشرطة كبير على الإخوان ولو استطاعوا الوصول لنجوم السماء فهى أقرب لهم من السيطرة على جهاز الشرطة فأمن البلاد سيظل تحت قبضة رجال وطنيين خالصين وليس لديهم أى انتماءات سياسية. وماذا عن ميليشيات الإخوان المسلمين وهل من الممكن أن يتكرر مشهد جامعة الأزهر ؟ - في عهد مبارك كان الإخوان يمتلكون ميليشيات مسلحة وتنظيما سريا تحت الأرض ولم تظهر هذه الفصائل المسلحة إلا فى أحداث الأزهر واختفت من بعدها . كيف ترى ما حدث من شباب الجماعة أمام مجلس الشعب حينما رفعوا الأحذية فى وجه المتظاهرين؟ - سبق وأعلنت رفضى لهذا الأمر تماما وأتمنى ألا يتكرر مرة ثانية منهم, فالجهاز المنوط به حماية كل مؤسسات البلاد هو جهاز الشرطة لا الإخوان ولا الليبراليين وعليهم التوقف عن مثل هذه الأمور لأنها تستفز الجماهير وأكرر الداخلية أكبر من الإخوان المسلمين . وماذا عن العفو الرئاسى للمساجين والذى شمل إرهابيين ومتطرفين وقتلة هل يزيد من أعمال العنف فى البلاد ؟ - للأسف لم يصدر أى بيان من الرئاسة أو أى جهة رسمية تحدد هوية هؤلاء الأشخاص فهناك تعتيم كامل على من تم الإفراج عنهم وإن كانوا متهمين فى جرائم قتل وعنف فهم خطر على الأمن القومى ولا أحد يعتب على الداخلية بعد ذلك حينما تفشل فى إعادة الأمن للشارع المصرى وذلك لأن الإفراج عن مثل هؤلاء المتهمين يزيد معدلات الإرهاب والجريمة . كيف ترى الوضع فى سيناء الآن بعد المذبحة الأخيرة ؟ - الوضع فى سيناء كارثى وحذرت الجهات الأمنية منه منذ أحداث ثورة 25 يناير وما قبلها حيث تم رصد جماعات تكفيرية ذات علاقات واسعة بأشخاص خارج سيناء سواء فى قطاع غزة أو بإسرائيل وهذه الجماعات زادت قوتها وأسلحتها بعد الثورة وموجودة منذ 12 عاما بداية من أحداث طابا فى التسعينيات ودهب ونويبع والأزهر وميدان عبدالمنعم رياض والسيدة عائشة وجهاز المخابرات والأجهزة الأمنية كانوا يوجهون لهم ضربات من وقت لآخر لإضعاف قدرتهم ولكن بعد الثورة انشغل الأمن بتأمين البلاد من الداخل وتمكنت هذه التنظيمات من تقوية نفسها وجمعوا كميات سلاح كبيرة جدا ونجحوا فى القيام بعمليات خطيرة كانت بمثابة ضربات قاسمة لجهاز الأمن . هل انتهى مبدأ العنف لدى جماعة الإخوان المسلمين؟ - الجماعة وحزبها السياسى الحرية والعدالة يؤكدون أن منهج العنف انتهى لديهم ولكنني أعتقد أن الإخوان سيلجأون للعنف إذا واجهوا معارضة قوية من القوى السياسية الأخرى ولكن حذار لأنه سيدخلنا في حرب أهلية وستكون مصر عراق أو أفغانستان ثانية. كيف ترى سيطرة الجماعة على جهاز أمن الدولة أو الأمن الوطني كما يسمى الآن وهل سيكون محاولة منهم لتصفية خصومهم عن طريق الاستعانة به ؟ - إن قام الإخوان بالسيطرة على جهاز الأمن الوطني وتجنيده لصالحهم فهذه خيانة للوطن وأيضا لن يستطيعوا السيطرة عليه فمبارك في أعتى عنفوانه لم يستطع القيام بهذا الأمر وذلك لأنه جهاز مؤسسي يعمل من أجل الوطن ولا يمكن لأحد فرض سياساته عليه أو استخدامه في عمليات تصفية قذرة ورجاله يعملون من أجل خدمة الوطن. قلت فى مذكراتك إن مصطفى مشهور هو أخطر عناصر الإخوان وأطلقت عليه «صقر الصقور»، فما هى قصة الرجل ومدى تأثيره على الإخوان الآن؟ - مصطفى مشهور كان الرجل الوحيد الذى دوخ أجهزة الأمن أثناء التحقيقات معه منذ أول مرة قبض عليه فيها فى قضية السيارة الجيب عام 1948 ، وهو ضالع فى كل التحركات بعد هذا التاريخ ، ولكنه كان مدربا على أعلى مستوى ، يتحدث بهدوء شديد ويمط فى الكلمات وينكر كل التهم ولم يعترف بشيء طوال تاريخه ، ولعل اخطر الملفات التى كان مشهور مسئولا عنها هو ملف السلاح ، فهو الوحيد الذى كانت معه خريطة أماكن تخزين السلاح على مستوى الجمهورية ، فعلى سبيل المثال كانت هناك شحنات أسلحة تم تخزينها بمعرفته عام 1954 بعد الصدام مع الثورة و لم نعثر عليها إلا عام 1965 فى الإسماعيلية فى قاع إحدى الترع مغلفة بورق الشحم ، وكانت التحقيقات يقودها احمد رشدي وزير الداخلية فيما بعد، ورغم ذلك لم تتم إدانته ، وعاد إلى تنظيم عناصر الإخوان عام 1971 بعد أن أفرج عنهم السادات ، ومن المؤكد أن هناك أسلحة أخرى لم نعثر عليها ، وفى عام 1981 هرب إلى ألمانيا قبل القبض عليه فى قضية اغتيال السادات، واتصل فى ألمانيا بالمستشار على جريشة والتنظيم الدولى للإخوان وتنقل بين السعودية والكويت خاصة خلال موسم الحج حيث يعقد الاجتماع العام للتنظيم الدولى، وبعد أن عاد إلى القاهرة كانت هناك خلافات بينه وبين شباب الجماعة خاصة عبدالمنعم أبو الفتوح وأبو العلا ماضى اللذين كانا يعملان على طريقة عمر التلمسانى فى النفس الطويل وتقليل المصادمات مع السلطة القائمة ، أما هو فعلى العكس لا يجيد العمل إلا فى التنظيمات السرية وهو رجل صدامى بطبعه.