حالة من الغضب تسيطر على عدد كبير من نواب البرلمان من خارج ائتلاف دعم مصر ضد الدكتور على عبد العال، رئيس المجلس؛ بسبب التجاوزات التي يقوم بها أثناء إدارته جلسات البرلمان، وتعمده إهانة عدد من أعضاء المجلس وطردهم خارج القاعة الرئيسية في سابقة برلمانية لم تحدث بهذا العدد الكبير من قبل. ويرى كثير من أعضاء المجلس أن عبد العال لا يلتزم بقرار الأغلبية عندما يريد معاقبة أحد ممن يراهم مشاغبين، فعلى الرغم من رفض النواب طرد النائب حسام الرفاعي، على خلفية محاولته التعقيب على كلام وزير الصحة في الجلسة العامة، فإن رئيس المجلس تمسك بطرده، وأمام رفض النائب اضطر إلى رفع الجلسة، لمدة 10 دقائق. وجاء رد فعل النواب بشكل عملى على "عبد العال" برفض الحضور، مما اضطره إلى رفعها مرة أخرى لاكتمال النصاب، إلا أن النواب رفضوا الحضور، ولم يمتثل بالجلوس تحت قبة البرلمان غير ما يقرب من 20 عضوا فقط، فما كان من عبد العال، إلا أن ألقى خطبة في أهمية الالتزام باللائحة والمواظبة على الحضور. وكشفت مصادر برلمانية أن عددا كبيرا من الأعضاء يزيد عددهم على ال 200 عضو عقدوا عددا من الاجتماعات لبحث سبل التصعيد ضد عبد العال؛ بسبب تجاوزاته في حق الأعضاء، حيث إنه دائما يحجر على رأى كل من يهاجم الحكومة، ويقطع عنه الحديث، حتى أن الأوصاف المتداولة يرفضها، مثل كلمة "فاشل"، يعتبرها من الممنوعات تحت قبة البرلمان. وكشف مصدر مطلع أن الاجتماعات المكثفة تبحث السبل القانونية لمواجهة على عبد العال بهذه التجاوزات، خصوصا أن أغلب وقت الجلسات العامة يضيع في تقديم النصائح للنواب، ومطالبتهم بالتزام الهدوء، والتزام أماكنهم وعدم الانشغال بالأحاديث الجانبية، وعدم التحدث في الهواتف. وشبهت المصادر على عبد العال ب"مدرس ابتدائى مش عارف يسيطر على التلاميذ"، مشيرة إلى أن الإدارة السيئة للجلسات، وضعت المجلس في موقف محرج أمام الرأى العام، حتى أصبح البرلمان مادة ثرية للسخرية والاستهزاء. وأوضح المصدر أن إدارة الجلسات العشوائية، والانفراد بالقرار والحجر على آراء المعارضين، يؤدى دائما إلى اختلال النصاب القانوني، وهو ما يؤدى لتأخر افتتاح الجلسات لساعات وساعات. وأكدت المصادر أن الدكتور على عبد العال، فشل فشلا ذريعا في تحقيق النصاب القانوني، حيث إن أغلب الأعضاء لا يشاركون في الجلسات العامة، وعلى عبد العال يعجز عن تطبيق اللائحة الداخلية، لا سيما أن أغلبهم من قيادات "دعم مصر"، الائتلاف الذي كان سببا في نجاحه بمنصب رئيس مجلس النواب. وأشارت إلى أنه على الرغم من التلويح بتطبيق اللائحة الداخلية للمجلس في هذا الخصوص، في حالة تكرار غياب النائب عن حضور الجلسات، فإنه لم ينفذ تهديده، وهو ما يسمح للنواب بالتساهل في الالتزام بحضور المناقشات، موضحا أن تكرار الغياب يتسبب في تعطيل عمل المجلس، لا سيما أن هناك بعض الأمور تستوجب مشاركة ثلثى أعضاء المجلس على الأقل. وقالت "على عبد العال يخشى من تطبيق اللائحة، لأن أغلب من سيقعون تحت وطأتها من أتباعه في ائتلاف دعم مصر، لا سيما أن أغلب المتغيبين عن حضور الجلسات من المنضمين للائتلاف، وهو ما يوضح الانحياز الكامل للائتلاف على حساب مصلحة المجلس".