محافظ الغربية يشهد الاحتفال الفني بالعيد القومي ال226 لعروس الدلتا    انطلاق التشغيل التجريبي لقطار التنمية في سيناء.. تصوير جوي    وزير الإسكان: مصر مستعدة لنقل خبراتها الواسعة في مجال التنمية العمرانية لأشقائنا بالعراق    الاحتلال يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المبانى بالضاحية الجنوبية لبيروت    الاحتلال الإسرائيلي يستعد لتنفيذ عملية برية جديدة في لبنان    بعد التألق اللافت.. فرانكفورت يتحرك لتأمين مرموش من الإغراءات    الخطيب يطير إلى اليونان غدًا لحضور فعاليات الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية    إطلاق معسكرات تدريبية ورياضية لمتطوعي حياة كريمة في 3 محافظات    بعد إحالة أوراقه للمفتي.. غدا النطق بالحكم على المتهم بقتل الطفلة جانيت    "دخان على رصيف المحطة".. ماذا حدث داخل مترو المرج الجديدة؟    حقيقة المرأة التي هدمت إمبراطورية صبحي كابر.. «أم محمد» تكشف تفاصيل أزمة بيع المطعم الشهير (فيديو)    تعرف على موعد حفل شيرين عبد الوهاب بدبي    الغموض والإثارة يسيطران على برومو "عنها" ل أحمد مالك    ماكرون: نسعى لتحقيق هدنة وإطلاق سراح الفرنسيين المحتجزين في غزة    وزير الرياضة يلتقي «شباب قادرون» لاختيار مشروعات مؤتمر الاستثمار العربي    بالأسماء.. حركة تغييرات وتجديدات بين قيادات الصحة في كفر الشيخ    محافظ كفر الشيخ: وضع 99 عمود إنارة على طريق «إبشان - أبو بدوي» بمليوني جنيه    توتو سبورت: إصابة زاباتا بقطع في الرباط الصليبي.. وبالوتيلي أحد المرشحين لتعويضه    3 أبراج فلكية الأكثر تعاسة في أكتوبر.. هل أنت منها؟    بالفيديو.. أحدث ظهور ل جوري بكر مع ابنها في بورسعيد    هل يوجد إثم في تبادل الذهب بمثله؟.. أمين الفتوى يجيب    «التنسيقية»: نتابع خطط وزارة الصحة لتحسين الخدمات وتفعيل التأمين الصحي الشامل    طريقة عمل الكوكيز، باحترافية زي الجاهز وبأقل التكاليف    نقيب المعلمين يفتتح الدورة التدريبية 104 «أزمات وتفاوض» لمعلمي الفيوم    هل ارتداء «البراندات» إسراف؟ واعظة ب«الأوقاف» تجيب    قدمت ابنتها لراغبي المتعة.. جنايات القاهرة تودع حيثيات حكمها المشدد على شريكة سفاح التجمع    خارجية أمريكا: نريد رؤية تطبيق قرار 1701 على الحدود الإسرائيلية اللبنانية    مدير صحة القليوبية يتابع العمل بالوحدات الصحية: إحالة المقصرين للتحقيق    بالزي الفرعوني.. استقبال مميز للطلبة في كلية الآثار بجامعة دمياط    "فرحتوني".. محمد ثروت يوجه رسالة إلى أصدقائه في عيد ميلاده    باصطفاف يحيي الذكرى.. معهد فتيات أولاد نجم يحتفل ب 51 عامًا على انتصارات أكتوبر في قنا    روبير الفارس يكشف: إلغاء منهج تعليمى عن حرب أكتوبر.. كتاب من خمسة فصول للمؤلف السيد الشوربجى يتضمن أسرار الحرب والانتصار ويبث روح الوطنية فى الطلاب    ميكالي يناقش إقامة معسكر منفصل للاعبين المحترفين    بايدن يؤكد لإسرائيل التزامه ب"حقها بالوجود"    وزير الصحة: انخفاض معدل الإنجاب فى 2021 من 2.8 ل2.5 مليون    وزير الصحة أمام مجلس النواب: تكليف من الرئيس السيسى بالتوسع في المدن الطبية المتكاملة    وزارة الزراعة تنفى إغلاق حديقة الزهرية بالزمالك وتؤكد: مفتوحة أمام الجمهور    ما الفرق بين شبكات الجيل الرابع 4G والخامس 5G للاتصالات؟    غدا.. الجنايات تستكمل محاكمة متهمي تهكير مواقع التواصل الاجتماعي    الأزهر للفتوى: الإنفاق في الخير لا يشمل المال بل النية والعاطفة    «النواب» يوافق على زيادة حصة مصر في صندوق النقد الدولي    القوات الأوكرانية: وقوع إصابات بجانب المطار العسكري في ستاروكونستانتينوف    صحة لبنان: استشهاد 2083 شخصًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي    افتتاح معرض «إرادة شعب» في متحف الحضارة لتخليد ذكرى انتصارات أكتوبر    منها توطين 23 صناعة جديدة.. أهم إنجازات "ابدأ"    «الرعاية الصحية» تعلن نجاح جراحتين لزراعة القوقعة في مجمع الإسماعيلية الطبي    رابط الاستعلام عن نتيجة مسابقة شغل وظائف معلم مساعد 2024    مرشح "الأوقاف" في مسابقة ماليزيا للقرآن الكريم يُبهر المشاركين والمحكمين    انتشال جثة طفل غرق في ترعة النوبارية بالبحيرة    8 مطربين لبنانيين يجمدون حفلاتهم بسبب أحداث بيروت (تقرير)    سيد معوض: الكرة المصرية تعاني من أزمة في الظهير الأيسر    عام على غزة.. 10 آلاف مريض سرطان يواجهون الموت وبحاجة للعلاج بعد تدمير المستشفى الوحيد    باكستان: مقتل 3 أجانب وإصابة آخرين بانفجار قرب مطار كراتشي    "هو انت تستحق؟".. الغندور يفجر مفاجأة اعتراف إمام عاشور ل كولر    الحالة المرورية اليوم بشوارع وميادين القاهرة الكبري الإثنين 7 أكتوبر    مانويل جوزيه: أحاول التواصل مع أبو تريكة..«لا يرد على اتصالاتي»    بمستهل تعاملات الأسبوع.. سعر الذهب فى مصر يتراجع 5 جنيهات    الدكتور حسام موافي ينتقد الإسراف في حفلات الزفاف: "ستُسألون عن النعيم"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصة الدين.. من هنا يبدأ التطرف
نشر في فيتو يوم 18 - 06 - 2016

الأفكار المتطرفة والإرهابية لا تقتصر فقط على ما هو قادم من الخارج خاصة في ملف التعليم الذي يعانى الكثير من المشكلات والأزمات.. واحدة من أهم مشكلات التعليم المصرى في مرحلة ما قبل الجامعة بشقيه العام والأزهرى تتمثل في بعض الأفكار التي يتعلمها الطلاب ويمارسونها أو ينقلونها عن معلميهم، أو يجدون لها أسانيد ودوافع قوية في المناهج الدراسية التي يدرسونها خاصة في المواد الدراسية المتعلقة بالدين مثل مواد التربية الدينية في المدارس، والمواد الشرعية في المعاهد الأزهرية، والتي ما زالت بحاجة ماسة إلى تنقيح وتعديل وتطوير، وهذه الأمور تتطلب وجود معلم واع ومدرب على كيفية تنشئة أجيال سوية تفكر وتنتقد أكثر ما تحفظ وتتلقن، أجيال تكون قادرة على نبذ أفكار العنف والبعد عن التطرف بكل أشكاله وصوره.
واحدة من أخطر المشكلات الموجودة في المدارس، قضية حصة الدين التي يتم تدريسها للطلاب، فبداية شعور الطلاب بالتمييز والاختلاف عن زملائهم يكون مع حصة التربية الدينية التي يتم فيها تقسيم الطلاب إلى مسلمين ومسيحيين، حيث يتلقى كل طرف منهم حصة التربية الدينية الخاصة به في مكان مغاير للآخر، ويبقى الطلاب المسلمون نظرا لكثرة عددهم داخل الفصل، ويخرج الطلاب المسيحيون إلى فناء المدرسة أو إلى حجرة النشاط لتلقى درس التربية المسيحية، الأخطر من مسألة تقسيم الطلاب وعدم تخصيص مكان لكل فئة هو الممارسات التي يقوم بها بعض المعلمين غير المؤهلين دينيا وتربويا، لأنه لا يوجد معلم متخصص في تدريس مادة التربية الدينية سواء كان مسلما أو مسيحيا، ويتم تحميل معلم اللغة العربية في المدرسة بتدريس التربية الإسلامية، ويتم تحميل أي معلم مسيحى بتدريس مادة التربية المسيحية، وإن لم يوجد معلم مسيحى بالمدرسة يتم الاستعانة بمعلم نشاط مسيحى من خارج المدرسة عن طريق الندب أو المأمورية لتدريس مادة التربية المسيحية، وبخلاف أن المعلم غير مؤهل فإن الضغوط النفسية التي يمر بها تجعله يخرج طاقته السلبية على الطلاب الذين يدرس لهم.
ومن المشكلات التي تحدث في المدارس المصرية، ويتم التكتم عليها ولا تخرج خارج أسوار المدرسة خوفا من العقاب، مسألة التعريض بالآخر، وهذا يحدث من التلاميذ تحت مرأى ومسمع معلميهم، بل إن بعض المعلمين الأكثر تطرفا يقللون من شأن الآخر ويحطون من قدره أمام تلاميذهم وهم في ذلك يعتقدون أنهم يرفعون من شأن أنفسهم أو أنهم يثبتون العقيدة في نفوس طلابهم، ولا يدرون أنهم يبدرون البذرة الأولى لنبات التطرف والعنف بدلا من بذرة التسامح والتعاون والتعاطى مع الآخرين باعتبار أننا جميعا نشكل نسيجا لوطن واحد.
وفى هذا الصدد كانت وزارة التربية والتعليم تلقت العديد من المقترحات، ودرست العديد من الأفكار حول إمكانية إلغاء مادة التربية الدينية في المدارس واستبدالها بمادة عامة تدرس لجميع الطلاب عن الأخلاق والقيم، ولكن هذه الأفكار وتلك المقترحات لم تصمد أمام سطوة المؤسسات الدينية التي رفضت ذلك بشدة واعتبرته رجسا من عمل الشيطان، وفى عام 2014 أعدت الوزارة كتابا عن الأخلاق والمواطنة، ولكنها ضلت الطريق في تدريسه، حيث جعلت الكتاب يقدم للمعلمين ولا يدرس كمادة دراسية، ولكن يقدمه المعلم في هيئة أنشطة طلابية لتلاميذه، وتغافلت الوزارة عن مشكلة أساسية وهى أن أغلب المدارس لا توجد بها حجرات للأنشطة وبذلك تحول هذه الكتاب إلى خانة في رف مكتبة المدرسة، ولم يقدم المرجو منه.
ومع تبنى الدولة سياسة واضحة لمكافحة الإرهاب، وإعلان الحرب على الجماعات المتطرفة، أعلنت وزارة التربية والتعليم في عهد الوزير السابق الدكتور محب الرافعى عن تنقيح المناهج الدراسية، فامتدت يد الحذف بشكل عشوائى إلى دروس أثارت خلافا كبيرا عند الإعلان عن حذفها، وعلى رأسها الدروس الخاصة بالفاتحين الإسلاميين "عقبة بن نافع" و"صلاح الدين الأيوبي"، حيث تم العام الماضى حذف الدروس التي تتحدث عن سيرتيهما من مناهج اللغة العربية هذه المرة من تنقيح الوزارة، وحذف درس "صلاح الدين الأيوبي" بالوحدة الأولى للصف الخامس الابتدائي، وحذف الدرس كله الذي يتحدث عن فتوحات القائد العسكري، مؤسس الدولة الأيوبية.
وكذلك تم حذف ستة فصول من قصة "عقبة بن نافع"، فاتح أفريقيا، في اللغة العربية على الصف الأول الإعدادي.
وأثار حذف هذه الدروس جدلا واسعا لمكانة القائدين في التاريخ الإسلامي، إلا أن الوزارة قد بررت ذلك الحذف بأن تلك الدروس تحث على العنف والتطرف، وهو ما اعتبره خبراء تبريرا غير منطقى وحذفا عشوائيا، وأن عمليات الحذف يجب أن تخضع لمنهج علمى محدد وليس لأهواء كل وزير، ومن المحذوفات التي كان الإعلان عنها بمثابة إعادة الطرق على باب العنف في المناهج ما حذفته الوزارة وقت تولى وزير التعليم الأسبق الدكتور محمود أبوالنصر دروسا عن "ثورة العصافير ونهاية الصقور"، التي تتحدث عن حرق العصافير لأعدائها، مما وجه انتقادات لمؤلفى المناهج، وما سموه الترويج لتنظيم "داعش" باعتبار أن الانتقام من الأعداء بالحرق وإشعال النيران في أجسادهم أحد أساليب داعش.
القضاء على العنف والتطرف، ومواجهة الأفكار الداعشية في المناهج الدراسية أمر حتمي، وقد بدأت وزارة التربية والتعليم في اتخاذ عدة تدابير لمواجهة تلك الأزمة، حيث قال الدكتور الهلالى الشربيني، وزير التربية والتعليم، إن الوزارة بصدد تطوير كل المناهج الدراسية، مع تنقيح المناهج القائمة لأن التطوير يحتاج إلى مدى زمنى كبير، وأكد أن احتواء المناهج الدراسبة على أفكار تحث على العنف والتطرف نتيجة حتمية للمشكلات التي تعانى منها المدارس والوزارة منذ منتصف السبعينيات، لافتا إلى أنه في إطار تطوير مناهج التربية الدينية اتبعت الوزارة إجراءً جديدا هذا العام مع المناهج التي ستطبق بدءا من العام الدراسى القادم، ويتمثل ذلك الإجراء في أنه بعد الانتهاء من تأليف المناهج وتطويرها تم إرسال كتاب التربية الدينية الإسلامية إلى الأزهر لإبداء الرأى فيه، وإرسال كتاب التربية المسيحية إلى الكنيسة لمراجعته، وبعدها يتم إرسال كتاب التربية الإسلامية إلى مؤلفى كتاب التربية المسيحية، وإرسال كتاب التربية المسيحية إلى مؤلفى كتاب التربية الإسلامية ليراجع كل طرف كتاب الآخر للقضاء على فكرة نشر أفكار تكفير الآخر عبر مناهج التربية الدينية.
التطرف في المناهج الدراسية وإن كان موجودا في التعليم العام، فإنه أكثر وضوحًا في التعليم الأزهرى الذي يحتاج إلى ثورة في الفكر لتغيير تلك المعتقدات، وتطوير التعليم الأزهرى لا يقتصر على مجرد تطوير وتنقيح المناهج الدراسية، بل يحتاج الأمر إلى تدريب وتأهيل لمعلمى الأزهر من أجل غرس قيم التسامح ونبذ العنف وإعلاء قيم المواطنة في نفوس الطلاب.
والحملة التي تعرضت لها مناهج الأزهر مؤخرا، دفعت المؤسسة الدينية الأولى في مصر إلى أن تعلن عن تبنيها خطة للعلاج وإصلاح التعليم الأزهري، وبناء مناهج دراسية تواكب العصر الحالي، وتخفيف الدروس التي تتحدث عن أمور كانت صالحة في الزمن الماضي، ولم تعد صالحة في تلك الأيام.
ومع تنامى ظاهرة العنف والإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، والبحث في التأصيل الفكرى لمعتقدات أعضاء تنظيم "داعش" وجدت روابط كثيرة بين ما يتم تدريسه في المعاهد الأزهرية من مواد دراسية، وبين أفكار "داعش" ومن الكتب التي تم تدريسها خلال الأعوام الماضية على طلبة الثانوية الأزهرية، كتاب الإقناع في حل ألفاظ أي شجاع، من تأليف الفقيه "محمد بن محمد الخطيب الشربينى"، وهو من فقهاء المذهب الشافعى، وفى هذا الكتاب يورد كثيرًا من الآراء والأحكام والفتاوى الغريبة والتي تعد في زماننا هذا أمورا غير منطقية، وغير عقلانية ولا يقدم عليها سوى متطرف مثل هذه الأفكار هي ذاتها التي يؤمن بها ويعتنقها المنضمون إلى تنظيم "داعش" بخلاف تكفير الآخر، ونشر أفكار العنف والتطرف التي تتطلب وقفة جادة للقضاء على الدواعش من بيننا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.