السادات ومبارك أصيبا بجنون العظمة و«ناصر» كان يغرد خارج السرب! إقصاء المعارضة وتغييب الديمقراطية نقطة ضعف الرؤساء السابقين أخطاء عديدة وقع في فخها رؤساء مصر السابقون وظنوا أنهم يسيرون على الطريق السليم فأطاحوا بكل من حاول تغيير نهجهم. د. عاصم الدسوقي -أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان- يرى أن الرئيس القادم عليه ألا يقع في فخ الخضوع لصفات التمجيد والمدح التي تستخدمها أمريكا وإسرائيل فجمال عبد الناصر لم تكن تغريه عبارات المديح وكان يقول (إذا علمت أن عدوي مدحني فهذا يعني أنني على خطأ وإذا نبذني فإني على صواب)، أما السادات ومبارك فقد غرهما ما يقال عنهما وأصيبا بجنون العظمة فحينما كان يقال عن السادات أنه أشيك رجل في العالم كان ذلك يؤثر عليه ويزيد من إحساسه بنفسه، وحينما كان الرئيس الأمريكي كارتر يقول بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد (إن الله جعل اليوم السادس في الخليقة للسادات) كان ذلك يعلي من غرور الرئيس السادات فيقول للوفد المرافق له (سمعتم كلام كارتر لعلكم تعلمتم الدرس)، وكذلك الحال مع مبارك فالرئيس أوباما حينما قال (أنا ذاهب لزيارة مصر ولا يمكن الاستغناء عن الرئيس مبارك لأنه عنصر أساسي في استقرار الشرق الأوسط ) فكان يعرف مدى تأثير هذه الكلمات على المخلوع وكيف أنها ستقوم بتخديره لمصالحهم، فالإعلام الأمريكي والإسرائيلي يداعب حكامنا بهذه الكلمات رغم أنهم يصفون أهل الشرق كله بأنهم بسطاء التفكير ولا يفهمون ما بين السطور لمحدودية ثقافتهم وتعليمهم. وأضاف أن على الرئيس أيضا ألا تغره السيطرة على السلطة التنفيذية والتي ستمنحها له القوانين الدستورية القديمة غير المعدلة والتي سينتخب عليها وأن يكون الرئيس حكما وليس حاكما مشيرا إلى أنه لابد أن يستلهم قراره من الشعب وألا يستمع لمستشاريه فقط لأن عيب المستشارين أنهم لا يشيرون على الرئيس بما ينبغي أن يكون ولكن بما يدور في ذهن الرئيس ليأكدوا له أنه على صواب وبالتالي لا يقدمون له النصح السليم في مواجهة الأزمة بل يزينون له أفعاله وأن الشعب سيقبلها ويقوم المثقفون من المستشارين بالكتابة في الصحف وتمجيد قراراته إعلاميا. ويحذر د. جمال شقرة أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس الرئيس القادم من أن يرتمي في أحضان الولاياتالمتحدةالأمريكية كما فعل المخلوع قائلا: إن (المتغطي بالأمريكان عريان) لأن أمريكا لا يهمها إلا مصالحها فلما اكتشفت أن مبارك أصبح ورقة محروقة بعد قيام ثورة يناير تذبذبت مواقفها في البداية بين مساندته بحجة استقرار البلد ولما أدركت أن الثورة حقيقية فرطت فيه رغم أنه كان حليفها، فلابد للرئيس القادم أن يعي ذلك جيدا. وأشار إلى أنه على الرئيس ألا يصاب بجنون العظمة عندما يحقق إنجازات خصوصا في ظل ما تعيشه البلد من حالة فقر وركود اقتصادي وأن تنسب الإنجازات لصانعيها ولا يضللها الإعلام كما فعل مع مبارك بأنه صاحب الضربة الجوية وكأنه هو من حارب وهزم إسرائيل بمفرده مضيفا أن لابد للرئيس أن يفهم طبيعة شعبه جيدا ويعرف متى يهدأ ومتى يثور وإلى متى يصبر لكي لا يقع في فخ ما وقع فيه الرئيس المخلوع. أما د. محمد عفيفي أستاذ ورئيس قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة القاهرة فأكد على ضرورة ألا يقع الرئيس القادم في عدم السماع للمعارضة لأن إقصاء المعارضة لم يعد مناسبا الآن خصوصا أنها أصبحت وسيلة لمعرفة حقيقة الشارع المصري وأن يفعل دور الديمقراطية التي ستكون محور المرحلة القادمة لنقل معاناة الشعب بصورة صحيحة.