كانت عقارب الساعة قد اقتربت من الثانية عشرة منتصف الليل، عندما خرجت قوة من قسم شرطة حلوان في زى مدنى، وتستقل سيارة ميكروباص، في طريقها لتفقد الحالة الأمنية بدائرة القسم، وملاحقة بعض العناصر الإجرامية المطلوبة لدى جهات التحقيق.. تجولت الدورية في عدد من شوارع المنطقة، وصولا إلى شارع عمر بن عبد العزيز.. وهناك انشقت الأرض عن سيارة ربع نقل توقفت بشكل مفاجئ بالقرب من سيارة الدورية، ونزل منها 4 ملثمين كانوا يختبئون في الصندوق الخلفى، وبحوزة كل منهم بندقية آلية، وفى ثوان معدودة بدءوا في إطلاق النيران بكثافة شديدة على رجال الشرطة، وظلوا يمطرونهم بالرصاص حتى سقطوا جميعا شهداء، ثم استقل الجناة سيارتهم ولاذوا بالفرار.. دقائق معدودة وانتقل عدد من قيادات وزارة الداخلية ورجال النيابة العامة وخبراء الأدلة الجنائية والبحث الجنائى إلى مكان الحادث الذي أسفر عن استشهاد النقيب محمد حامد معاون مباحث حلوان، و7 من أمناء الشرطة.. وعثر بجوار الميكروباص على فوارغ أكثر من 140 طلقة رصاص استخدمها الإرهابيون في جريمتهم النكراء.. بعد انتهاء المعاينات والمبدئية للجثث ومسرح الجريمة، تم نقل لجثامين إلى المستشفى تمهيدا لتشريحها... مع ساعات الصباح الأول استيقظ المصريون جميعا على هذا الخبر المشئوم، لتعم حالة من الحزن الشديد في طول البلاد وعرضها، بعد خسارة 8 من خيرة شباب الوطن، على أيدى جماعات إرهابية وعناصر إجرامية جبانة.. أما منطقة حلوان نفسها فقد اتشحت السواد، وبدت علامات الحسرة والألم على كل الوجوه.. فيما سارعت العديد من الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية، والنقابات لإدانة الحادث، وكانت نقابة الصحفيين في المقدمة، حيث أصدرت بيانا أدانت فيه بأشد عبارات الإدانة العمل الإرهابى الخسيس، واحتسبت الضحايا من رجال الشرطة شهداء عند ربهم وطالبت بالقصاص من القتلة في أسرع وقت. على جانب فتحت النيابة العامة تحقيقا موسعا في الجريمة النكراء، يجريه فريق متخصص تم تشكيله بمعرفة النائب العام المستشر نبيل صادق.. وبحسب شهود عيان فإن الشهداء من رجال الشرطة، حاولوا التصدى للمجموعة الإرهابية، غير أن الجناة كانوا أسرع منهم في إطلاق النيران بكثافة شديدة للغاية، وبعد أن تأكدوا من وفاة الجميع استقلوا سيارتهم ولاذوا بالفرار من مكان الجريمة.. واستمعت النيابة إلى أقوال بعض الشهود من سكان المنطقة، بغرض الوصول إلى أوصاف القتلة، تمهيدا لكشف هويتهم ومن ثم القبض عليهم.. وقالت مصادر خاصة إنه تم التحقيق مع عدد من الأشخاص المعروف عنهم تجارة الأسلحة في منطقتى الصف وحلوان، للمساعدة في تحديد هوية الجناة، بعد تحفظ لجهات الفنية المختصة على فوارغ أكثر من 140 طلقة مختلفة الأعيرة، من بينها 30 في محيط الحادث، و100 في السيارة الميكروباص وأجساد شهداء الشرطة.