حافظ المسلمون فى شتى بقاع الأرض عبر مئات السنين على ما وصل إليهم من مقتينات النبى صلى الله عليه وسلم واحاطوها بقدسية تليق بصاحبها، وصارت بركة لأهل الأرض التى وجدت فيها، وقد تناثرت مقتنيات الرسول «صلى الله عليه وسلم» باتساع الأرض مثل دعوته، فأصبحت هناك دول عديدة فى المشرق والمغرب تتحدث عن وجود مقتنيات للنبى بها، لكن تظل المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا هى البلدان التى تشرفت بأكبر قدر من مقتنيات النبى «صلى الله عليه وسلم».. وقد حرص الفنان مجدى إمام على صناعة فيلم تسجيلى عن هذه المقتنيات حيث قال ل«فيتو»: إن الفيلم يحمل اسم «السلام عليك يا رسول الله» من إعدادى وانتاجى وأشار إلى أن العمل مدته 32 دقيقة وقد استغرق التجهيز له نحو ثلاث سنوات، مؤكداً أن الفيلم ثم توثيقه تاريخياً ومراجعة مادته من هيئة شرعية ضمت الدكتور على جمعة مفتى مصر، وكذلك مفتى اسطنبول بتركيا، والشيخ محمد عوامة من علماء الحديث فى مكةالمكرمة، ويشير إلى أن الفيلم تمت ترجمته إلى 7 لغات، يبدأ الدكتور على جمعة العمل فى شرح المقتنيات مع صور لها مثل أثر القدم الشريف موضحا أن الحافظ السيوطى ذكر فى كتاب الخصائص الكبرى أن الامام الشافعى قال «ما أوتى نبى معجزة إلا ولنبينا نظيرها أو أعظم منها وقال أبو نعيم إن الله عز وجلً ألان الحديد لسيدنا داود عليه السلام وقد ألينت الحجارة لقدم نبينا «صلى الله عليه وسلم» وهذا أعجب وقد لانت الحجارة لقدم نبينا حتى توارثت الأمة آثارا عديدة للأقدام النبوية الشريفة مطبوعة على الحجر ومن تلك الآثار الأثر الشريف المحفوظ فى تركيا وهو من الآثار التى اخذها السلطان سليم من الشريف بركات أمير مكة ونقلها معه إلى القسطنطينية وهو أثر للقدم اليمنى أما الشعرات الشريفة فهى كثيرة جدا ومنتشرة حتى أيامنا هذه فى كثير من بلدان العالم الإسلامى وسبب ذلك كثرة حلاقة النبى «صلى الله عليه وسلم» لشعر رأسه الشريف يوم حجة الوداع وأمره لأبى طلحة «رضى الله عنه تعالي» أن يوزع شعر الجانب الأيسر من رأسه الشريف بين الناس وقد فعل والمحفوظ في تركيا شيء من شعر لحيته الشريفة وضعت داخل قارورة زجاجية مملوءة بشمع العسل مغلقة من الطرفين. ثم يتطرق الفيلم إلى رباعيته الشريفة وهى السن التى بين الثنية والناب وكان «صلى الله عليه وسلم» قد اصيبت رباعيته اليمنى السفلى يوم أحد كما حددت رواية ابن هشام فى السيرة ثم يتعرض العمل لخاتم النبى «صلى الله عليه وسلم» الذى يختم به كتبه ورسائله وسبب اتخاذه «صلى الله عليه وسلم» خاتما أنه اراد أن يكتب كتابا إلى بعض الاعاجم فقيل له إنهم لا يقرأون كتابا إلا بخاتم أى مكان مختوم فاتخذ خاتما ونقش فيه محمد رسول الله - رواه البخاري- وقد اشتهرت مراسلاته للملوك يدعوهم فيها إلى الإسلام وهذه نص رسالته الشريفة إلى المقوقس وقد حملها إليه حافظ بن أبى بلتعة - رضى الله عنه- «بسم الله الرحمن الرحيم - إلى المقوقس عظيم القبط ، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإنى أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم أهل القبط »، ومن رسائله الشهيرة رسالته إلى كسرى وكان «صلي الله عليه وسلم» له أحد عشر سيفا منها سيفه المشهور المسمى بذى الفقار أما عن القوس النوبى الشريف فقد كان لرسول الله ثلاثة قسى اسماها الروحاء ، والبيضاء ، والصفراء وهى من عود الخيرزان دقيق الطرفين طوله مائتا وثمانية عشر سنتيمتراً، وقد صنع له السلطان أحمد الأول محفظة مرصعة بالذهب والفضة.. ومن الآثار النبوية الشريفة البردة النبوية وقد وردت أحاديث كثيرة فيها استعمال النبى «صلي الله عليه وسلم للبردة ووصفت بأنها سوداء وكان يطويها ويضعها تحت رأسه الشريف كالوسادة وتم تخصيص غرفة خاصة لعرض البردة أو الجبة النبوية فى جناح الامانات المقدسة بأحد المتاحف بتركيا، أما عن المقتنيات النبوية المباركة المحفوظة فى حجرة المسجد الحسينى فى القاهرة فقد كانت فى البداية عند بنى إبراهيم فى ينبع وأنهم توارثوها عن الآباء والاجداد الأولين وصولا إلى سيدنا محمد «صلي الله عليه وسلم» وهى عبارة عن حجرة واسعة كسيت جدرانها برخام فخم مجزع والسقف الخشبى الملون منهاالسيف النبوى الشريف المسمى بالعضم والذى استقر فى حجرة الامانات النبوية المشرفة فى مسجد الحسين وهو مصنوع من الصلب ويرجح أن يكون صنع فى سوريا وهذا السيف هو بعينه الذى اهداه سعد بن عبادة رضى الله عنه إلى الرسول الكريم «صلي الله عليه وسلم». ويصل الفيلم إلى المكحلة المشرفة والتى كان يتكحل بها سيدنا محمد عند النوم ثلاثا فى كل عين ومن المقتنيات الخاصة بالرسول أيضا الشعرات النبوية الكريمة المحفوظة فى مسجد الحسين رضى الله عنه وهما شعرتان محفوظتان فى زجاجة محفوظة فى صندوق صغير من الفضة وطولهما ما بين السبعة والعشر سنتيمترات وأيضا القميص النبوى الشريف وكان من أحب الثياب إليه «صلي الله عليه وسلم» وقطعة من القضيب أو العصا النبوية الشريفة التي قيل إنها جزء من عصا الرسول التى صنعت من الشوحق وهو يشبه شجر الارز. وقد روي ابن عباس رضى الله عنهما قال دخل رسول الله مكة يوم الفتح على راحلته فطاف عليها وحول البيت أصنام مشدودة بالرصاص فجعل النبى يشير بقضيب فى يده إلى الأصنام ويقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا رواه البخارى ومسلم - وفيه معجزة للنبى «صلي الله عليه وسلم» حيث سقطت الاصنام بمحض اشارته وهى مشدودة بالرصاص.