«المهدى»: نفصل كل طالب يستخدم مواد المعمل في صناعة القنابل «سكران»: نكتفى بالتدريب النظرى في «صيدلية حلوان» للمواد الخطرة حادثة وفاة طالبة كلية العلوم بجامعة الزقازيق، على خلفية إجرائها إحدى التجارب المعملية التي ينتج عنها غازات سامة، طرح هرما من التساؤلات حول وجود تقصير داخل الكلية في حق تلك الطالبة، خاصة أن أصابع الاتهام تشير بقوة تجاه إدارة الكلية، واتهمها البعض بالتقصير في توفير الرعاية الكاملة للطلاب، لأنها لم تصمم معامل تحتوي على درجات أمان كافية من حيث التهوية وتأمين الطلاب أثناء إجرائهم لتجاربهم، ما دفع البعض لإطلاق وصف «معامل الموت» عليها. احتمالية تكرار مشهد وفاة طالبة الزقازيق لاتزال قائمة، في ظل الأوضاع الحالية للمعامل التي تضم مواد متفجرة تمثل خطورة كبيرة على حياة مئات الطلاب الذين يتعاملون معها داخل معامل كليات العلوم. الدكتور السيد المهدي، عميد كلية العلوم بجامعة حلوان، قال: الكلية تعمل في الفترة الحالية على تجديد المعامل وتطويرها بعد مطالبة الكلية للجامعة باحتياجات المعامل للتجديد والتطوير، وعمل الصيانة الكاملة للمعامل بشكل عام، مؤكدًا أن هناك خطة تعمل الكلية على تنفيذها لتأمين حياة الطلاب خلال عمل التجارب، منها الالتزام بتواجد المشرفين والمعيدين والأساتذة المساعدين بالمعامل لحماية الطلاب. عميد علوم حلوان أكد أنه يتم استخدام ما بين 4 و5 مواد داخل معامل الكلية هي «شق النترات، التروين، والسليلوز، ومركبات النيترو»، ويتم استخدامها عن طريق الأساتذة والمشرفين داخل المعامل، وبحرص شديد، لما لها من خطورة على الطلاب. وأضاف: «نحرص على توجيه بعض التعليمات للمعيدين في كيفية مراقبة وتوجيه الطلاب عند استخدام تلك المواد، وقد يصل الأمر إلى (ضرب) الطالب عندما يخطئ حتى يحرم تكرار الخطأ مرة أخرى، ومن يقوم من الطلاب باستغلال تلك المواد بطريقة غير صحيحة وفي غير موضعها التعليمي، كصنع قنابل يدوية يتم فصله من الكلية نهائيًا وإحالته إلى مجلس تأديب، وطلاب كلية العلوم لا يمكن أن يفعلوا ذلك ولكنهم يملكون القدرة على صناعة مواد متفجرة». أما الدكتورة وداد سكران، عميد كلية الصيدلة بجامعة حلوان، فأكدت أن الكلية لا يوجد بها أي مواد سامة أو متفجرة قد تضر بحياة الطلاب، مشيرة إلى أن مثل هذه التجارب الخطيرة يتم تطبيقها نظريًا فقط. وأكدت عميد كلية الصيدلة أنه دائمًا ما يكون هناك صنبور للاغتسال داخل كل معمل تحسبًا لتطاير أي مواد كاوية في عيون الطلاب، كما أنه يتم تدريب المعيدين على كيفية التعامل والتصرف في حال حدوث شيء للطلاب، كما أنه يتم توعية الطلاب باستمرار، وحرص الطلاب على ارتداء البالطو وغيره من أدوات الحماية لهم خلال تعاملهم في المعامل. الدكتورة رقية شلبي، عميدة كلية البنات بجامعة عين شمس، اعترفت بأن الكليات التي بها معامل تحتوي على مواد قابلة للاشتعال ومواد مشعة يكون لها معاملة خاصة، وتكون دائمًا تحت إشراف قطاع البيئة وخدمة المجتمع بالكلية، ويتم تعريف كل مركب أو عنصر عن طريق وضع لاصق يحتوي على اسم المركب، مشيرة إلى أن هناك منظومة تتبع لحماية تلك المركبات من التلف. الدكتور مجدي عمر، وكيل كلية العلوم لشئون التعليم والطلاب بجامعة القاهرة، تحدث عن أن الطلاب المسموح لهم باستخدام المواد المشعة، هم طلاب الفرقة الرابعة، لأنهم أكثر وعيًا باستخدام تلك المواد، ومع ذلك تتم التجارب تحت عناية دقيقة من أعضاء هيئة التدريس، كما تحفظ تلك المواد في خزانة من الرصاص وذات تهويات على أعلى مستوى حتى لا تتسرب الأشعة، وتؤثر على الكلية وصحة الطلاب. وشدد «عمر» على أنه من غير المسموح لأي عضو من أعضاء هيئة التدريس استخدام تلك المواد المشعة إلا بعد حصولهم على شهادة دولية تؤكد معرفتهم التامة وإدراكهم كيفية التعامل مع تلك المواد، وعند استخدامهم لها في تجاربهم يكون الطالب حريصًا عند التعامل مع أي إشعاعات ضارة تؤثر على حياة زملائه، وقد تسبب الوفاة.