قضى ما يقرب من نصف عمره في عالم التوزيع وتدرج في المناصب حتى شغل موقع مدير التوزيع في أكبر الصحف الخاصة انتشارا بداية من "المصرى اليوم" مرورا ب "التحرير" و"الوطن" ثم العودة من جديد إلى "المصرى اليوم". يؤمن "مجدي الحفناوي" أن أزمة الصحف المطبوعة تكمن في أن العاملين بها ومسئولى مجالس إدارتها وتحريرها لم ينتبهوا حتى الآن إلى الخطر الداهم الذي يهدد مستقبلها في مصر، ويرى أن الحل الوحيد لاستمرار الجرائد الورقية لأطول فترة ممكنة هو المصداقية والبحث عن أنماط تحريرية جديدة تجذب اهتمام القارئ وتعيده إلى شراء الصحف مرة أخرى. وتوقع الحفناوى اختفاء الصحف الخاصة خلال 6 سنوات ما لم ينتبه صناعها إلى الأزمة التي تواجهها.. وإلى نص الحوار.. هل الصحافة الورقية في محنة وتواجه أزمة في التوزيع؟ بالفعل الصحافة الورقية كادت تنقرض، وإذا استمرت على هذا الوضع ستختفى تمًامًا. كيف انخفضت نسبة توزيع الصحافة الورقية الآن؟ انخفض توزيع الصحف بنسبة 60 ٪ منذ ثورة يناير، والعامل الأساسى في ذلك اكتشاف القارئ لمدى التلاعب في محتواها، فضلًا عن تزايد انتشار التكنولوجيا والمواقع الإلكترونية التي يستطيع القارئ أن يصل إليها باستخدام الموبايل المتواجد معه طوال الوقت، وبأسرع طريقة. من وجهة نظرك ما مدى خطورة هذه الأزمة خلال الفترة القادمة؟ خطورة الأزمة تكمن في عدم الانتباه لها، فليس هناك أي مبادرات لحل إشكالية الصحافة الورقية، ورؤساء مجالس الإدارات ينظرون إليها على أنها ليست أزمة ومن الممكن التغاضى عنها بالمواقع الإلكترونية، ورؤساء التحرير لا يحركون ساكنًا، والصحفيون لم يلتفتوا لهذه الأزمة وغير مدركين لخطورتها، ولم يدرك الأزمة جيدًا سوى الموزعين، وباقي الصحف. هل اقترب اليوم الذي تصبح فيه مصر بلا صحف ورقية؟ الصحافة الورقية تنقرض ولكن لم تختف، فهناك عدة جرائد خاصة تعانى من أزمات حادة، حتى الجرائد القومية تعانى من أزمات على الرغم من عدم ظهور ذلك عليها، لما يقدم لها من دعم، ولكن تراجع الإعلانات كان له تأثير كبير على حياة الصحافة الورقية بجميع أنواعها. ما سبب التراجع الكبير لإعلانات الصحف الورقية؟ الانهيار الاقتصادى الذي تعانى منه البلاد، وتدنى قيمة الجنيه أمام الدولار، بالإضافة إلى نقص جمهور الصحافة الورقية وارتفاع أسعارها، مما جعل العديد من رجال الأعمال يعكفون عن صرف المخصصات الإعلانية دون جدوى. ما الأفكار التي يجب أن تتجه إليها الصحف الورقية لتستعيد قراءها من جديد؟ لابد أن نضع ثقة قارئ الصحف الورقية نصب أعيننا، بتنفيذ المحاور التي تساعد على تقنين الوضع مع القارئ، بالتمسك بالمصداقية، والاهتمام بما وراء الحدث، لأن الحدث تم رصده مصورا في مساء اليوم السابق لإصدار الصحيفة، فلن يشترى أحد الصحيفة الورقية وهو يعلم ما نشر بها بعد متابعته للمحتوى على المواقع والبرامج التليفزيونية، فلابد من تطوير المادة الإخبارية وأسلوب الكتابة، فمنذ أكثر من 20 عاما والمحتوى الإخبارى وأسلوب واحد، كما أن أفضل الطرق لجذب القارئ الاهتمام بالقضايا التي تهمه، وعدم الانغماس في التفاصيل السياسية والاقتصادية، فضلا عن الاهتمام بالتحديث وتنويع الموضوعات، وتقديم الخدمات التي تفيد القارئ، والاهتمام بعامل الجذب لمساعدة القارئ على الاتجاه لصحيفة ورقية بعينها. فضلا عن أنه لابد من أن تقدم الحكومة المساندات والمعاونات للصحف الخاصة، وإسنادها بالأحبار والأوراق، في محاولة لحل الأزمة الحقيقية لهذه الجرائد. ما توقعاتك لسوق الصحف الورقية في مصر خلال السنوات المقبلة؟ أتوقع دمج أكبر ثلاث صحف قومية في صحيفة واحدة، وستغلق الصحف الخاصة تدريجيا واحدة تلو الأخرى، إلى أن تختفى تماما، بعد 6 سنوات من الآن.