جاءت نتيجة الثانوية العامة هذا العام مختلفة تماما عن الأعوام السابقة.. حيث اختلفت ظاهرة المجاميع الكبيرة، وتخطي الآلاف للمجموع النهائي بدرجات.. هذا الاختلاف أحدث انقلابا واضحا في مؤشرات القبول بالجامعات المختلفة، وأعاد ترتيب كليات القمة بشكل واضح فبعد أن استحوذت كليات الطب والصيدلة والهندسة على المراكز الثلاثة الأولى لسنوات طويلة، توقع البعض صعود كلية التربية لتحتل المركز الأول في التنسيق هذا العام بسبب انخفاض المجاميع بصفة عامة، وما تردد عن إعداد تشريع جديد يعيد نظام التكليف للمدرسين.. خبراء التعليم شرحوا ل «فيتو» أسباب هذا الانقلاب في السطور التالية أهم هذه الأسباب كما يرى الخبراء هو وجود اتجاه تشريعى للعودة الى نظام تكليف خريجى كليات التربية اى تعيينهم بمجرد تخرجهم وهو امر يدفع طلاب الطبقتين الوسطى والدنيا الحاصلين على اعلى الدرجات الى التفكير بجدية فى وضع كلية التربية رغبة اولى فى تنسيق المرحلة الاولى بدلا من كليات قمة تقليدية تحتاج لوساطة ومحسوبية من اجل الحصول على فرصة عمل. هذا التوقع يدعمه بقوة ان نسبة القبول بتربية المنصورة فى العام الماضى وبعد الحديث عن عودة نظام التكليف زاد عن نسبة القبول بطب الاسكندرية وهو امر متوقع حدوثه بقوة هذا العام فى سباق الصراع بين كلية التربية والكليات الاخرى المعروفة تقليديا بكليات القمة. متغير آخر حدث سيساهم فى الانقلاب التنسيقى وهو انخفاض الدرجات بما يعنى ان النسبة الاكبر من الطلاب حاصلين على 90% فاقل ويرجع ذلك الى تشتت قدراتهم على التحصيل بسبب تشويش الإخوان وبرلمانهم المنحل عليهم بقانون الثانوية العامة الجديد الذى جعلها عاما واحدا بدلا من عامين فضلا عن حظهم التعس بتزامن هرج ومرج الانتخابات الرئاسية مع الايام الحاسمة فى عامهم الدراسى بما فيها ايام الامتحانات بالاضافة الى سبب اخر وهو ان مصر تحتاج ل 40 جامعة حكومية وهذا العدد غير موجود الآن. برلمانات الماضى وحكوماته وكذلك برلمان الاسلاميين المنحل اتبعوا افكارا خاطئة وعملوا بدون هدف محقق يعكس الاستراتيجية المتكاملة كما هو معمول به فى الدول الاخرى وتسبب ذلك بحسب تاكيدات الدكتور عادل عبد الله مدير المركز القومى للتربية والتنمية بوزارة التعليم فى صنع ما يسمى بكليات القمة وكليات القاع وانحسار كليات القمة فى الطب والهندسة والصيدلة وهو تصنيف وهمى لا مثيل له فى كل دول العالم بدليل ان الحقوق والتجارة هما القمة فى امريكا والتربية هى القمة فى روسيا ولها شروط لا تقل عن شروط دخول الكليات العسكرية عندنا. الدكتور كمال مغيث – الخبير التربوى بالمركز القومى للبحوث التربوية اكد على استمرار التدهور فى العملية التعليمية وحذر من اختطاف تيار بعينه كالتيار الدينى للتعليم مطالبا بالنص فى الدستور على قومية التعليم فى مصر، مضيفا ان تكليف كليات التربية سيحدث انقلابا فى مؤشرات القبول بالجامعات وسيجعلها تعلو على الاقتصاد والاعلام والهندسة. على صعيد متصل كشف مصدر وثيق الصلة بالمجلس الأعلى للجامعات أن المجلس يحدد الأعداد المقبولة بكل جامعة بناء على النسب التكرارية لمجاميع الطلاب وعدد الطلاب الذين ستقبلهم الجامعات الخاصة ومؤشرات قبولهم بها وكلها امور سيتم كشفها فى الأيام القادمة. مدحت مسعد وكيل وزارة التربية والتعليم سابقا لم يستبعد تأثر التنسيق هذا العام بتعديل قانون الثانوية العامة وجعلها سنة واحدة بدلا من سنتين مؤكدا ان الاعلان عن تكليف خريجى كليات التربية سيجعلها تنافس الطب والصيدلة على القمة هذا العام كما حدث وسبقت تربية المنصورة كلية الطب العام الماضى مشيرا الى ان نسبة القبول فى الجامعات الخاصة ستحددها مؤشرات منخفضة عن العام الماضى بحكم انخفاض المجاميع بشكل عام هذا العام. جمال متولى – عضو لجنة التعليم بمجلس الشعب المنحل عن حزب النور اكد ان اللجنة اوصت برفع عدد الجامعات الحكومية الى 50 جامعة خلال 10 سنوات بانشاء جامعات جديدة مشددا على ضرورة اعادة كلية التربية الى وضعها الحقيقى على القمة اسوة بالطب والهندسة ووصفها بانها ارقى كلية قائلا: يجب ان يدخلها اصحاب أعلى الدرجات وان يكون لها معايير واختبارات اضافية لالتحاق الطلاب بها. وعن مؤشرات القبول للكليات كشف مصدر وثيق الصلة ل»فيتو» ان المؤشرات المتوقعة تشير إلى ان الحدود الدنيا لكليات القطاع الطبى وهى الطب والصيدلة وطب الاسنان والعلاج الطبيعى ستتراوح بين 95% و2و96% وان الحد الادنى للطب لن يقل عن2و 96% فى حين يبدأ الحد الادنى لكليات الهندسة والحاسب الآلى من 94% ، ومن المتوقع وفقا للمصدر ان يكون الحد الادنى لكليات الاقتصاد والعلوم السياسية والاعلام والسياحة والفنادق والالسن 91% فى حين يرتفع الحد الادنى الى 5و 96% للدراسات الخاصة باللغات الاجنبية فى كليات الاعلام والحقوق والتجارة والاقتصاد والعلوم السياسية. المؤشرات المتوقعة للقبول بالكليات فى الجامعات الخاصة وفقا للمصدر هى 85% للطب 75% للصيدلة فى حين سيبدأ الحد الادنى للتنسيق للقبول بالمعاهد الخاصة من 50% الى 60% حسب مدة الدراسة ونوعية التخصص.