على مدى أسبوع بدأ منذ الجمعة الماضية وحتى فجر اليوم الخميس، احتفال الآلاف من أبناء الطرق الصوفية بمولد الإمام الحسين والذي يواكب ذكرى قدوم الرأس الشريف من عسقلان إلى مصر. وتخللت هذه الأيام إقامة العديد من السرادقات وموائد الطعام وحلقات الإنشاد والتمايل الصوفى، واختتمت هذه الاحتفالات فجر اليوم ب«الليلة اليتمية»، كما يطلق عليها المتصوفة. الخير والمحبة وكانت الرسالة التي حملها أبناء الطرق الصوفية من خلال احتفالهم، والتي جاءت على لسان أحمد الهاشمي، أحد المتصوفة القائمين على تقديم الطعام والنفحات بمولد الإمام الحسين، أن المحبة والخير هي الرسالة التي يودون تصديرها لكل العالم. وأضاف أن المتصوفين يحرصون على أن يتم الاحتفال وفقا للضوابط والأصول الشرعية، موضحًا أن عادة تقديم النفحات والأطعمة بالموالد هي إحياء لأفضل شيء تميز به آل البيت وهي إطعام الجميع دون تفرقة بين جنس أو لون أو دين. الملتقى الإسلامي الكبير وفى السياق ذاته، انتهت فعاليات الملتقى الإسلامي الكبير، والذي نظمه أبناء الخلوة الناصرية الشاذلية – وهى إحدى المؤسسات الدعوية الصوفية، والذي حضره كوكبة من علماء مصر والأردن، على رأسهم الشيخ محمد يحيى الكتاني، المدير التنفيذي لاتحاد علماء الصوفية، والشيخ عون معين القدومي، مدير دار المعراج للدراسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية، والدكتور عصام أنس الزفتاوي، مدير فرع دار الإفتاء بمحافظة الإسكندرية، والمبتهل الشيخ إيهاب يونس مدير مدرسة الابتهال والإنشاد الديني بمصر، والمبتهل الشيخ جهاد الكالوتي، بالمملكة الأردنية الهاشمية. تأخر حفل "التهامى" وتسبب الازدحام الشديد من قبل الآلاف المتصوفة الذين تجمعوا بميدان الإمام الحسين، في تأخر بدء حفل الشيخ ياسين التهامي، المنظم له أمام أبواب مسجد «سيد شباب أهل الجنة»، وهو ما دعا نجله الشيخ محمود التهامى، للتغنى بمجموعة من القصائد والأشعار الصوفية لفترة امتدت للساعة. وبمجرد أن صعد الشيخ ياسين التهامي، فوق المنصة المعدة له، شدا بقصيدة «أصل تعذيبي»، وهو ما جعل آلآف الحاضرين يتفاعلون معه بالتمايل الصوفى، وترديد أبيات القصيدة. يُذكر أن ما يقارب ال77 طريقة صوفية، احتفلوا منذ الجمعة الماضية بذكرى قدوم الرأس الشريفة للإمام الحسين رضي الله عنه من عسقلان إلى مصر، مختتمين فعالياتهم فجر اليوم الخميس بما يطلقون عليها «الليلة اليتيمة».
