احتفلت مرسيدس الأيام الماضية بالذكرى ال 130 لإنتاج أول سيارة لها، على يد مؤسس شركة مرسيدس المهندس الألماني»كارل بنز» الذي كان دائما يتخيل سياراته تسير دون أن تجرها أحصنة، وهذا ما دفعه للعمل على أول سيارة تعمل بمحرك البنزين رباعى الأشواط، من تصميمه في 29 يناير عام 1886، لتصبح واحدة ضمن أغلى سيارات العالم. أول تجربة استمد كارل بنز عام 1885 فكرته بإنتاج أول سيارة تعمل بالبنزين نتيجة عمله في ورشة لتصنيع الآلات، ما ساعده في ابتكار أول سيارة بثلاث عجلات زودت بمحرك بدائي، استطاع أن يسجل براءة اختراعها باسمه بعدها بعام، ولكنها كانت بداية غير مبشرة له نتيجة الفشل الذي تعرض له بنز أثناء أول اختبار للسيارة ما أدى إلى تحطمها. وعقب فشل أول تجربة أعاد بنز الدراسات على السيارة ليستنتج أن تحطمها جاء نتيجة اختلال توازنها لاعتماده على عجلات من النحاس، ما دفعه لاستخدام عجلات من الخشب لتحقيق المزيد من الثبات والحفاظ على توجيه السيارة على الطريق. تطوير السيارة لم تحقق سيارة بنز الأولية النجاح الذي ينتظره عقب تغيير اطاراتها إلى الخشب، على الرغم من انتشارها بشكل كبير وقتها، حيث واجهت السيارة مشكلة أخرى، وهى عدم قدرتها على صعود المرتفعات بسبب انعدام سرعات السيارة، والتي لم تتعد سرعتها 18 كيلو مترا في الساعة، ما دفعه لتخصيص الكثير لعلاج المشكلات التقنية والميكانيكية للسيارة وتطوير ناقل السرعات حتى استطاعت السيارة الوصول إلى سرعة 106 كيلو في الساعة. زوجة مبتكرة كان لكارل بنز الحظ في تزوج «بيرتا» عام 1972 والتي كان لها دور كبير في تطوير أنظمة الفرامل بسيارات مرسيدس الأولية. واكتشفت بيرتا خلال قيادتها لإحدى سيارات مرسيدس المصنوعة حديثا عام 1988 بدون علم زوجها عدم كفاءة فرامل السيارة أثناء التوقف، ما اضطرها للذهاب إلى صناع أحذية لوضع قطعة جلد على الفرامل لتقويتها، وأرسلت برقية لزوجها بنز لتتطور بعدها انظمة الفرامل في السيارة. إنجازات بنز لم يتوقف كارل بنز عند اختراع السيارة فحسب، بل إنه نجح عام 1896 في تطوير أول محرك أفقى يعمل على أسطوانات، ما أدى معه إلى انتشار واسع للسيارة في أنحاء كثيرة ليتمكن من بيع 572 سيارة سنويًا. وعقب اندماج شركة بنز مع دايملر عام 1924 تمكنت الشركتان من تطويرمحركات مرسيدس، لتعمل بنظام الاحتراق الداخلى للوقود ينتج قوة 200 حصان، ويستطيع قطع 226 كيلو مترا في الساعة. براءات اختراع سجلت الشركة المنتجة لسيارة المرسيدس العديد من براءات الاختراع، فهى أول من صنعت نظام الكوابح المانعة للتعليق ABS، وأول من أتى بفكرة الوسائد الهوائية، ونظام الأضواء المتحركة مع عجلة القيادة، لتقليل المفاجآت عند المنعطفات، ونظام الأمن ما قبل الحادث PreSafe وفكرة الزجاج المتحطم للخارج وغيرها من أنظمة السلامة والأمان المتعددة. 22 طرازا وتطور إنتاج مرسيدس مع مرور السنوات إلى أن أصبحت تنتج حاليا ما يقرب من مليون سيارة سنويا، وتصنف ضمن أفخم السيارات على مستوى العالم ويصل موديلاتها لنحو 22 طرازا مختلفا، كما تعمل الشركة حاليا على تطوير سيارات تسير بدون سائق يطلق عليها السيارات «ذاتية القيادة» والتي تعد طفرة جديدة في عالم السيارات بحلول عام 2020. مرسيدس في مصر جاءت بداية شركة مرسيدس في مصر في عام 1996، تحت مسمى الشركة المصرية الألمانية للسيارات، وأسسها المهندس سامى سعد، والرئيس التنفيذى السابق لشركة دايملر بنز «يورغن إريك»، وتمحور الهدف وراء المشروع حول تجميع السيارات المرسيدس داخل مصر، للسوق المحلى وللتصدير أيضًا. ونجحت مرسيدس في تجميع عدد من الطرازات محليًا منذ 1999 وحتى أوقفت إنتاجها في 2015. وارتبط اسم مرسيدس في مصر بسيارة الرؤساء والهيئات الدبلوماسية والجهات الحكومية. «أوتوماك - فورميلا» شاركت مرسيدس مصر بقوة خلال السنوات الماضية في معرض»أوتوماك - فورميلا»، وطرحت العديد من الطرازات الناجحة.