«كدواني وفرحات» يتفقان على تنسيق الجهود لتفعيل المبادرة الرئاسية «بداية»    اليوم.. الحوار الوطني يجتمع لمناقشة الدعم    الأنبا توما يترأس القداس الإلهي لأبناء الأقباط الكاثوليك بدبي    تباين أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 30 سبتمبر    وزير الإسكان يعلن تخفيض 50% من رسوم التنازل عن الوحدات والمحال والأراضي بالمدن الجديدة    وزير الإنتاج الحربي يبحث التعاون المشترك مع سفير كوت ديفوار    النقل: وصول الدفعة الأولى من أوناش محطة الحاويات تحيا مصر 1 بميناء دمياط تمهيدا لافتتاحها    محمود محيي الدين: تحقيق الاستدامة والاستقرار للقطاع المالي يسهم في تقليل تكلفة الديون    صالون تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين يفتح نقاشا موسعا حول ملف التحول إلى الدعم النقدي    وزير قطاع الأعمال العام يجتمع برؤساء شركات القابضة للتشييد لمتابعة مؤشرات الأداء وموقف المشروعات    استهداف للنازحين بقطاع غزة.. وبيروت في مرمى القصف الإسرائيلي    أوكرانيا: تسجيل 153 اشتباكا على طول خط المواجهة مع الجيش الروسي خلال 24 ساعة    صباح الكورة.. آخر تطورات الحالة الصحية لكهربا وموقف الزمالك من تجديد عقد جوميز    ناصر ماهر: قادرون على التتويج بالدوري.. وكنا نريد مواجهة الأهلي لولا قرار الإدارة    المرور تحرر 28 ألف مخالفة متنوعة خلال 24 ساعة    غدا.. الجنايات تستكمل محاكمة متهم بالاتجار في النقد الأجنبي    السيطرة على حريق نشب داخل شقة سكنية بالحوامدية    احتفالا بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر.. وزير الثقافة يعلن فتح جميع المتاحف والمسارح مجانا    طبيب: 30% من أمراض القلب يمكن تجنب الإصابة بها تماما    فيتامينات يجب عدم الإفراط في تناولها أثناء الحمل    مع إرجاء تشييعه ودفنه .. بدء الحداد الرسمى فى لبنان لمدة 3 أيام علي رحيل حسن نصر الله    أسعار الدواجن تنخفض اليوم الاثنين بالأسواق (موقع رسمي)    أمطار وحرارة واضطراب الملاحة.. توقعات طقس خلال الساعات المقبلة    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 14574 قضية سرقة كهرباء ومخالفة شروط التعاقد خلال 24 ساعة    موعد إجازة 6 أكتوبر 2024 للقطاعين الخاص والعام.. هل سيتم ترحيلها؟    السياحة والآثار تنظم عددًا من الأنشطة التوعوية للمواطنين    أمينة الفتوى: هذا الفعل بين النساء من أكبر الكبائر    اقرأ في «أيقونة»| بعد واقعة مؤمن زكريا.. هل السحر موجود؟    عقب مباراة الوصل| أهلي جدة يستقر على إقالة يايسله    وزير الثقافة يعلن فتح جميع المتاحف والمسارح مجاناً وخصم 50% احتفالاً بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر    بالصور.. نجاح فريق طبي في استئصال ورم نادر بجدار الصدر لشاب بأسيوط    «الرعاية الصحية»: إجراء 20 عملية زراعة قوقعة لأطفال الصعيد بمستشفى الكرنك الدولي    الصحة اللبنانية: استشهاد 4 وإصابة 4 آخرين جراء العدوان الإسرائيلي على منطقة الكولا    تفاصيل إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بأكتوبر    بعد خسارة السوبر الأفريقي.. الأهلي يُعيد فتح ملف الصفقات الجديدة قبل غلق باب القيد المحلي    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    موعد عرض الحلقة 13 من مسلسل برغم القانون بطولة إيمان العاصي    مين فين ؟    كرمة سامي في اليوم العالمي للترجمة: نحرص على تأكيد ريادة مصر ثقافيا    إعلام إسرائيلي: متظاهرون مطالبون بصفقة تبادل يقتربون من منزل نتنياهو    بشير التابعي: الأهلي كان مرعوب.. وممدوح عباس سبب فوز الزمالك بالسوبر الافريقي    بوليتيكو: أمريكا تعزز وجودها العسكري بالشرق الأوسط    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 30-9-2024 في محافظة قنا    أمين الفتوى: كل قطرة ماء نسرف فيها سنحاسب عليها    صحف خليجية: حل القضية الفلسطينية مفتاح بناء السلام بالمنطقة    آخر تطورات أزمة سد النهضة وموقف مصر    وزارة العمل تُطلق مبادرة «سلامتك تهمنا»    الحرس الثوري الإيراني: اغتيال حسن نصر الله سيحدث تغييرا تاريخيا    جثتان و12 مصابا.. ننشر الصور الأولى لحادث تصادم سيارة نقل وأخرى ميكروباص بأسيوط    اصطدام «توكتوك» بتريلا ومصرع سائقه في المنوفية    من مدرسة البوليس بثكنات عابدين إلى «جامعة عصرية متكاملة».. «أكاديمية الشرطة» صرح علمى أمنى شامخ    موظف أمام «الأسرة»: «مراتى عايزة 4 آلاف جنيه شهريًا للكوافير»    الحوثيون باليمن: مقتل وإصابة 37شخصا في قصف إسرائيلي بالحديدة    الأهلي يلجأ للطب النفسي بعد خسارة السوبر الأفريقي (تفاصيل)    «القاهرة الإخبارية»: أنباء تتردد عن اغتيال أحد قادة الجماعة الإسلامية بلبنان    دونجا يتحدى بعد الفوز بالسوبر الأفريقي: الدوري بتاعنا    «الإفتاء» توضح حكم تناول مأكولات أو مشروبات بعد الوضوء.. هل يبطلها؟ (فيديو)    مفاجآت سارة ل3 أبراج خلال الأسبوع المقبل.. هل أنت منهم؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفاجأة.. مبارك يعيد هيكلة «ماسبيرو».. «محلب» يستولى على «المخلوع» ويؤكد «إحنا إللى عملناها».. درية شرف الدين تحاول تنفيذها قبل إلغاء «الإعلام».. و«الأمير» يوجه الشكر ل«شريف إسماعيل»
نشر في فيتو يوم 10 - 02 - 2016

وزارة التنمية الإدارية أعدت دراسة ل"تقييم واعادة هيكلة وزارة الإعلام".. و25 يناير توقف عملية التنفيذ.. إعادة "ماسبيرو " للصدارة الهدف الرئيسي و"الخصخصة" بانتظار الاتحاد بعد خمس سنوات.
الدراسة تؤكد: الهيكل ضخم بلا داع ولا يتسم بالفاعلية.. الاتحاد يفتقر للإمكانيات الحديثة.. ولا توجد علاقة بين الإنتاج والتسويق
إلزام الوزارة بالتعاقد مع الشركات لتوفير الخدمة لمدة عامين بواقع 100% من الخدمة المقدمة.. طرح نسبة 25% من الخدمة المقدمة للمنافسة المفتوحة في السنة الثالثة.، وطرح الخدمة بالكامل للمنافسة في السنة الخامسة.
ما هو موقع اتحاد الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو" من المعادلة السياسية؟.. هل القيادة السياسية –أيا كانت– راضية عن أداء تليفزيون الدولة الذي يجب أن يكون بمثابة نافذتها للعالم أجمع؟.. الحكومات المتعاقبة التي جاءت لتدير مصر أين وضعت ملف التطوير في أحد الأدراج أم تركته ينتظر دوره في "طابور الفرم"؟.. الشارع.. الهدف الأول ل"ماسبيرو" كيف يري المبنى العتيق، وهل يتعامل معه كونه تليفزيون الشعب أم "شاشة الحكومة"؟
الأسئلة السابقة من الممكن القول إنها "عينة عشوائية" تم اختيارها من بين آلاف الأسئلة التي تدور في الأذهان فور الحديث عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وبالمناسبة، هي أسئلة صالحة للاستخدام الشعبي والرسمي في أي وقت وأية ظروف، لكن المثير هنا، أن الإجابة دائمة واحدة، "لا جديد تحت شمس ماسبيرو"، فالقائمون على العمل داخل المبنى العتيق ظلوا طوال السنوات الماضية، ووفقا لكافة الشواهد، يديرون الأمور تحت قاعدة "عاش الملك.. مات الملك"، ويتعاملون مع الأمور بالمنطق الرأسمالى القائل "دعه يعبر.. دعه يمر".
الأيام القليلة الماضية شهدت ما يمكن وصفه ب"حجر البركة الراكدة".. حجر ألقته حكومة المهندس شريف إسماعيل، وكتبت على سطحه "الإصلاح المالى لماسبيرو"، غير أن ما يحدث خلف الأبواب المغلقة، وأثناء الاجتماعات المطولة لا يتعدى كونه حلقة جديدة من حلقات مسلسل "في الإعادة إفادة"، فالتاريخ يحفظ لنظام "مبارك" أنه حاول في وقت من الأوقات إعادة هيكلة اتحاد الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو"، وبدأ فعليا في اتخاذ خطوات جادة ناحية تنفيذ مخطط الهيكلة، حيث وضع أحد وزرائه خطة كاملة ل"هيكلة وزارة الاعلام"، لكن القدر الثورى لم يسعفه لتحقيق الأمر، ليأتى آخر رجال "زمن مبارك" الفريق أحمد شفيق، إبان توليه رئاسة الحكومة، ويعلن إلغاء الوزارة، وماهى إلا أيام قليلة، ويتراجع هو الآخر عن القرار ويعيد الوزارة إلى "حظيرة الحكومة".
كرر التاريخ نفسه على يد حكومة إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء السابق حيث ألغيت وزارة الإعلام من دون أن تكون هناك رؤية أو بدائل، ما عدا ما نص عليه الدستور الحالي بشأن تنظيم أوضاع الإعلام، وهي ثلاث مواد (211،212، 213) تنص على تشكيل المجلس الأعلى للإعلام وهيئتي الصحافة والإعلام المرئي والمسموع، وتحتاج هذه الهيئات إلى قوانين تحدد تشكيل وصلاحيات كل هيئة ومصادر تمويلها وطرق عملها والاهم طريقة اختيار أعضائها، وقد اخطأ الرئيس الموقت عدلي منصور عندما لم يصدر تلك القوانين والتي كانت قبل تولي الرئيس السيسي، لأن مواد الدستور لم تحدد طبيعة العلاقة بين المجلس الأعلى للإعلام وبين هيئتي الإعلام المرئي والمسموع والصحافة، كما لم تحدد كيفية ضمان الاستقلال المادي والإداري لتلك الهيئات وأسلوب اختيار اعضائها.
في ذات السياق نشرت "فيتو" في عددها الماضى تقرير أعده الزميل سيد غنيم، تحدث فيه عن خطة حكومة المهندس شريف إسماعيل ل"هيكلة ماسبيرو"، "غنيم" كشف في سياق تقريره الذي جاء تحت عنوان "20 مليار جنيه تهدد إصلاح ماسبيرو"، أن الحكومة الجديدة إتخذت خطوات جادة ل"تطوير الأداء، كما لفت النظر إلى أن الرجل الأول داخل "ماسبيرو" طالب رجال الحكومة عدم الحديث عن "الهيكلة"، وحذرهم أيضا من استخدام المصطلح ذاته في تصريحاتهم أو مخاطباتهم، ونصحهم بالعمل تحت شعار "الإصلاح المالى"، وبرر "الأمير" موقفه هذا من بركان الغضب الذي من الممكن أن ينفجر في وجه الحكومة، والقيادة السياسية، من جانب العاملين في المبنى الذين يتجاوز عددهم حاجز ال 35 ألف موظف وعامل.
المثير هنا أن الخطوط العريضة التي بدأ "الأمير" وكل من وزراء ( المالية – الاستثمار والتخطيط" في وضعها ل"هيكلة ماسبيرو" أكدت ما يمكن أن يوصف ب"الفضيحة"، فالحكومة التي جاءت عقب ثورتين لم تجد أفضل من مشروع سبق وأن أعدته حكومة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وتحديدا وزارة التنمية الإدارية، التي أعدت دراسة وافية حملت عنوان "مشروع تقييم وإعادة هيكلة وزارة الإعلام"، وشارك الدكتور أحمد درويش، وزير التنمية الإدارية – وقتها- باحث أمريكي وفريق عمل، تمت مراجعة عمله من قبل شركة استشارية عالمية كبري.
الغريب أيضا أن حكومة المهندس شريف إسماعيل لم تكن الحكومة الوحيدة التي حاولت الاستفادة بأفكار نظام "مبارك" للتخلص من أعباء "مبنى ماسبيرو"، فالتاريخ الإعلامي ما زال يحتفظ للدكتورة درية شرف الدين، آخر شخصية تولت وزارة الإعلام، قبل إلغائها، محاولتها تطبيق تلك الخطة أثناء توليها الوزارة في العام 2013، حيث أكدت في تصريحات إعلامية تم تداولها في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر من العام 2013، قالت فيها إن خطة "إعادة الهيكلة" عبارة عن دراسة متكاملة، تشمل قطاعات التليفزيون ال12، إضافة إلى دراسة كافة المتطلبات الخدمية للعاملين، وأيضا كيفية استغلال ما تبقى من ثروات ومواد أرشيفية في ماسبيرو، والتي من الممكن استغلالها في تحقيق عوائد مالية، وبالطبع كيفية تطوير شكل الشاشات، وتدريب العمالة.
اتجاه "درية" لتطبيق خطة "نظام مبارك" أكدتها تصريحات وزير التنمية الإدارية المفوض– وقتها، الدكتور أحمد سمير،، الذي أعلن الانتهاء من وضع تصور نهائى لهيكلة شاملة بوزارتى الإعلام والتربية والتعليم، مضيفًا أن لجنة التطوير المؤسسى بالوزارة قامت بالإشراف على الهيكلة المالية والإدارية والفنية للوزارتين، بهدف تطوير الأداء لضمان تحسين مستوها، والتأكد من أنها تعمل بفاعلية وكفاءة.
الغريب هنا أن وزير التنمية الإدارية، استخدم نفس السياسة التي سبق واتبعها نظام مبارك، ونفس السياسة التي يتبعها حاليا رجال "إسماعيل" حيث أكد أن تطبيق الهيكلة المقترحة سيؤدى لتحسين مستوى دخول الأفراد وزيادة الإنتاجية، ووضع نظام عادل للترقيات، ما يؤدى في النهاية لزيادة الرضا الوظيفى لدى العاملين بالوزارتين، علاوة على الوصول لنتائج ترضى المستفيدين، حيث تهدف هيكلة وزارة الإعلام إلى تقديم برامج اذاعية ومرئية ذات مردود ممتاز لدى المواطنين، وتقديم فكر تدريسى ذى جودة عالية في الإدارة التعليمية لجميع المديريات التعليمية، في جميع المحافظات البالغ عددها 27 محافظة من جانب آخر.
وقال «الوزير»: إن عملية الهيكلة شملت العديد من مقترحات إعادة النظر في العملية التخطيطية والتنظيمة والرقابية لوزارتى التربية والتعليم والاعلام، مشيرا إلى أن وزارة التنمية الإدارية قامت بتسليم الهيكلتين المقترحتين للمسئولين بالوزارتين المعنيتين، حيث سيتم تشكيل لجنة مشتركة بين التنمية الإدارية والإعلام والتربية والتعليم لبحث تنفيذها للوصول إلى آليات التنفيذ الفعلية.
ولأننا نعيش في دولة تعتمد قيادتها في إدارة أمور الحكم على سياسة "الطبيخ البايت" فلم يكن غريبا أن يخرج المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء السابق، وتحديدا في أبريل من العام 2015، ليؤكد أنه هناك خطة أعدها وزير التخطيط، للإصلاح الهيكلى في اتحاد الإذاعة والتليفزيون، لمساعدته للخروج من عثرته، لن يضار منها أي موظف، ولكن تسعى الحكومة إلى الاستغلال الأمثل للإمكانات الكبيرة الموجودة بهذا المبنى، وأن يؤدى كل موظف ما عليه، ولن يستوى الذين يعملون والذين لا يعملون.
تصريحات "محلب" تلقفها البعض، ووجدت الحكومة فيها "طوق نجاة" حيث بدأت الترويج ل"خطة الهيكلة" ونسبتها لنفسها، وهو أمر كشفته تصريحات وزير التخطيط، الدكتور أشرف العربي، الذي شارك في "مولد الهيكلة" بعدة تصريحات إعلامية أبرزها قوله: إنه تم تشكيل فريق عمل متخصص ضم نخبة من الخبراء، عكف على دراسة كافة الأوضاع السائدة، وكذلك الإطلاع على كافة الدراسات السابقة التي قامت بها العديد من الجهات.
تصريحات "العربي" لم تتوقف عند هذا الحد، لكنه يبدو أن الأمر أعجبه، حيث أكمل بقوله: فريق العمل انتهى إلى وضع تصور شامل لإعادة هيكلة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والتطوير المؤسسي لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، والتي خلصت إلى أن الأوضاع الحالية لا يمكن لها أن تستمر بأي حال من الأحوال حيث تتفاقم الأعباء المالية عامًا بعد آخر، جنبًا إلى جنب مع سوء استخدام الأصول المملوكة، والعديد من التحديات الإعلامية، ومن هذا المنطلق، خلصت الدراسة إلى أن الإصلاح الشامل للاتحاد يجب أن يتمحور حول خمسة أهداف رئيسية هي: الحفاظ على كافة الحقوق القائمة للعاملين، حسن استغلال الطاقات والكفاءات، زيادة القدرة التنافسية ورفع كفاءة الخدمة، إصلاح الخلل في الهيكل التمويلي، وتطوير القدرات الفنية والإبداعية.
ويبدو أن قرار إلغاء وزارة الإعلام، والتصريحات الإعلامية التي لم تجد طريقها إلى التنفيذ لم تكن أسبابا كافية لأن تبتعد حكومة المهندس شريف إسماعيل عن اتباع سياسة "الدفاتر القديمة" وتكليف نفسها عبء البحث عن أفكار جديدة يمكن تنفيذها على أرض الواقع، وعدم الاستعانة بأفكار أنظمة سياسية ثارت عليها شعوبها، وطال فسادها كل شبر من أرض الوطن.
موقف رجل "ماسبيرو الأول" كان هو الآخر ملتبسا، فالرجل لم يعلن من البداية أن خطة التطوير، بناءً على تاريخها تداولها، لن تنجح في المبنى العتيق، كما أنه حاول تمرير الأمر عن طريق تقديم النصيحة لحكومة المهندس شريف إسماعيل، بالتخلى عن مصطلح "الهيكلة" واستبداله ب" الإصلاح المالى"، متجاهلا في الوقت ذاته تصريحاته التي تشير إلى أنه يبارك "الهيكلة" ويثنى عليها، ويوجه من أجلها الشكر ل"القائمين على تنفيذها" وهو أمر كشفه خبر تم تداوله في الأسبوع الأخير من يناير المنقضي والذي جاء فيه " وجه عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الشكر لوزير التخطيط على خطة الإصلاح المالي والإداري لاتحاد الإذاعة والتليفزيون والتي تم إعدادها مع الاتحاد ويتم مناقشتها اليوم، بمجلس الوزراء.
وأوضح الأمير، أن رئيس الوزراء طالب بتشكيل مجلس أمناء لاتحاد الإذاعة والتليفزيون واعتماده خلال اجتماع الحكومة المقبل.
وأضاف الأمير، أن مجلس الوزراء ناقش اليوم إنشاء شركة راديو النيل، ووافق على إنشائها، وهى واحدة من الشركات المقترحة لخطة تطوير الإذاعة والتليفزيون ضمن مجموعة من الشركات من بينها تليفزيون النيل وشركة الخدمات، ويأتي ذلك في إطار دعم الدولة لتقوية الإعلام الوطني.
ولأن التاريخ لا يتعرف إلا ب"الوقائع والمستندات" ففي السطور التالية نكشف جزء من الخطة "المستعملة" التي تروج لها وزارة "إسماعيل"، والتي سبق وأن أعدتها وزارة الدولة للتنمية الإدارية إبان تولى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك إدارة الأمور في مصر، والتي جاءت كالآتى:
بدأت الدراسة التي تتكون من 26 صفحة، وتعتمد في الشرح على أسلوب "الإنفوجرافيك" بالحديث عن الهيكل التنظيمى لوزارة الإعلام، لم يكن وقتها صدر قرار الإلغاء، وقالت الوزارة في تلك الجزئية تحت عنوان "الهيكل التنظيمى لوزارة الاعلام " إن هيكل الوزارة يتكون من (ديوان عام الوزارة – اتحاد الإذاعة والتليفزيون – الهيئة العامة للاستعلامات وشركة صوت القاهرة).
وتحت عنوان "القطاعات الرئيسية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون" جاء في الدراسة ذاتها أنه يتكون من مجلس الأمناء، الذي تنبثق منه "اللجان الدائمة" وهى عبارة عن "لجنة السياسات الإعلامية- لجنة الثقافة – لجنة الفنون – لجنة البرامج الدينية- لجنة التنظيم والإدارة – لجنة العلوم والبيئة- لجنة الأسرة والطفل- اللجنة التعليمية- اللجنة الاقتصادية ودراسات الجدوى- لجنة المرآة – لجنة الهندسة والتكنولوجيا – لجنة الاخبار والبرامج السياسية- لجنة التحديث والتطوير الإعلامي ولجنة الشباب والرياضة).
وينبثق من المجلس أيضا ( لجنة المشروعات المركزية – لجنة المشتريات المركزية – الجمعية العمومية لشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات ومجلس إدارة مجلة الإذاعة والتليفزيون"، وهناك أيضا القطاعات والتي تمثلت في (قطاع رئاسة الاتحاد- قطاع الأمانةالعامة – قطاع الإذاعة- قطاع التليفزيون – قطاع الهندسة الإذاعية- قطاع الإنتاج- قطاع الشئون المالية والاقتصادية- قطاع الأمن – قطاع القنوات الفضائية – قطاع الأخبار- شركة صوت القاهرة وقطاع القنوات المتخصصة).
وفيما يتعلق ب"الهيكل التنظيمي للاتحاد"، وتحديدا فيما ستعلق ب"عدد العاملين" أوضحت الدراسة أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون به 38256 موظف، مقسمين كالآتى (القطاع الهندسي 11754 – قطاع التليفزيون 7251 – قطاع الاخبار 2132 – قطاع الفضائيات 898 – قطاع الإذاعة 4566 – قطاع الإنتاج 2550 – القطاع الاقتصادى 876 - قطاع الأمن 3304 – قطاع الأمانة 2019 – المجلة 258 – اللجان الدائمة 256 – القنوات المتخصصة 1760 – الرئاسة 885).
وفيما يتعلق ب"مقترحات الدراسة" فقد أشارت إلى أنه يمكن أن تقتصر "اللجان الدائمة" على لجنة السياسات الإعلامية، كما طالبت بإلغاء الإدارات المركزية الخمس الخاصة بشئون إذاعة وتليفزيون الأقاليم، وتحويل الإدارة المركزية للتنظيم والإدارة إلى إدارة الموارد البشرية.
كما أوصت الدراسة بتحويل معهد الإذاعة والتليفزيون إلى شركة، وكذلك نقل إدارتى المتابعة وبحوث المستمعين والمشاهدين إلى التسويق، وفيما يخص "الخدمات الغذائية" فقد رأت "الدراسة" أن يتم تحويلها إلى شركة، وطالب بالأمر ذاته لكل من " الرعاية الطبية والجراج"، وأوصت بضم ما تبقي إلى الرئاسة.
وفيما يخص الإذاعة فقد أكدت الدراسة على أهمية تحويل كل من إذاعة ( الشرق الأوسط – الأغانى والشباب والرياضة) إلى إذاعات تجارية أي شركات مستقلة مملوكة للاتحاد، أما الإدارة المركزية للأخبار المسموعة، فقالت الدراسة أنه يمكن أن تنقل إلى قطاع الأخبار، وطالبت أيضا أن تحول الإذاعات الإقليمية إلى شركات تجارية مملوكة للمحافظات، وأن يتم تقليل عدد الإذاعات الموجهة بما يخدم سياسة الدولة.
وعندما وصلت الدراسة إلى الجزء المتعلق ب"التليفزيون" فقد أو بتحويل القنوات الإقليمية إلى شركات تجارية مملوكة للمحافظات، ونقل الإدارة المركزية للبرامج التعليمية إلى القنوات المتخصصة، ونقل الإدارة العامة لبحوث ودراسات الخطة إلى قطاع التسويق، والأمر ذاته أوصت به فيما يخص الإدارة المركزية للبحوث المرئية، كما رأت أن يتم إلغاء الإدارة المركزية لبرامج الأطفال، والإدارة المركزية للموسيقي والغناء، ويتم توزيعها على القنوات، وأوصت بضم الفضائية الموجهة إلى الفضائية المصرية، وأنهت الأمر بالإشارة إلى أهمية دمج القطاع "التليفزيونى" والقطاع "الفضائي" في كيان واحد.
وفيما يتعلق ب"القطاع الاقتصادى" فقد رأت الدراسة أنه يمكن أن يتم فصل "التسويق" عن القطاع ويعمل كقطاع مستقل، أما قطاع الإنتاج المختص ب"إنتاج الدراما" فقد أكدت الدراسة أنه يمكن الاستعانة بمقترحين الأول تدشين شركة إنتاج مستقلة، أو أن يتم ضمه القطاع إلى صوت القاهرة.
الدراسة ذاتها عندما تطرقت إلى قطاع "الأخبار" رأت أنه يمكن أن يتم إنشاء غرفة أخبار مركزية للإذاعة والتليفزيون، وكان قرار "التحويل إلى شركة" من نصيب كل من قطاع الأمن، ومجلة الإذاعة والتليفزيون.
أما قطاع الهندسة الإذاعية، فقد ألمحت الدراسة إلى أنه يمكن الاحتفاظ بالشبكة كبنية أساسية للدولة، ويتم بيع خدمة "البث والإرسال" لأجهزة الاعلام العامة والخاصة، كما أوصت بتحويل مهمة "التشغيل وصيانة الاستديوهات" التي يقوم بها القطاع إلى شركة مملوكة للهيئة، وفيما يخص "المشروعات" فقد اقترحت الدراسة أن يتم إسناد صيانة المبانى والنقل والحركة والنظافة إلى شركات متخصصة، وأن تقتصر "هندسة المشروعات" على متابعة التنفيذ من الموردين الخارجيين، كما طالبت الدراسة ذاتها عندما طالعت اختصاصات "صوت القاهرة" بأن تبقي الشركة كما هي، وأن يتم إلغاء وكالة الإعلان.
تجدر الإشارة هنا إلى الدراسة قالت تحت عنوان "ملاحظات عامة عن الاتحاد" أن "المهام الحالية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وهياكل قطاعاته بحاجة إلى تغيير لتطويره، كما أن الاتحاد لا يركز نشاطه على المهمات الأساسية، وهناك إزدواجية واضحة بين بعض القطاعات التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وبعضها الأخر، كما أن الهيكل ضخم بلا داع ولا يتسم بالفاعلية، بجانت افتقار الاتحاد للإمكانيات الحديثة، وانخفاض جودة المنتج الإعلامي وفقدانه لريادته المعهودة، وكذلك لا توجد علاقة بين الإنتاج والتسويق، ولا توجد أية فاعلية للنشاط التسويقي، بجانب أن تكلفة ساعة الإنتاج عالية بما يؤثر على القدرة التنافسية".
وتحت عنوان "اقتراح مراحل التطوير" أفادت الدراسة بأن مرحلة إعداد التعيرات المطلوبة بما فيها التعديلات التشريعية تحتاج لفترة من (6: 12 شهرا)، وفيما يخص مرحلة الأداء الاقتصادى فإنها تتراوح ما بين (2: 3) سنوات، أما مرحلة الخصحصة فتحتاج إلى عامين فقط.
وعن أسلوب التعامل مع الشركات المستحدثة فقد أوصت الدراسة بأن يتم تخصيص نسبة 10% من أسهم الشركة المستحدثة للعاملين بها، وأن تلتزم الوزارة بالتعاقد مع هذه الشركات لتوفير الخدمة لمدة عامين بواقع 100% من الخدمة المقدمة، وتقوم الوزارة بعد ذلك بطرح نسبة 25% من الخدمة المقدمة للمنافسة المفتوحة في السنة الثالثة، وتزداد النسبة المطروحة إلى 50% في السنة الرابعة، وتطرح الخدمة بالكامل للمنافسة ابتداء من السنة الخامسة.
وانتهت الدراسة ب"إستراتيجية التطوير" حيث أفادت بأن يتم تحويل الاتحاد إلى هيئة قومية وأن يتم إلغاء مجلس الأمناء، وكذلك إنشاء شركة قابضة يتبعها شركات تابعة تنشأ من خلال تطوير الاتحاد السابق وبغرض الأداء الاقتصادى ثم الخصخصة لاحقا.
"نقلا عن العدد الورقي.."


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.