بمجرد أن خرج مرتبى الهزيل من جيبى طواعية، فى طريقه إلى يد "المدام"، بادرنى المفعوص أبو نص لسان قائلًا: طبعًا المرتب ناقث كالعادة، وخاثمين منه الضرايب والتأمينات؟ - طبعا يا لِمِض! - بابا هو حضرتك بتدفع ضرايب وتأمينات ليه؟ - يا حبيبى إحنا بندفع الضرايب علشان الخدمات اللى بتوفرها الحكومة ليا وليك ولكل أفراد الشعب. - والخدمات دى زى إيه؟ - كتيييييير.. زى التعليم، و الصحة، والكهربا، والنظافة، والمرور، والأمن، والعيش أبو شلن، والمواصلات..إلخ. - حضرتك متأكد إنك بتدفع ضرايب علشان تاخد الخدمات دى؟ - تقصد إيه بالظبط؟! - إثمح لى يا بابا أقول لحضرتك إنك وأمثالك بينضحك عليكم..! - ممكن تفهمنى عاوز تقول إيه بالراحة؟ - أفهمك.. إزاى بتدفع ضرايب علشان تدخلنى مدارث بتخللينى آخد دروث خثوثية، ولما أتعب أنا وإخواتى بتودينى لدكتور خثوثى، ومثتشفى خثوثى؛ لأنك خايف علينا وعلى حياتنا من المثتشفيات الحكومية.. وإزاى بتدفع فلوث النضافة للزبال، وفى نفث الوقت بتدفع فلوث الزبالة على وثل الكهربا؟ - بس على الأقل الدولة موفرة لنا حاجات تانية كتير. - طبعا هتقوللى "العيش" اللى بيعتبر وجبة متكاملة؛ لأنه يحتوى على مثامير حديد ونشارة خشب، وثراثير وحشرات ميتة.. ولّا هتقوللى "الأمن" اللى بتفضل تتحايل على أمين الشرطة علشان يعملك محضر، ويقعد يأنبك على إنك عملت ثورة.. ولّا "المرور" اللى بقى عامل زى مراجيح مولد النبى. - انتو دايما بتبصوا لنص الكوباية الفاضية.. شوف مثلًا المواصلات والطرق. - آااه.. المواثلاث!.. يا بابا هى دى مواثلات آدمية.. حضرتك لو متعود تركب الأتوبيث، أكيد هتترفد من الشغل، عشان مش هتوثل فى معادك أبدًا.. دا غير القطارات اللى متعاقدة مع عزرائيل!! - خلاص يابنى أنا مش ناقص تعقيد الله لا يسيئك.. إحنا راضيين والحمد لله. - يا بابا.. تعرف إن الحيوان فى بلدنا أحثن من الإنثان! - إزاى يا أبو نص لسان؟ - الحيوان بيعيش معانا فى النور اللى بندفع تمنه.. وبياكل الأكل اللى بناكله والعيش المدعم اللى بندفع تمنه.. وبيتنفث الهوا اللى بنتنفثه.. وبيمشى فى الطرق اللى بنمشى عليها.. من غير ما يدفع لا ضريبة ولا يحزنون.. يبقى أحثن مننا ولّا لأ؟! - يا بنى.. على رأى فريد الأطرش" الضريبة حلوة بس للى يفهمها"! - بُثْ يا بابا.. الحاجة الوحيدة اللى متأكد منها إنك بتدفع ضريبة عشان الدولة تثمحلك بالبقاء على قيد الحياة.. ثح ولّا غلط؟! - مفيش اختيارات تانية؟!!
