بعد يوم طويل مشحون، عدت إلى المنزل مرهقًا، منهك القوى.. أمنيتى الوحيدة أن أضع جسدى على أقرب "مرتبة" سرير.. لكن "المفعوص" أبو نص لسان رفض أن يحقق لى هذه الأمنية.. وبادرنى قائلًا: - مالك يا بابا.. حاثث بإيه.. قوللى متخبيش؟ - مفيش يا حبيبى.. مصدّع بس شوية. - تحب أجيبلك عمو "إبراهيم" البواب! - إبراهيم البواب!! وهييجى يعمل إيه إن شاء الله؟! - ييجى يكشف عليك، ويقوللك تأخد دوا إيه؟! - إخص عليك يا مفعوص.. بدل ما تقوللى سلامتك وتجيبلى دكتور؟ - مش فارقة كتير يا بابا.. - إزاى مش فارقة.. البواب والدكتور والمهندس والمدرس والسواق... كل واحد ليه تخصص، وربنا خلقنا كده علشان دايما نكون فى حاجة لبعض. - تخثث إيه يا بابا.. إحنا فى زمن "All in One".. يعنى الكل فى واحد..! - مش فاهم تقصد إيه؟! - يا بابا متخلنيش أقول عليك إنك مش فاهم بلدنا "مثر".. كله بيتكلم فى كله.. الرئيث "مرثى" قدم برنامج إذاعى.. وبيخطب فى الجوامع.. وبيفثر قرآن.. وبيقود العملية "نثر" فى ثيناء.. والوزرا كمان.. بتاع الزراعة بيتكلم فى الكهربا.. وبتاع البترول بيتكلم فى الثياحة.. ووزير الآثار بيتكلم فى الطب.. وبتاع الإعلام بيفتى فى الدين..! وخد عندك.."علاء ثادق" بيتكلم فى كله.. إعلام ورياضة وقانون وعلمانية واشتراكية.. و"شوبير" شرحه وكمان بيقدم طبق اليوم.. يعنى ما جتش على إبراهيم البواب لما يتكلم فى الطب.. لازم نشجعه ونديله فرثة..! - ههههههههه.. الله يجازى شيطانك يا مفعوص.. دا أنا افتكرتك بتتكلم بجد. - يا بابا إحنا فى "مثر".. بلد العجايب.. وعادى إنك تلاقى المذيع من دول جايب "ناشط ثياثى"، وبيأخد رأيه فى كل حاجة.. فى الدثتور والقضاء والاقتثاد والزراعة والإعلام والعلم والإيمان والمرأة والأمن والمرور.. وكأنه "البحر العلامة والترعة النشفانة". وكمان تلاقى "رقاثة" درجة تالتة طالعة فى أحد البرامج والمذيعة بتأخد رأيها فى القضية الفلثطينية، والانتخابات الأمريكية وفى المثائل الفقهية.. وفى التحرش والختان .. رغم إنها يادوب ممكن تقول رأيها فى "الملط" و"العريان"..!! - ملط وعريان!.. وطّى صوتك.. أُمك تسمعنا!! - هههههههههه.. إنت خايف ليه كده.. أنا قثدى رأيها فى المثتشار "جودت الملط"، والدكتور "عثام العريان"..!! - آه.. افتكرت حاجة أبيحة!! - لا أبيحة ولا حاجة.. المهم الصداع اختفى ولّا لثه؟! - صداع إيه؟!!
