أكد خبراء إستراتيجيون - في تصريحات خاصة ل"فيتو"- أنه بعد ضرب مصنع "اليرموك" بالسودان من قبل إسرائيل بات الخطر واضحًا ومتمثلًا في رغبة إسرائيل تحويل المنطقة إلى ساحة للصراع والسيطرة الأمنية على كل مصانع السلاح والبؤر التي تراها إسرائيل بأنها خطر على أمنها القومي، مؤكدون أن إسرائيل أرادات إنذار العالم بأنها قادرة على مهاجمة أي منطقة تمثل خطرًا. من جانبه، أكد الدكتور طارق فهمي، الخبير بالدراسات الإسرائيلية، أن هجوم إسرائيل على مصنع "اليرموك" بالسودان يدل على أن المواجهة لن تكون ثنائية فقط بين إسرائيل وإيران بل إن إسرائيل تنوي أن تجعلها ثلاثية أو أكثر، وأنه من المؤكد أن تدخل أطرافًا آخرى مثل الولاياتالمتحدة وفرنسا في أي هجوم إسرائيلي قادم ضد عديد من الدول. وأضاف فهمي أن إسرائيل تريد أن تثبت للعالم أنها قادرة علي الردع المباشر لأي مصادر تهديدات على أمنها القومي، وبالتالي فهي تريد إثبات مبدأً هامًّ في إطار علاقتها الدولية، هو أنها قادرة على ملاحقة كل من يهدد أمنها في أي وقت، مضيفًا أنه من المتوقع أن تضرب إسرائيل العديد من المناطق الآخرى. وأوضح أن ما تفعله إسرائيل يسمى بالتعمد الاستباقي لإجهاض أي ضربة متوقعة ضدها؛ حيث إن الجهاز المخابراتي الإسرائيلي يرصد العديد من مناطق السلاح في دول العالم وكذلك بؤر الخطر بالنسبة لهم، ثم يوجهون لهذه البؤر ضربات استباقية قبل أن توجه لها أي ضربة. في ذات السياق، قال اللواء طلعت مسلم، الخبير الإستراتيجي، "إن إسرائيل تريد أن ترسل رسائل تهديد لأي دولة تفكر في تهديد أمنها القومي، وأن ما حدث مع مصنع اليرموك لن يعني أن السودان تتحول إلى ساحة للحرب بين إسرائيل وإيران". في نفس السياق، استبعد اللواء علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقًا، أن تتحول السودان إلى ساحة للحرب بين إسرائيل وإيران بعد ضرب تل أبيب لمصنع اليرموك، ووصول قوة إيرانية إلى السودان بشكل مباشر"، مؤكدًا أن إيران أرادت بإرسال بعض قواتها إلى السودان توصيل رسالة هامة لإسرائيل تفيد أنها لديها القدرة على الوقوف ضد الأطماع الإسرائيلية في المنطقة، وأنها لن تترك السودان بمفردها في حال تفكيرها في أي إجراء انتقامي للرد على القصف الإسرائيلي لمجمع الصناعات العسكرية. واتفق الدكتور عادل سليمان، مدير مركزالدراسات الاستراتيجية والمستقبلية، على أنه لايمكن بأي حال من الأحوال أن تتحول السودان إلى ساحة للحرب بين إيران وإسرائيل قائلًا: "لا أعتقد حدوث هذا الأمر على الإطلاق؛ لأن إيران حريصة كل الحرص على ألا تتورط في حرب مع إسرائيل في الوقت الحالي ولو أنها أرادت محاربة إسرائيل لتدخلت في لبنان أو غزة".
