فى منزله المتواضع بعزبة النخل الذى تفوح منه رائحة الدم الممزوجة بعطر شهداء ثورة 25 يناير, أعدت أسرة مينا دانيال شهيد أحداث ماسبيرو مائدة إفطار ضخمة فى صالة المنزل لتسع أسرة الشهيد الشيخ عماد عفت وأصدقاء مينا.. الجميع لبوا الدعوة وما أن دخلوا منزل الشهيد وجدوا صور مينا دانيال والشيخ عماد عفت والتى زين بها مدخل المنزل تستقبل الضيوف بابتسامتهما المعهودة فى منظر رائع تجسدت فيه الوحدة الوطنية فى أسمى معانيها ليصبح هذا المنزل بحق «مصر المصغرة», ميرى دانيال شقيقة الشهيد قالت إنها أقامت هذا الاحتفال حتى يشعر أصدقاء مينا بأنه معهم وبينهم وأن هذا اليوم سيكون تكريما له مع الشيخ عماد عفت, مضيفة: لنؤكد للجميع أن المصريين يجمعهم حب الوطن ولا يمكن التفريق بينهم.. ثم تحدث المهندس أحمد بهاء شعبان وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكى المصرى وقال إن فكر مينا كان مستنيرا وأن الفضل فى ثورة يناير يعود له ولأصدقائه من الشباب, مؤكدا أنه يرى المسلمين والمسيحيين عائلة واحدة, وأن المصريين لن يفرطوا فى دم الشهداء.. وهنا أمسك الإعلامى معتز مطر بطرف الحديث قائلا: لبيت دعوة عائلة مينا لأنه كان صديقا مقربا له, كما أن تناول إفطار رمضان بين أسرة مينا لها رؤية خاصة لتؤكد أن مصر مازالت بخير.. أما الناشط أحمد دومة فقال: مينا وإن غاب بجسده فإن روحه معنا, أما مينا وليم أحد أصدقاء مينا وأخر من شاهده قبل أن تفيض روحه إلى بارئها فتذكر وطنية الشهيد وقال: لن أنسى منظر مينا دانيال عندما تعدى على مايكل منير لأن الأخير طالب بحماية دولية للأقباط الأمر الذى اغضب مينا وأبعده عن المنصة بالقوة.. وبعد أن فرغ الجميع من تناول الإفطار قامت والدة مينا لتجهيز حجرته الضيقة لأصدقائه لأداء صلاة المغرب, حيث اصطف زملاؤه بين سريره المزين بعلم مصر وكتبه التى يعلوها الكتاب المقدس وصوره مع أصدقائه فبدا المشهد وكأن روح الشيخ عفت تؤم المصلين بعد أن توضأت من إناء فى يد مينا ليلف المكان السلام والسكينة والحب.