خمسة عشر يومًا مرت على وفاة "لورانس العرب" الفنان عمر الشريف، الذي واره الثرى بمقابر الإمام الشافعي في منطقة السيدة عائشة، وتحديدًا بمدفن "محمود فهمي باشا"، جد زوجة ولده "طارق عمر الشريف"، غير أن المفاجأة أنه منذ دفنه ورغم مرور عيد الفطر، إلا أن أحدًا من أهله أو معجبيه لم يزر قبره حتى الآن. في محيط مقبرة عمر الشريف بشارع "عين الحياة"، الذي يأوى الموتي على جانبيه، يخيم الصمت الثقيل، وتنعدم الحياة إلا من شجيرتين تظللان واجهة مدفن عائلة "محمود فهمي باشا" المتواضع، فلا صوت يسمع إلا من صفير رياح تهب، ولا حركة إلا من حيوان ضال يمر. كبيرة عائلة "القطر" المعنيين بشئون مقابر شارع "عين الحياة"، قالت ل"فيتو" أثناء زيارتنا للمقبرة: "إن "عمر الشريف" لم يتلق زيارة واحدة من عائلته أو أصدقائه منذ يوم دفنه، رغم مرور عيد الفطر المبارك، الذي تحرص فيه الأسر المصرية على عادة زيارة المقابر، وقضاء أحد أيام العيد بالقرب من الأهل والأحباب المتوفين. وأضافت: "عقب دفن عمر الشريف وقراءة القرآن والدعاء له من قبل المشيعين، وخروج المودعين، لم تطأ قدم إنسان أرض المقبرة؛ نظرا لإصرار حفيده على أخذ مفتاح المدفن معه، وعدم السماح لأحد بالدخول مرة أخرى، ولو على سبيل سقاية المزروعات وإزالة الأتربة". وكأنها أشفقت عليه من وحدة باتت تحاصره بعد سنوات مجد وشهرة، قالت العجوز: "هو ليس وحيدًا؛ حيث ترقد بجواره حفيدته، ويقع على مقربة منه مدفني كل من الزعيم أحمد عرابي، والملكة ناريمان الزوجة الثانية للملك فاروق". اللافت أن المدفن يعاني من شرخ عميق، يحكي عن عقود طويلة مضت، وسكان كثر تعاقبوا على المكان، لم يفلح الطلاء الحديث في مداواته أو إخفائه، كما يقبع على جانبي الجدار باب من الحديد الصلب ونافذة تحجبها الأعمدة الحديدية؛ لمنع تسلل نابشي القبور، ومن أعلى تطل نخلات ثلاثة يجلبن الظل والرحمة للراقدين، كما يعتقد الأجداد. يذكر أن عمر الشريف، توفي عن عمر ناهز ال83 عاما، وترك إرثا فنيا محليا وعالميا، ورغم غياب كثير من نجوم الفن المصري عن جنازته، فقد نعاه العديد من نجوم العالم مثل الفنان الإسباني أنطونيو باندارس، والمنتج الأمريكي فنست دينفريو، والفنان العالمي فان دام.