بعد أن استمعت لخطبة الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية فى صلاة الجمعة أخذنى الفضول لمحاورته مستغلا العلاقة التى ربطتنى به منذ الثورة. تسللت وسط مؤيديه ومريديه حتى وصلت له بعد عناء شديد .. فقابلنى الرجل بابتسامة رقيقة وقال: أهلاً أهلاً بسحلول الفشار.. أراك تصلى معنا.. ألم تمنعك صلاتك عن الفشر يا رجل؟ قلت: هذه نقرة وتلك نقرة أخرى يا مولانا، أليس هذا شعار السلفيين بعد دخولهم السياسة عقب الثورة؟ قال: ربنا يهديك يا سحلول انتظر حتى نخرج من المسجد ونواصل حديثك هذا، قلت: أنت تشعرنى بأن حديثك معى سينقض وضوئك يا مولانا ضاحكاً أخذنى من يدى حتى خرجنا من المسجد وقال لي: الآن قل ما تشاء أيها الفشار.. قلت: أريد أن أفهم لما تعرقلون صياغة الدستور؟ .. قال: العلمانيون والليبراليون هم من يعرقلون الدستور بتحرشهم بالمادة الثانية التى نعتبرها خطاً أحمر لا يجب الاقتراب منه.. قلت: يعنى إيه خط أحمر وخط بمبى أنا لا أفهم.. قال: هم يريدون تغيير نص المادة كلها ونحن نريد تغيير كلمة واحدة منها، فالمادة تنص على أن «مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع» ونحن نريد حذف كلمة مبادىء ووضع كلمة أحكام قلت: وما الفرق يا مولانا؟ قال: «غلاسة» يا عم سحلول.. ألا ترى أن هناك فرقاً يا رجل؟.. قلت: وما رأيك لو حذفنا الكلمتين معاً وتركنا النص يقول «الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيس للتشريع؟.. قال: «برضوا» فكرة يا عم سحلول.. أنت رجل مبدع - أى والله مبدع-.. قلت: إذن أنتم كنتم تتصارعون حول السراب يا شيخنا.. قال: نعم نعم ولكن لابد أن تكون لنا كلمة .. فالعالم ينتظر معرفة موقفنا من الدستور يا عم سحلول.. قلت: أى عالم هذا أم أنك تقصد العالم الوهابى الذى يمول الدعوة السلفية؟.. قال: هناك أمور لا يجب الخوض فيها على الملأ يا سحلول وأنا أعلم أنك ستنشر ما أقوله لك حتى لو أقسمت لى بأنك لن تنشره.. قلت: بل لنا أنشر شيئا .. إطمئن يا شيخنا.. قال: «يا مآمن للفشار.. يا مآمن للمية فى الغربال».. قلت: ولماذا ترفضون تعيين نواب للرئيس من المرأة والأقباط؟ قال: لأن الرئيس قد يمرض أو يموت.. فهل ترضى أن يحكمك مسيحى أو إمرأة ولو لأيام معدودة؟ قلت: وماذا فى ذلك؟. ألم تقوموا أنتم بترشيح النساء على قوائمكم فى انتخابات الشعب والشوري.. أليست هذه ولاية وتلك أيضاً ولاية؟ قال: كنا نضعها فى ذيل القائمة وبالتالى نضمن عدم نجاحها لأننا كنا مضطرين لذلك حتى لا نتهم بالتشدد فنخسر معركة الانتخابات.. قلت: هذا يعنى أن فتواكم تكون حسب المرحلة أو المصلحة؟!.. قال: أنت رجل ثرثار أتركنى عليك لعنة الله.. فأنت لا تعلم أن هناك من يتاجرون بالإسلام وبالمسيحية أيضاً.. قلت: بل أعلم يا مولانا وأعلم أن جميعهم يلهثون خلف مكاسب هذه التجارة من كراسى ومناصب.. وهنا أشار الشيخ إلى مريديه وتركنى وحيداً أمام المسجد ورحل!!