في غضون أقل من أسبوعين تعرضت القاهرة لعمليتين إرهابيتين.. الأولى استهدفت اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، والثانية استهدفت تفجير مبنى قنصلي تابع أو مملوك للسفارة الإيطالية.. والعمليتان الإرهابيتان اعتمد فيها الإرهابيون على تفجير سيارة مفخخة بكميات ليست قليلة من المتفجرات.. وهنا يمكن لغير الخبير الأمني أن يستنج أولا أن الجماعات الإرهابية صارت تركز جهودها أساسا على القاهرة، وإن كانت لم تتوقف عن تنفيذ عمليات إرهابية متناثرة هنا وهناك خارجها، أي أن القاهرة أضحت تستأثر بنصيب أكبر من هذه العمليات الإرهابية.. وهذا يذكرنا بما فعلته جماعة الإخوان وحلفاؤها في 30 يونيو، لقد حشدت جهودها وعناصرها في القاهرة أساسا، خاصة في اعتصامي رابعة والنهضة. كما يمكننا الاستنتاج أيضا أن هناك مخابئ في ضواحي القاهرة الكبري تستخدم الآن كمخازن للمتفجرات وكذلك تستخدم في عمليات تفخيخ السيارات التي يتم تفجيرها، لأن تفخيخ سيارة في منطقة بعيدة عن القاهرة ونقلها اليها يعرضها لأكثر من خطر، مثل خطر الانفجار كما حدث في سيارة مدينة 6 أكتوبر الذي حدث قبل أقل من أسبوعين أيضا، ومثل خطر اكتشافها من تصل كمائن الشرطة المنتشره على اطرق المؤدية إلى القاهرة. إذن الجماعات الإرهابية حشدت إرهابييها للعمل في القاهرة وتستخدم أوكارا سرية حول القاهرة الكبرى وربما داخلها للتحضير والتجهيز للعمليات الإرهابية التي تخطط للقيام بها.. وهذه الجماعات تختار الآن الأهداف الاسهل بالنسبة لها، وهذا ما حدث في عملية اغتيال النائب العام الذي كان يسكن في منطقة يصعب تأمينها، وعملية تفجير المبني القنصلي الإيطالي وفي يوم عطله، والذي لا يحظى بذات التأمين الذي تحظى به السفارة الإيطالية في منطقة جاردن سيتي. وإذا صحت هذه الاستنتاجات التي تأتي من غير خبير أمني فعلى الشرطة أن تفتش عن الإرهابيين الجناة حول العاصمة وأطرافها مثل القليوبية وكرداسة وناهيا وإمبابة وعين شمس والمطرية، وذلك حتى نتمكن من إحباط ما يخططون لتنفيذه من عمليات إرهابية أخرى في القاهرة.