مواجهة ساخنة فى واشنطن بين محب للإخوان وكاره لهم "باميلا جيلر": جماعة بديع لديها خطة للقضاء على أمريكا والغرب التنظيم الدولى مدعوم من 29 منظمة بالولاياتالمتحدة لدى مذكرة سرية تؤكد أن هدفهم إزالة المدنية بالجهاد إيلى كليفتون يرد: نتاج شبكة تضليل للتخويف من الإسلام 7 منظمات و5 أعضاء بالكونجرس لتنفيذ الهدف رامى فايز فى المجتمع الأمريكى كل شىء قابل للنقد تحت بند حرية الرأى والتعبير، ما عدا قواعد المدنية التى تقوم عليها الحضارة الأمريكية، وفى ظل هذا المناخ يوجد فى أمريكا تياران متباعدان من حيث الموقف من الإسلام السياسى، أحدهما معارض بل ومعادٍ للإسلام السياسى وتنظيماته المختلفة، والآخر مؤيد له ومدافع عنه، ويرى أن مهاجميه أصحاب نوايا ودوافع خبيثة، ولخطورة الأمر خاصة وأننا أصبحنا طرفا فيه بعد وصول الإسلام السياسى فى مصر للحكم، أدارت "فيتو" مواجهة ساخنة من داخل المجتمع الأمريكى بين ""باميلا جيلر"" الناشطة السياسية الأمريكية، وصاحبة كتاب "أوقفوا أسلمة أمريكا"، والمعروفة بعدائها للإسلام السياسى، وبين "إيلى كليفتون"، المحلل السياسى الأمريكى الذى يشتهر بتأييده للإسلام السياسى، تفاصيل المواجهة فى السطور التالية. البداية كانت مع ""باميلا جيلر""، وسألناها حول سبب معاداتها للإسلام فى أمريكا، فأكدت أنها لا تعادى الإسلام بشكل عام، وإنما تعادى تيارات الإسلام السياسى وجماعة الإخوان المسلمين، فهى تحاول اختراق أمريكا وتدميرها. وعن الأدلة والبراهين بشأن محاولة الاختراق كشفت لنا النقاب عن مذكرة سرية أرسلها عضو بجماعة الإخوان المسلمين بأمريكا إلى الدكتور محمد حامد أبو النصر، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بمصر فى عام 1991، وكانت تحمل خطة بعيدة المدى، وما زال يتم تنفيذها إلى الآن على أكمل وجه. "باميلا جيلر" قالت: إن المذكرة تتكون من 13 صفحة، وتتضمن أربعة أجزاء؛ الأول عبارة عن مقدمة، والثانى بعنوان "شرح لمفهوم التوطين"، والثالث بعنوان "عملية التوطين"، والجزء الرابع بعنوان "مؤسسات التوطين الشاملة". المذكرة - وفقًا لتأكيد "جيلر"- تقدم تصورًا كاملا لخطة عمل الجماعة فى أمريكا الشمالية، وخصوصًا الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتركز المذكرة على فكرتين أساسيتين؛ الأولى: هى التوطين من خلال إنشاء مركز إسلامى فى كل مدينة، والثانية: التوطين من خلال تحويل عمل الجماعة من الجهود الفردية إلى المؤسسات الجماعية. وعن ذلك قالت "جيلر": إن هذا دليل واضح على محاولة الإخوان اختراق أمريكا، مؤكدة أن أخطر ما فى المذكرة هو أن كاتبها يدعو للجهاد، ويقول: إن الجماعة هدفها القضاء على أمريكا وعلى الغرب. وفى هذا السياق ووفقًا ل"جيلر" تقول المذكرة: "لا بد أن يستوعب الإخوان أن عملهم فى أمريكا هو نوع من أنواع الجهاد العظيم فى إزالة وهدم المدنية أو الحضارة الغربية من داخلها، وتخريب بيوتها الشقيّة بأيديهم وأيدى المؤمنين، كى يتم جلاؤهم، ويظهر دين الله على الدين كله، وإذا لم نستوعب ذلك سنظل أقل قدرة على مواجهة هذا التحدى، وغير مستعدين للجهاد بعد، فقدر المسلم أن يجاهد ويعمل حيثما كان وحيثما حلّ حتى قيام الساعة، ولا مفرّ من هذا القدر إلا لمن اختار القعود، ولكن هل يستوى القاعدون والمجاهدون؟". "جيلر" قالت أيضا: إن المذكرة ضمت قائمة بأسماء المؤسسات الأمريكية التابعة والصديقة للإخوان المسلمين، وطالبت المذكرة أن تعمل كل هذه المنظمات من أجل هدف واحد، وعددها 29 مؤسسة أمريكية، وما زالت جميعها تعمل حتى الآن، وأشهرها منظمة "المجتمع الإسلامى" فى أمريكا الشمالية، ومنظمة "الطلاب المسلمون" و"مركز التدريس الإسلامى" و"صندوق الأراضى المحتلة" و"منظمة الشباب المسلم العربى" و"منظمة الشكر العالمية". "كل هذه المنظمات تعمل حتى الآن"، عبارة كررتها "جيلر" مرة أخرى لمغزاها السياسى الواسع والخطير، كاشفة فى الوقت نفسه عما هو أغرب، حيث قالت: إن هذه المنظمات تأخذ دعمًا ماليًّا كبيرًا من الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويستفيد من هذا الدعم جماعة الإخوان المسلمين فى تنفيذ مخططاتها فى أمريكا وغيرها، وتابعت: "يجب على الولاياتالمتحدة أن تستوعب مخططات الإسلاميين فى أمريكا، ويتوجب على إدارة أوباما الوقف العاجل للدعم المقدم لهذه الجماعات حفاظًا على الكيان والمجتمع الأمريكى". معلومات أخرى ذكرتها "جيلر" مفادها أنها حصلت على سجلات الاجتماعات الخاصة بشعبة الحقوق المدنية بوزارة العدل الأمريكية، وتتضمن مئات الصفحات من رسائل البريد الإلكترونى، والتوثيق اليومى الذى يثبت الاتصالات الودية، والتنسيق والتشاور بين مسئولى وزارة العدل وبين أعضاء مرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين، وأوضحت "جيلر" أن هناك الكثير من الأفراد المرتبطين بالتنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين يعملون فى شعبة الحقوق المدنية فى وزارة العدل الأمريكية، وخصوصًا فى ولاية "ميتشجن" الأمريكية. الوثائق التى كشفتها "جيلر" ل"فيتو" توضح العلاقة الودية بين أعضاء الإخوان المسلمين الذين يعملون فى وزارة العدل الأمريكية وبين مسئولى الوزارة، بداية من المستشار الخاص بوزارة العدل ووصولًا إلى "توم بيريز" مساعد المدعى العام، وتؤكد الوثائق التى ننفرد بنشرها وجود علاقة صداقة وود بين الطرفين تتضح من نصوص الخطابات، فأغلب الخطابات بها مجاملات وأسئلة عن وجبات الغذاء والسهرات. "جيلر" اختتمت حديثها معنا بقولها: "يجب على كل أمريكى عاقل أن يحارب أسلمة أمريكا على يد جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وتنظيمها الدولى". أخذنا اتهامات "جيلر" للإخوان وواجهنا بها "إيلى كليفتون"، المحلل السياسى الأمريكى الذى يشتهر بتأييده للإسلام، فأكد أنها اتهامات ومعلومات هدفها تخويف المجتمع الأمريكى من الإسلام السياسى، وقال: إن اليمين المتطرف يقف وراء تصاعد هذه الظاهرة من خلال "شبكة تضليل "، وخبراء التضليل يواصلون العمل ليل نهار لموافاة الملايين من الأمريكيين بمعلومات خاطئة عن الإسلام من خلال متعصبين ناشطين وشركاء إعلاميين، وتنظيم عميق الجذور موجود فى أمريكا ويعمل على تحقيق هذا الهدف. "كليفتون" أضاف: إن هذا النشر للكراهية والتضليل يبدأ فى المقام الأول بخمسة أشخاص رئيسيين لديهم منظمات تتلقى التمويل من مؤسسات كبيرة، مؤكدًا أن أخطر خبراء التضليل العاملين فى هذا المجال هم "فرانك جافنى" بمركز السياسات الأمنية، و"ديفيد يروشالمى" بجمعية "أمريكيين من أجل الوجود القومى"، و"دانيال بايبس" بمنتدى الشرق الأوسط، و"روبرت سبنسر" صاحب مؤسسة "جهاد ووتش" و"منع أسلمة أمريكا". وعن نشاط خبراء التضليل قال "كليفتون": إنهم يجوبون أرجاء الولاياتالمتحدة ويعملون لدى المجالس التشريعية، أو يشهدون زورًا أمامها فى مختلف الولايات طمعًا فى أن يتم فرض حظر على تهديد ليس له وجود أصلًا، يتمثل فى تطبيق الشريعة فى أمريكا، زاعمين أن الغالبية العظمى من المساجد فى أمريكا إما تئوى الإرهابيين الإسلاميين، أو تتعاطف معهم، وهذا غير صحيح. وكشف لنا "كليفتون" أن هناك سبع مؤسسات قدمت مبلغ 42.6 مليون دولار لمؤسسات الفكر والرأى المعنية بالتخويف من الإسلام بين عامى 2001 و2009، وهى: "صندوق كبار المتبرعين"، ومؤسسات "ريتشارد ميلون سكيف"، ومؤسسة "ليند وهارى برادلى"، ومؤسسة "نيوتن وروشيل بيكر للعمل الخيرى"، ومؤسسة "روسل بيرى"، و"صندوق الملاذ الخيرى"، ومؤسسة "فير بروك". وفى ذات السياق أكد "كليفتون" أن شبكة التضليل والتخويف من الإسلام تضم خمسة من أعضاء الكونجرس الأمريكى، هم "بيتر كينغ" (جمهورى – نيويورك)، و"سو مايرك" (جمهورى – كارولينا الشمالية)، و"بول براون" (جمهورى – جورجيا)، و"آلان ويست" (جمهورى – فلوريدا)، و"رينيه إيلمرز" (جمهورى – كارولينا الشمالية)، و"ميشيل باخمان" (جمهورى – مينيسوتا). "كليفتون" أوضح أن تأكيد المضللين على أن الغرب فى حالة حرب مع الإسلام والمسلمين يعد واحدًا من أكبر أدوات التجنيد والدعاية لتنظيم القاعدة، وهو ما يستغله زعماء القاعدة لجذب الجانحين إليه، وهذا يدعمه القائلون والمرددون على نحو يومى فى الغرب أن جميع المسلمين إرهابيون، وأن كل من يمارسون شعائر الإسلام إنما يعرّضون أمن الولاياتالمتحدة للخطر. وفى ختام تعليقه على اتهامات "جيلر" قال "كليفتون": إن شبكة التضليل هذه مهمتها إقناع الأمريكيين العاديين بأن مجتمع المسلمين فى أمريكا يقف على طرفى نقيض مع القيم الأمريكية.