توصلت القوى الدولية الست وإيران إلى اتفاق نهائي، اليوم الثلاثاء، تمتنع طهران بموجبه عن امتلاك سلاح نووي ويحظر عليها استخدام الطاقة النووية إلا في كل ما هو سلمي الأمر الذي قابلته أغلب دول العالم بالترحيب فيما عدا حكومة الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتبرته كارثة. وبدأت الأزمة في 2002 بعد أن كشفت وكالة الطاقة الذرية الموقعين النوويين السريين في موقعي نطنز وآراك وسط إيران التي وافقت على عمليات تفتيش تقوم بها الوكالة فعثرت بموجبها على آثار لليورانيوم المخصب وحددوا لإيران مهلة تنتهي في سبتمبر 2003 وتعهدت إيران بتعليق تلك الأنشطة بعد توقيع اتفاقية في نوفمبر 2004. وفي 8 أغسطس 2005 استأنفت إيران بقيادة رئيسها الجديد محمود أحمدي نجاد أنشطتها النووية في مصنع تحويل اليورانيوم في أصفهان ما دفع الأوربيين لقطع المفاوضات، فقررت الدول الخمس الكبرى رفع الأمر لمجلس الأمن عام 2006 ففرضت الأممالمتحدة أول عقوباتها. وفي 2009 عرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إيران بدء مفاوضات وحل النزاع ولكن طهران لم تستجب فندد أوباما والرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني ببنائها موقعا سريا جديدا لتخصيب اليورانيوم في فوردو، فقرر الاتحاد الأوربي في 23 يناير 2012 تجميد أموال البنك المركزي الإيراني وفرض حظر نفطي سرى تم تطبيقه في 1 يوليو واستئنفت المفاوضات بين مجموعة 5+1 في أبريل. ووافق على خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية على خامنئي على إجراء مفاوضات بين واشنطنوطهران في يونيو 2013 سرا في عمان بقيادة الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني. وانتهت المفاوضات في 24 نوفمبر بجنيف إلى اتفاق لمدة ستة أشهر يحد من نشاطات إيران النووية الحساسة لقاء رفع جزء من العقوبات. وبدأت المفاوضات في 2014 من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي في 18 فبراير وتواصلت على مستويات مختلفة وفشلت بالرغم من جهود دبلوماسية مكثفة، ثم تم تمديدها مرتين لفترة إجمالية قدرها 11 شهرًا. عارضت إسرائيل بقوة الجهود الرامية للتوصل لاتفاق بين الغرب وإيران وكرس رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تصريحاته لمهاجمة الاتفاق، فيما تمكن المفاوضون من التفاهم على إطار عام لمحاولة التوصل إلى اتفاق تاريخي وهو ما نال ترحيبا من الكثيرين من قادة العالم. وشهدت فيينا اليوم الثلاثاء، إعلان الاتفاق بعد 21 شهرًا من المفاوضات وجولة أخيرة استمرت أكثر من 17 يومًا، هدفت إلى عدم وجود أهداف عسكرية نووية إيرانية مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد البلاد، وفتح النص الطريق لتطبيع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين إيران والأسرة الدولية.