تجاهل الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين لمسقط رأسه "قرية سامول" بمحافظة الغربية جعل معظم أهلها لا يطيقون مجرد ذكر اسمه، خاصة أنه بعد أن سرقت جماعته الثورة وفازت بالسلطة والذهب لم يعد بديع يتذكر قريته ولم يذهب إليها إلا مؤخرًا ،وبعد غياب عنها لأكثر من عام، ولمدة وجيزة قدم خلالها واجب العزاء فى أحد أقاربه ويدعى الحاج عيد، و حضر إلى القرية فى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. الدكتور بديع اضطر لذلك خوفًا من أهالى مسقط رأسه، خاصة أنهم تظاهروا فى اليوم السابق لزيارته للقرية ضد الاستفتاء على الدستور، وطالبوا بإسقاط حكم المرشد وقالوا: إنه لا يعرف سوى جماعته وفكرة الوطن عنده ملتبسة ولا يقدم اى خدمات لأهل قريته. قرية سامول الواقعة على بعد 9 كيلو مترات من مركز المحلة الكبرى، هى البلد التى عاش فيه بديع عبد المجيد سامى والد المرشد محمد بديع، بعدما قدم إليها من بنى سويف، حيث عمل موظفا بالجمعية الزراعية للقرية وتزوج منها، وانجب فيها ولدين أحدهما المرشد الحالى لجماعة الاخوان المسلمين، وعاش يلعب دوره السياسى كما يلعب نجله ولكن اختلف الامر بين الابن والاب فى الاتجاهات السياسية وأصبح الاب فى واد والابن فى واد آخر. بديع تربى بقرية سامول ودرس بالمحلة الكبرى وكان له منزل بالقرية ورثه عن والده، وباعه قبل بضعة أعوام ومازال أخوال المرشد العام يقطنون القرية ولكن لا يحب احد بالقرية ان يذكر اسم المرشد لانه لم ير او يسمع شيئا عن احوال قريته طوال حياته، ويجمع اهلها ان وجوده مثل عدمه ولا يعتبرونه واحدا من القرية ولكنهم يتحدثون عنه بحذر خوفا من يتلاعب معهم كما يتلاعب الاخوان مع الآخرين، خاصة فى ظل سماعهم عن الجهاز الخاص والتنظيم السرى والميليشيات المسلحة والتى تأكدت بعد سعيهم لاستبدال الشرطة بلجان شعبية لضبط الامن! "فيتو" انتقلت لقرية سامول مسقط رأس مرشد الاخوان، وهناك التقينا عددا من أهالى القرية الذين اكدوا انهم لا ينتظرون من بديع شيئا لأإن فاقد الشىء لا يعطيه ولأنه لا يعطى شيئا الا لجماعته، وقالوا: القرية بأكملها لا تجامل الا من يجاملها والدكتور محمد بديع لا يجامل احدا منهم لا فى الاحزان ولا فى المسرات، وأصبحنا نعتبره ضيفا وغيرمرغوب فيه، وطباعنا الريفية تجعلنا لا نفكر فيمن لا يفكر فينا وعزتنا وكرامتنا فوق الجميع سواء المرشد او غير المرشد. على مقهى داخل القرية جلسنا وشاهدنا شخصا وسألناه عن مرشد الاخوان ومدى الثقل الاخوانى فيها فبدأ الحديث معرفا نفسه لنا " انا خالد محمد المرسى أمين الحزب العربى الاشتراكى، وقال: الثقل الإخوانى فى القرية ضعيف للغاية،لأن تركيبة القرية تقوم على نظام العائلات، و العائلات الكبيرة بها لا تنتمى إلى الفكر الإخوانى، ولا تؤيده ولا يعترفون به، وأكد عدم تقديم الاخوان جماعة وحزبا اى شىء للقرية منذ وصولهم للرئاسة. وأضاف: رغم تصنيف قرية سامول ضمن أكثر 5 قرى بالمحلة، بها امتداد إخوانى، وهى "سامول المحلة ، وأبو على ، وكفر حجازى، وبطينة، وبشبيش" إلا ان الإعادة فى انتخابات الرئاسة، أكدت خلاف ذلك، حيث حصل الدكتور مرسى على 1700 صوت بينما حصل الفريق أحمد شفيق على 3486صوتا. وأكد المرسى أن جماعة الإخوان المسلمين بالقرية لم يقدموا لها شيئا يذكر،لافتا إلى أن أغلب المشكلات التى تحدث فى القرية يستدعى لحلها القيادات الشعبية القديمة، مشيرا إلى ان التواجد الإخوانى بالقرية يقتصر على مكتب للجماعة وحزب الحرية والعدالة، ولا يخدم غير أعضاء الجماعة والمنتمين إلى الإخوان. واصلنا جولتنا بالقرية، لنلتقى الحاج ربيع البيلى عضو مجلس محلى سابق بالقرية، سألناه عن المرشد ووالده ففجر لنا مفاجأة من العيار الثقيل مفادها أن والد الدكتور محمد بديع كان أمينا لتنظيم الاتحاد الاشتراكى ثم للحزب الوطنى بالقرية، حتى وفاته عام 1999، وكانت هناك خلافات دائمة بينه وبين نجله الدكتور بديع، بسبب انضمام الأخير إلى جماعة الإخوان المسلمين. البيلى أكد ان المرة الأولى التى ألقى فيها القبض على الدكتور بديع كانت عام 1967 وتم اعتقاله خلالها من منزل والده بالقرية. مسجد قرية سامول كان أحد محطات "فيتو" اثناء جولتها وعنده سألنا عددا من الاهالى عن تواجد الدكتور محمد بديع داخل قريته وكانت اجاباتهم غير متوقعة وقبل ان يفصحو لنا بأى شيء طلبوا عدم ذكر اسمائهم، وقالوا: إن مرشد الاخوان الدكتور بديع لا يود اهله، ولم يقدم أى خدمة لقريته التى عاش بها، كما أن جماعة الإخوان المسلمين التى يتزعمها لا وجود لها فى القرية .