"الخلايا النائمة" سلاح الإخوان للفوز بالانتخابات الطلابية تحالفوا مع المستقلين لإسقاط منافسيهم ويرفعون شعار"الانتخابات خدعة" أحمد الديب لم يختلف المشهد السياسى فى مصر كثيرًا بعد الثورة، ففى حكم الإخوان كل شىء جائز والانتخابات لديهم كالحرب تمامًا "خدعة"، فقد ظهروا على حقيقتهم فى انتخابات اتحاد طلاب الجامعات، واتبعوا سياسة الحزب الوطنى السابق وكأنهم وجهان لعملة واحدة، فعندما شعر الإخوان بضعفهم داخل الجامعات وعدم قدرتهم على حصد الاغلبية العظمى قاموا بالدفع بطلاب مستقلين لم يسمع عنهم احد من قبل فى العمل الطلابى، ووضعوهم على قوائم انتخابية فى الكليات المختلفة . وجاءت النتائج النهائية ل15 جامعة مفاجئة، وهى فوز طلاب الاخوان برئاسة اتحاد 8 جامعات وهى " المنياوالزقازيق ودمنهور وقنا وبنى سويف وجنوب الوادى ودمياط والازهر "، وحصول طلاب التيارات المدنية على رئاسة اتحاد 4 جامعات فقط، وذلك من اصل 20 جامعة حكومية. الغريب فى الأمر أن أغلب الجامعات التى حصدها الإخوان لم يحصدوا فيها اغلبية فى عدد المقاعد مثلما حدث فى جامعة الزقازيق، فقد حصل المستقلون على 9 كليات بينما فاز الاخوان بكليتين فقط، وجاءت رئاسة الاتحاد لصالح طلاب الاخوان المسلمين بحجة انهم اتحدوا مع الطلاب المستقلين. و فى جامعة عين شمس حصد الطلاب المستقلون رئاسة اتحاد طلاب الجامعة الا ان طلاب الاخوان حصلوا على 12 مقعدا من اصل 14 مقعدا من عضوية المجلس، رغم حصول المستقلين على الاغلبية من مجلس اتحاد الكليات، ولأول مرة ظهر تحالف طلاب الاخوان مع طلاب حزب الدستور من اجل اسقاط الطالب كريم بلال الذى فاز برئاسة الاتحاد باعتباره من الفلول. ولم يختلف الأمر كثيرًا فى جامعة المنيا، فقد جاءت النتائج الاولية لصالح الطلاب المستقلين والتيارات المدنية، وكانت المفاجأة فى انتخابات رئاسة الاتحاد أن الطالبين الفائزين بالرئاسة من الإخوان المسلمين. الدكتور عبد الله سرور -الأستاذ بجامعة الإسكندرية، مؤسس نقابة علماء مصر - يرى أن هناك سببين لفوز الإخوان فى اغلبية الجامعات، الاول انهم يستخدمون ما يسمى "الخلايا النائمة"، وهى عبارة عن مجموعات طلابية يتبعون للإخوان ولم يكشفوا عن هويتهم وتم الدفع بهم فى انتخابات اتحاد الطلاب وسط الطلاب المستقلين الحقيقيين، بعد ان شعروا انهم اصبحوا أقلية، الأمر الثانى ان الاخوان حصلوا على الاغلبية فى جامعات الفكر التقليدى لأنهم الجماعة الوحيدة المنظمة داخل تلك الجامعات. وقال سرور: إن المناخ العام بالمجتمع أصبح فى حالة استياء من نظام الاخوان لأنهم غير صادقين فى وعودهم ولم يفعلوا شيئا واحدا ملموسا فى الشارع المصرى، ما دفع طلاب الجامعات الى عدم اختيار الاخوان فى الانتخابات وأصروا على التصويت لصالح الطلاب المستقلين الا انهم فوجئوا بفوز الاخوان. وأضاف الدكتور أحمد عبد الرءوف -المدرس بجامعة دمياط، عضو حركة 9 مارس- أن النتائج التى أعلنت عن فوز الاخوان بأغلبية رئاسة اتحادات الجامعات التى اعلنت نتائجها على الرغم من حصد المستقلين للأغلبية دليل واضح على ضعفهم فى معظم الجامعات، فقد لجأوا للتعاون مع الطلاب المستقلين والدفع بمعظمهم الى الانتخابات لخداع الطلاب، فى الوقت الذى اتجه التصويت ضدهم وعدم الرغبة فى ترشيحهم، وكل ذلك ناتج عن ضعف ادائهم السياسى، وعدم تقديم اى انتاج واضح حتى الآن للشعب المصرى، وأن كل ما يصدر عنهم شعارات فقط. المتحدث باسم "حزب النور" بجامعة القاهرة عمار العدوى أكد انهم رفضوا الاشتراك فى الانتخابات الطلابية لقصر مدتها على 6 اشهر فقط، ولن يستطيع اى اتحاد تقديم اى شىء ملموس خلال هذه المدة البسيطة، بالإضافة الى رفض بعض بنود اللائحة الطلابية الجديدة والتى أقرت من فصيل طلابى واحد، وقد رفضنا التحالف مع طلاب الاخوان المسلمين فى بداية الانتخابات لاقتناعنا بعدم المشاركة ورغبتنا فى تقديم انشطة طلابية جديدة تخدم المجتمع الطلابى بدلا من الدخول فى صراعات انتخابية وتحالف لن تفيد فى تقديم شىء واضح للطلاب. والمفاجأة الكبرى التى يفجرها الدكتور طايع عبد اللطيف - مستشار رئيس جامعة عين شمس- ان الاخوان يفعلون ما كان يفعل الحزب الوطنى فى الانتخابات، فقد أجروها على اساس باطل، ولو نجحوا لن يتحدثوا عن بطلان اللائحة، اما اذا خسروا فسيفتحون قضية بطلان قانون الانتخابات الطلابية مثلما كان يفعل الحزب الوطنى. ويفسر طايع ذلك بأن انتخابات اتحاد الطلاب باطلة، وأن قرار وزير التعليم العالى رقم 348 لسنة 2012 ببدء الانتخابات غير قانونى لأنه اعتمد اللائحة المالية الجديدة بناء على اقتراح من اتحاد طلاب مصر الحالى، وهو مخالف للوائح، لأنه لا يوجد باللائحة الطلابية الاساسية ما ينص على تشكيل "اتحاد طلاب مصر". وأضاف أن اتحاد طلاب مصر الحالى ليس له اى سند قانونى، بل تم تشكيله من اجل ارضاء فصيل معين، وجاء فى قانون تنظيم الجامعات المعدل أن اتحاد طلاب مصر يقوم بوضع اللائحة المالية للجامعات وهذا لا يجب ان يتم الا بعد ان انتهاء انتخابات جديدة طبقًا للائحة المالية القديمة، ويشكل اتحاد طلاب مصر جديد وقانونى يقوم بإعداد لائحة مالية جديدة، وأن ما حدث مخالف بنص القانون . مشيرًا الى ان اللائحة الطلابية الجديدة يجب ان يعاد النظر فيها من جديد لأن بها مواد معقدة وتحجب حرية الطلاب، كما انها سمحت للطلبة الذين صدرت ضدهم احكام مجلس تأديب بالكليات بحق الترشح للانتخابات، متسائلًا: كيف لطالب يكون قد تم تحرير محضر غش ضده او غير ذلك من الافعال التى تكون خارجة عن الآداب الجامعية المنصوص عليها وأن يكون عضوًا بالاتحاد؟!