داخل قرية دير الجرنوس بالمنيا ،القرية التى يوجد بها أشهر بئر شربت منه العائلة المقدسة، يجلس الحاج محمد شمس، وشقيقه أحمد، و صديقهما إسحاق عدلى، حيث حضروا حاملين الحلويات والمأكولات للمشاركة فى الاحتفالات. شمس قال ل«فيتو»: على مدار ثلاثين عاما ،أحضر أنا وصديقى إسحاق عدلى لنحتفل بالبتول، فأنا أحبها جدا، فهى "ستنا مريم" الطاهرة ،التى تعمنا ببركتها، ونحن لاننقطع عن الحضور مهما حدث ومهما كانت الظروف". رامى عاطف "من أبناء القرية"، قال ل"ڤيتو" :العائلة المقدسة زارت قريتنا قبل ألفى عام، ولذا فنحن نشعر بالفخر، لأنها باركت المكان. مشيرا إلى أن الاحتفال يحضره أكثر من مائتى الف مصرى،لا يستطيع أحد أن يميز بين المسلم والمسيحى،بسبب حبهم والمتدفق للسيدة العذراء. أما الحاج فاروق ربيع النحاس، الذى حضر وأبناؤه وأحفاده للمشاركة فى "مولد العدرا" فقال "ڤيتو":عمرى 75 عاما، أحضر "مولد العدرا"، منذ كنت طفلا ،مع أبى وأمى، لنشارك إخواننا المسيحيين، وأحضر معى أحفادى وجيرانى الأقباط مرقص وسامى ونادى وأبناؤهم، إنه يوم الفرح لنا ويوم الحب . بدوره قال وسام مجلى منصور، ل"فيتو": مولد العدرا ليس احتفالا دينيا بل احتفالا شعبيا، وفيه تتجدد روح الحب، التى قد نفتقدها بسبب ظروف الحياة،وفى مولد العدرا تتعانق الكنيسة والجامع فى حب السيدة مريم ، وأصدقائى المسلمون يحضرون لمشاركتنا الفرحة وأكل الفسيخ والسمك،إنها مشاعر جميلة تغمرنا جميعا،نرجو أن تدوم ولا تكون موسمية. ومن المنيا إلى مسطرد بالقاهرة ،تقام احتفالات شعبية بمولد السيدة العذراء بكنيسة مسطرد الأثرية، يحضرها مسلمون وأقباط، للتبرك والاحتفال،حيث تذبح الذبائح وتوفي النذور في الليلة الختامية. وأمام الكنيسة،يحتشد الباعة المسلمون، لبيع الحلوى للمحتفلين فى مشهد إنسانى جميل. القس شاروبيم ميلاد "كاهن بكنيسة العدرا الأثرية بمسطرد وخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة والأنشطة بشبرا الخيمة"، قال ل"ڤيتو": إن كنيسة العدرا الأثرية بمسطرد لها مكانة خاصة عند المصريين ، والبئر الموجود بها "مبارك"، حيث يفد إليه مسلمون وأقباط أملا فى تحقيق أمانيهم ..والمسلمون والمسيحيون فى هذا المولد يشعلون الشموع بالكنيسة ويتشفعون إلى الله بشفاعة السيدة مريم . وعن الاحتفالية وطقوسها.. يقول القس شاروبيم : يتدفق الأقباط والمسلمون للاحتفال بمولد العدرا، وفى داخل الكنيسة تقام صلوات يومية صباحية وأخرى مسائية، ويحرص الكثيرون على النزول إلى المغارة، التي كانت بها العائلة المقدسة ليشربوا من الماء الذي شرب منه السيد المسيح، كمايتوافد المسلمون والمسيحيون على الكنيسة، ويصطفون في طابور كبير، ولا يخرجون من المكان إلا بعد الحصول علي البركة الروحية . هذه الاحتفالات تقرب بين المسلمين والمسيحيين، بحسب القس شاروبيم، فعندما يجتمع المسلم مع المسيحي داخل الكنيسة،يشعرون بالألفة والحب والود. لافتا إلى أن كل سكان مسطرد من المسلمين يقولون" إن كنيسة مسطرد كنيستهم .. ويحكي القس شاروبيم أنه طالما شاهد مسلمون يدخلون الكنيسة وشراء شمع من صندوق النذور. السيدة وفاء محمد، التى حضرت هذا العام للاحتفال، قالت ل"فيتو": إن السيدة العدرا لها مكانة كبيرة عند المسلمين والمسيحيين , وهذه الاحتفالات تعمل علي التقريب بين المسيحيين والمسلمين وتقوى علاقتهم. أبانوب حليم أسعد ،من العاملين بكنيسة العدرا الأثرية بمسطرد، قال ل"ڤيتو" إن عيد مولد العدرا يبدأ بقداس فى الصباح، تعقبه زيارات المسيحيين والمسلمين للكنيسة للحصول على البركة من البئر، ويظلون بالكنيسة طوال اليوم . مضيفا: الجميع يأتون لأن للسيدة العدرا مكانة راسخة عند المسيحيين والمسلمين ، وتلك الاحتفالات تقرب بين المصريين كافة، وأتمني أن نكون دائماً مسلمين ومسيحيين معاً ، وهذا العام كان شعارنا مستلهما من مقولة البابا شنودة :" مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا " . السيدة "أم كريستين"،اصطحبت صديقتها المسلمة "أم ندي"، للاحتفال بالسيدة العذراء،فى عادة سنوية يلتزمان بها ، منذ 30 عاماً وعن هذا قالت «أم ندى»، قالت ل«ڤيتو»:إنها تواظب على الحضور لكنيسة العدرا،منذ تحققت –بفضل الله-رغبتها فى أن يرزقها بطفل، لأنها لم تكن تنجب وشربت من البئر وعندما تحقق لها ما أرادت كانت تأتي مع صديقاتها المسيحيات للوفاء بالنذر وزيارة كنيسة العدرا .