«أنا المهدى المنتظر.. انا نبى آخر الزمان.. من اتبعنى دخل الجنة بأمان ، ومن عصانى فنار جهنم مصيره.. قتلت المسيخ الدجال، وخلصت البشر من شروره، ومن هنا.. من الشرقية ستخرج دعوتى الى العالم كله».. بهذه الكلمات الصادمة بدأ «جريد صباح حامد» المتهم بقتل جاره بإحدى قرى محافظة الشرقية، حديثه المثير مع «فيتو».. واستطرد: «أنا لم ارتكب اى ذنب، بل على العكس فقد قتلت المسيخ الدجال الذى يعيث فسادا فى الأرض، واستعد الآن لحكم العالم ونشر الخير والرخاء والمحبة بين البشر». تعلقت عينا المتهم بسقف الحجرة التى نجلس فيها، وقال: «آتانى الوحى من السماء فى رؤية واضحة وضوح الشمس.. قيل لى «اقتل جارك على عبدالرحمن متولى، فإنه المسيخ الدجال الذى جاء ليفتن الناس، ويخرجهم من الهدى الى الضلال، عن طريق تحضير الجن الكافر وتسخيره فى إيذاء الناس.. خلص البشر من شروره، ولا تخف نحن معك نساندك ونؤازرك».. استيقظت من نومى وتأكدت من أننى المهدى المنتظر، ونبى آخر الزمان، وعقدت العزم على تنفيذ مهمتى الأولى نهارا جهارا أمام الجميع.. حملت قطعة حديدية وانتظرت «الدجال» أمام بيته عقب صلاة الظهر مباشرة، وما أن رأيته فى الشارع، شعرت بقوة فى بدنى، وانشراح فى صدرى.. كبرت, وهللت، وانهلت على رأسه ضربا بكل قوة حتى حطمتها تماما، ووقفت بجوار جثته فرحا منتشيا وزففت خبر انتهاء رأس الفساد الى الناس». ترك محقق «فيتو» المتهم أو «المهدى المنتظر» وتوجه الى قرية السعدى التابعة لمركز الحسينية بالشرقية والتى شهدت الحادث للوقوف على المزيد من التفاصيل فى الجريمة، وهناك تجمع حوله العشرات من الأهالى وأكدوا جميعا ان «جريد» من أصول سودانية، ومنذ أكثر من عام ظهرت عليه علامات غريبة وادعى ان هناك علاقة خاصة تربطه بربه، ثم كانت الطامة الكبرى عندما ادعى النبوة، وقال ان اسمه الروحى هو «محمد عبدالله»، بعد ذلك ادعى انه المهدى المنتظر، وسيقتل المسيخ الدجال الموجود فى القرية.. أحد الحاضرين أوضح: « فوجئنا جميعا بجريد يهشم رأس جارنا الطيب على عبدالرحمن حتى تناثرت أجزاؤها، ثم فصل رأسه عن جسده وطاف بها الشوارع فى منظر بشع مرددا «قتلت المسخ الدجال.. انا نبى آخر الزمان.. انا المهدى المنتظر». اصطحب عدد من الأهالى محرر «فيتو» الى منزل القاتل وهو عبارة عن بيت من الطوب اللبن بلا سقف.. الاهالى اوضحوا انه كان يشرب فيه الخمور ، وحوله الى ساحة للعب القمار وتعاطى المخدرات، وقد استولى عليه بعد طرد شقيقاته.. احد شهود العيان فجر مفأجاة مدوية عندما اصطحب المحرر الى الجهة الخلفية من المنزل ليجد نبات البانجو مزروعا بجواره، واكد الاهالى انه كان يستخدمه لمزاجه الخاص، وأحيانا يبيعه للمتعاطين.