خلال الأشهر الماضية شهدت مصر سلسلة حرائق مروعة , استهدفت قطاعات حيوية, فى توقيت حساس خاصة انها وبحسب تقرير حديث صادر عن اتحاد الصناعات تسببت فى خسائر قدرها 2 مليار جنيه فى القطاع الصناعى وحده، فى العام التالي لثورة يناير. فالحرائق فى السويس على سبيل المثال ركزت على شركات البترول، بما يوحى بأنها مسيسة،وبأنها كانت انتقاما من السوايسة، باعتبارهم الشرارة الأولى فى إسقاط نظام مبارك، واخطر هذه الحرائق انفجار معمل شركة السويس لتصنيع البترول، وابتلاعه لعدد من العاملين، وتسببه فى خسارة اقتصادية قدرها 40 مليون جنيه، ناهيك عن خسارة 8 ملايين جنيه نتيجة حريق قاطرة وانفجار هائل بشركة النصر للبترول استمر 4 ايام متواصلة، وفى كل مرة يتم إلقاء القبض على متهمين، ثم الإفراج عنهم، والبحث عن الماس الكهربائى أواللهو الخفى برغم انه توجد اشارات على انها مدبرة وبفعل فاعل ولكنه مجهول . ماحدث فى السويس فى الايام الاخيرة حدث فى شركة صيدناوى بالغربية، وباحد المصانع بمدينة 6 اكتوبر، وبمصنع توشيبا العربى بالمنوفية، وبشركة عمر افندى فى القاهرة ، وكلها تصب فى انها حرائق بفعل الانياب الزرقاء التى تعمل فى الخفاء لأنها تستهدف المناطق الصناعية لضرب مصر فى مقتل، وهو ما أكدته الدراسة التى أعدها مؤخرا المهندس نادر رياض رئيس لجنة المواصفات والجودة باتحاد الصناعات . على نفس الوتيرة وبهدف ادخال البلد فى نفق اقتصادى مظلم، يتيح لخفافيش الظلام العودة من خلال الفوضى جاءت حرائق الدقهلية، فى الايام الاخيرة، وكان اخطرها حريق بالمنطقة الصناعية بجمصة، وبالتحديد فى مصنع التراكستراكت لمعالجة المياه الناجمة عن حفر ابار البترول، واتضح ان سببه حدوث فيضان فى خزانات مياه مكشوفة على لوحة كهرباء، تسبب فى تفجير المصنع بشكل كامل وامتدت نيرانه لثلاثة مصانع مجاورة، وتبين كما جاء فى تقرير الأمن الصناعي أن السبب إهمال جسيم لعدم توافر معايير الامن الصناعى بحسب تأكيدات المهندس نصر سميح عم شاب توفى فى الحادث، وكان ينتمى لحركة 6 ابريل وهو ما يثير الشبهات. حرائق المنيا هى الاخرى ليست بعيدة عن «اللهو الخفي» فقد استهدفت شركة بترول فى الايام الاخيرة ، وبالتزامن مع ازمة اختفاء البنزين والسولار، ووقع حريق هائل قيل ان سببه ماسا كهربائيا ولكن عاملين بالشركة أكدوا ل«فيتو» ان الماس الكهربائى برىء ومفترى عليه، خاصة انه تلاه حرائق فى اربع محطات بترول بالتزامن مع محاضر شرطة لمافيا السطو على البنزين وبيعه فى السوق السوداء ورميه فى الصحراء بما يوحى بأنها الحرائق منظمة وتهدف لأمر ما. الكوارث لم تقتصر على القطاع الصناعى ،حيث استهدفت الزراعة هى الاخرى بحرائق يشتم فى بعضها التسييس، ويشتم فى الأخرى سيطرة "البزنسة" التى كرسها النظام البائد على عقول الناس البسطاء، وهو الآخر مسيس ولكنه برىء من الهدف الخبيث لأصحاب الأنياب الزرقاء، ونقصد هنا حرائق اندلعت فى اراضى فلاحين بالوادى الجديد فى الداخلة والفرافرة ومدينة قوط فى الفترة الاخيرة، وقيل انها نفذت بفعل أصحاب الأراضى، لأنها داخل كردونات مبانى ويريدون تحويلها من ارض زراعية لارض بناء لكسب ملايين الجنيهات بدلا من حفنة الجنيهات التى يحصلون عليها من محاصيل النخيل والزيتون، وكانت خسائرها تدمير محاصيل 70 فدانا و تلف 2000 نخلة بقرية بولاق إحدى قرى الخارجة . وربما تكون حرائق قنا باستثناء حريق جراج شركة فستو للنقل الجماعى، ومصنع اتوبيس سمالوط بمنأى عن التسييس ، فالقاسم المشترك فيها وبحسب التحريات هو سوء الاحوال الجوية وارتفاع درجة الحرارة، ولكنها تسببت فى خسائر اقتصادية زراعية وعقارية باهظة، كتدمير 15 منزلا و400 شجرة نخيل و200 شجرة فاكهة فى قرية عزبة جبر وحدها, فضلا عن حرائق مماثلة فى قرية دندرب وقرية الشيخ على دمرت منازل وقتلت مواشى وحرقت النخيل ولم يسلم القمح من إحداها.