التشهير إذاعة السوء عن الناس، والأصل تشهير الناس بعضهم ببعض بذكر عيوبهم والانتفاص منهم وهذا حرام، والأدلة الشرعية متضافرة على حرمة التشهير بالناس، قال الله - عز وجل - «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون» - الآية 91 سورة النور، «والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثماً مبينا» - 85 سورة الأحزاب، وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «أيما رجل أشاع على رجل مسلم كلمة وهو منها برىء، يرى أنه يشينه بها فى الدنيا، كان حقا على الله - تعالى - أن يرميه بها فى النار، ثم تل مصداقه من كتاب الله - تعالى - «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة» - الترغيب والترهيب للمنذرى 5/751، «أربى الربا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم، ثم قرأ: «والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات»، مسند أحمد 1/091، سنن أبى داود 5/391- «أتدرون ما الغيبة؟ قالوا:«الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان فى أخى ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه»- صحيح مسلم 4/1002. والإجماع الشرعى قائم على أن الستر على المسلم واجب لمن ليس معروفاً بالأذى والفساد، قال النبى - صلى الله عليه وسلم: «من ستر مسلما ستره الله - عز وجل - يوم القيامة» - فتح البارى 5/791، صحيح مسلم 4/6991 ومما قاله أهل العلم: إذا رأيت إنسانا على معصية فعظه فيما بينك وبينه، ولا تفضحه - الآداب الشرعية 1/662، الزواج 2/6 - والتشهير صورة سيئة ووسيلة منكرة للإفساد فى الأرض لتسببه فى الوقيعة وإفساد ذات البين وإشاعة الكراهية والبغضاء والشحناء وإهدار حرمة الناس، قال الله - سبحانه وتعالى - :«الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون فى الأرض أولئك هم الخاسرون» - الآية 72 سورة البقرة. إن العجلة فى نشر اتهامات لا ترقى إلى درجة اليقين، مما تطفح به وسائل إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية، وامتد أذى التشهير - للأسف - إلى وسائل إعلامية دينية وتخصصية. وباء التشهير العاصف بكل القيم الحارق لكل الشيم، يجب كبح واطفاء نيرانه، والأمل معقود على مؤسسات المجتمع الدعوية لمسلمين، والدعوية لغير المسلمين، ورموزها ومن ينسب لمهام الدعوة الترفع عن الدنايا والصغائر، وعلى المؤسسات الإعلامية توخى الدقة والحيطة والحذر فيما يقدم عن أناس، فالمصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة، ودفع المفاسد مقدم على جلب المصالح. يجب تغليظ العقوبات الزجرية، وتفعيل التدابير الوقائية لصد دعاوى وباء التشهير.
