«سكر المجمعات الاستهلاكية» يفجر غضب رئيس الحكومة على «"التموين».. والسعر «شرط الرضا» أدركت حكومة المهندس إبراهيم محلب،التي أطلق عليها بعد تشكيلها وصف "حكومة حرب" أنها لن تكون بمأمن من "غضب الناس".. سارع عدد من رموزها ل"تطييب الخواطر" بالزيارات والجولات الخارجية، وآخرون قرروا التعامل مع الأمر كونه "سحابة صيف" لن تأخذ وقتا يتيح للإدارة السياسية الإطاحة بهم، وهناك أيضا فريق ثالث رفع شعار «أنا الوزير» ودخل في أزمات وصلت ل«اجتماعات الحكومة». الأيام القليلة الماضية شهدت خروج أنباء عن "تعديل وزارى"، ليس هذا فحسب لكن تلازم مع تلك الأنباء الحديث عن تقارير رقابية تم رفعها لرئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، تؤكد أن "الحكومة تحتاج دماء جديدة". من جانبه التزم المهندس إبراهيم محلب بالصمت، لم ينف أنباء التعديل ولم يؤكدها، مصادر مطلعة بمجلس الوزراء أكدت أن الرئيس التقى "محلب" بقصر الاتحادية؛ لبحث إجراء تعديل وزارى عاجل في عدد من الحقائب الوزارية يشمل 9 وزراء، هي وزارات: «الصحة، الاستثمار، الصناعة والتجارة، المالية، التعليم العالي، الزراعة، الثقافة، الآثار، النقل»، وتم لقاء عدد من الشخصيات لخلافة هؤلاء الوزراء. إلا أن رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب حين سُئل عن هذه التعديلات لم ينف ولم يؤكد، ما يثبت نية الحكومة إجراء تعديلات وزارية، خصوصًا أنه من المعتاد نفى نية الحكومة إجراء تعديلات وزارية حتى لا يؤثر ذلك في أداء الوزراء. وبالمتابعة الجيدة للوزراء، أكدت مصادر دخولهم دائرة الاستبعاد، وتبين أن الدكتور عادل العدوى وزير الصحة بدا غاضبًا، وتأخر نصف ساعة عن لقاء المهندس إبراهيم محلب، ر بالقيادات التنفيذية بمحافظة دمياط، أثناء الزيارة التي تمت مؤخرًا، ورسم «تكشيرة» لاحظها رئيس الوزراء نفسه. وأثناء لقاء محلب مع مستثمرى دمياط في نهاية جولته، انفعل وزير الصحة على مستثمر، بعد قوله إنهم يعانون من عدم وجود مستشفيات قريبة من مواقع عملهم، فرد عليه الوزير: «شبكة المستشفيات في كل حتة». ولتدارك غضب «العدوي»، أكد محلب أن وزير الصحة من أكفأ الوزراء في الحكومة، وبذل مجهودًا جبارًا لإتمام صفقة علاج «سوفالدي» للقضاء على فيروس سي، وعلاج ملايين المرضى المصريين، إضافة إلى تصنيع العقار محليًا بمصانع مصرية. أما منير فخرى عبد النور، وزير الصناعة والتجارة، ثانى الأسماء المطروحة للاستبعاد، فظهر خلال الفترة الأخيرة في حالة عصبية، بعد أن بات قاب قوسين أو أدنى من الإطاحة به، بسبب شكوى عدد من رجال الأعمال من سياسة الوزير في إدارة الأزمات رغم الخبرة التي يتمتع بها «عبدالنور» في مثل هذه المهام. كما غضب رئيس الوزراء من بيع السكر في المجمعات الاستهلاكية ب5 جنيهات للكيلو، وطالب وزير الصناعة بكتابة السعر الحقيقى 4.75 قرشًا على العبوات بنفسه بخط اليد. فيما كان لتراجع أداء الدكتور عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة، مؤخرًا، واختفائه عن الأنظار بعد واقعة تهكمه على موظفة بالوزارة، قائلا لها: «ما بحبش التخان روحى خسى وتعالي»، وما تعرض له من تأنيب أثناء لقائه رئيس الوزراء، إضافة إلى عدم امتلاكه رؤية واضحة للتطوير، دورًا في دخوله دائرة المستبعدين. أما «الدكتور صلاح هلال – وزير الزراعة» فلا يخفى على أحد أن سيره في ظل وزير الزراعة الأسبق، الدكتور أيمن فريد أبوحديد، «ردًا للجميل» يعد سببًا في اقتراب خروجه من ديوان الوزارة، خصوصًا أنه استقدم رجال أبوحديد المغضوب عليهم للعمل بالوزارة مرة أخرى، وعدم وجود رؤية واضحة لتنفيذ تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي فيما يتعلق بالمليون فدان وتوفير الأسمدة. وزير الزراعة لجأ إلى حيلة الزيارات الميدانية لعدد من المحافظات بعد دخوله بورصة الاستبعاد واستشعاره الخطر، مصطحبًا عددًا كبيرًا من الصحفيين، وحرص على التودد للإعلاميين، أملًا في إنقاذ نفسه من شبح الإطاحة به، وتحسين صورته أمام الرئيس ورئيس الوزراء، واصطحب محررى وزارة الزراعة مؤخرًا إلى بلدته في عزومة «فطير مشلتت». من جهة أخرى، أكدت مصادر رفيعة المستوى انزعاج رئيس الوزراء من نقد الإعلاميين للنزول المستمر لمحلب إلى الشارع، ومطالبته بالجلوس في مكتبه وترك المهمة لمساعديه والتفرغ لوضع الخطط والإستراتيجيات والاستماع للاقتراحات حول المشكلات للعمل على حلها. وكان رد رئيس الوزراء قويًا، إذ قال نصًا: «فيه ناس بتنتقدنى وعاوزانى أقعد في المكتب أعمل خطط وإستراتيجيات.. خطط إيه أنا عندى في مكتبى أطنان من الحاجات دى كانت عملت إيه للبلد.. الوجود وسط الشارع ومؤازرة العمال ومتابعة المشكلات لها مفعول السحر.. ولن أكف عن النزول للشارع». محلب كلف الدكتور أشرف سالمان، وزير الاستثمار، باطلاع وسائل الإعلام على جهود الحكومة في إصلاحات شركات القطاع العام، وكيفية إيقاف نزيف خسائرها، كما وجه الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، بمصارحة المواطنين بجهود الحكومة في توفير العجز في الشبكة الكهربائية وإدخال 6882 ميجاوات للشبكة هذا العام لمنع الانقطاعات في الصيف المقبل، وتحديدًا مع اقتراب حلول شهر رمضان. المصادر أكدت أن عددًا من الأجهزة الرقابية والسيادية أجرت خلال الفترة الأخيرة استطلاعًا حول أداء جميع الوزراء في الحكومة، ورصدت هذه التقارير الموجودة الآن على مكتب الرئيس عبدالفتاح السيسي والمهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، عدم رضا المواطنين عن أداء عدد من الوزراء من بينهم وزراء المجموعة الاقتصادية الذين حصنهم المؤتمر الاقتصادى من استبعاد أي منهم خلال التعديل الوزارى الأخير، الذي تم قبل شهرين، ما دفع محلب إلى التفكير في إجراء تعديلات جديدة.