وزير الخارجية الأمريكى يتراجع عن ال«فورد» ويفضل ال«جيب» بناء على نصيحة أمنية فى توقيت حرج جاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى إلى القاهرة لتفتح بابا للتساؤلات حول طبيعة الزيارة الغامضة, التى جاءت قبيل أيام قليلة من فتح باب الترشح لانتخابات مجلس النواب, وإعلان جبهة الإنقاذ المعارضة مقاطعة الانتخابات ودعوة الناخبين إلى عدم المشاركة فيما وصفته ب"المسرحية الهزلية". وأشارت تقارير غربية إلي أن "كيرى" جاء حاملا رسالة لكل من المعارضة والنظام المتمثل فى جماعة الاخوان المسلمين, عبر مندوبها فى قصر الرئاسة الدكتور محمد مرسى. «فيتو» رصدت كواليس زيارة كيرى الى مصر منذ لحظة وصوله الى مطار القاهرة واجتماعه بالسفيرة الامريكية «آن باترسون» على متن الطائرة التى نقلته من العاصمه الامريكية إلى القاهرة لمدة نصف ساعة, ثم دخوله الى صالة كبار الزوار. وكان فى انتظاره قيادات من جهاز أمن سيادى وبصحبتهم فرقة خاصة من قوات تأمين السفارة الامريكية "المارينز", بالاضافة الى طاقم الحراسة الخاص به القادم معه من الولاياتالمتحدةالامريكية, وعقب خروجه من الصالة ركب سيارة «جيب امريكى مضادة للرصاص" تابعة للسفارة الامريكية, وكان من المقرر ان يركب سيارة «فورد» عادية, وتم تعديل الخطة بناء على رغبة اجهزة الامن المصرى, وزيادة الاجراءات الامنية المشددة, وكانت المفاجأة هي تصدر سيارة «كيرى» الموكب, والسيارة الاخرى التى يستقلها طاقم الحراسة فى منتصف الموكب للتمويه والهروب من اى محاولة لاستهداف السيارة. وعقب وصوله توجه الى احد فنادق القاهرة للقاء بعض الرموز السياسية وعلى رأسهم الدكتور ايمن نور- رئيس حزب غد الثورة-, وعمرو موسى- رئيس حزب المؤتمر. وكشف المصدر أن كيرى اكد لموسي ونور ان الولاياتالمتحدة يهمها اجراء الانتخابات البرلمانية فى الموعد الذى قررته اللجنة العليا للانتخابات, كما انها حصلت على وعد من النظام المصري بالموافقة على الرقابة الدولية على الانتخابات, مطالباً بضرورة خوض الانتخابات ومحاولة اقتاع الآخرين بذلك. وفى مفاجأة من العيار الثقيل, اكد مصدر امنى رفيع المستوى- طلب عدم ذكر اسمه - ان "كيرى" التقي الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة فى تركيا مساء الجمعة الماضية, حيث كان كيرى موجودا بتركيا وسافر ايضا بديع صباح الجمعة بحجة حضور "اسبوع أربكان", وبحسب التسريبات الامنية من تركيا, فإن الحكومة التركية قامت بتنظيم لقاء مغلق جمع بين كيرى وبديع فى احد القصور التابعة للحكومة بأسطنبول استغرق اكثر من ساعتين, وكان بصحبة بديع احد العاملين بمؤسسة الرئاسة المصرية. وعن المهمة الاكبر والأهم فى زيارة كيرى لمصر, وهى لقاء وزير الدفاع الفريق اول عبدالفتاح السيسى- قبل مغادرة القاهرة بساعات- بمقر وزارة الدفاع, عقب لقاء الرئيس محمد مرسى, كشف مصدر عسكرى ل»فيتو» ان كيرى استفسر من السيسى عن حقيقة الخلافات بين المؤسسة العسكرية ومؤسسة الرئاسة, وعن ازمة التوكيلات التى تحرر من اجل توكيل السيسى بإدارة البلاد بدلا من مرسى. المصدر اكد ان كيرى حاول خلال اللقاء تذكير السيسى بأن المعونة العسكرية الامريكية مهمة لتطوير الجيش المصرى وان اكثر من 80%من اسلحة القوات المسلحة المصرية امريكية الصنع, وان استمرار المساعدات الامريكية لمصر مرهونة بالاستقرار فى مصر, وهذا الكلام رفضه السيسى ولكنه رد بطريقة متزنة, مؤكدا ان مصر لها اصدقاء فى كل انحاء العالم مستعدون لدعمنا, بالاضافة الى الداعم الاكبر وهو الشعب المصرى. المصدر العسكرى اكد ان الولاياتالمتحدةالامريكية تعلم جيدا طبيعة الخلاف بين المؤسسة العسكرية ومؤسسة الرئاسة, بسبب غضب الجيش من تصرفات جماعة الاخوان المسلمين وحزب «الحرية والعدالة», وسعيهم للتوغل فى كل مؤسسات الدولة بما فيها القوات المسلحة المصرية, سعيا لأخونتها, لذلك حاول كيرى خلال الزيارة تجميد الانقلاب العسكرى المحتمل على مرسى لاشعار اخر, عن طريق توصيل رسالة الى السيسى والمعارضة أيضأ ان "مرسى" مدعوم من البيت الابيض. من ناحية أخري حصلت «فيتو» علي صور ضوئية من طلب الكونجرس المقدم للادارة الامريكية بتاريخ 27 فبراير ,2013 الذي يدعو الرئيس اوباما لعدم استكمال تصدير طائرات «اف 16» و«اير كرافت» ودبابات «ام 1» الي مصر. واوضح الطلب ان صفقة طائرات «اف 16» من المقرر وصول اخر دفعة منها الي مصر في نهاية العام الجاري 2013, طبقا لاتفاقية امداد مصر بالطائرات العسكرية التي تم ابرامها في عام 2009 ضمن برنامج التمويل العسكري, وكان الغرض من هذه الصفقة ان يتم تسليمها لمصر تحت قيادة الرئيس محمد حسني مبارك. وقال النواب- في طلبهم- إن تصريحات مرسي الأخيرة تشير إلى وجود عداء واضح نحو غير المسلمين في مصر, وكذلك تجاه إسرائيل, وأن عدم الاستقرار في المنطقة واضح من استمرار الاحتجاجات المناهضة للحكومة, التي أدت إلى ما لا يقل عن 50 حالة وفاة ومئات من الجرحي, كما فرض الرئيس مرسي حالة الطوارئ, واستغل سلطاته العسكرية ضد المدنيين, والنواب يتفهمون اهمية الطبيعه الحساسة للعلاقات التي تحتفظ بها الولاياتالمتحدةالامريكية مع مصر, ولكن لابد ان يكون الدعم العسكري الي مصر مشروطا بالتحول الديمقراطي واحترام حقوق الأقليات وحقوق الإنسان, فضلا عن حماية المصالح الامريكية وأمن اسرائيل.