سياج من السرية فرضته الإخوان المسلمين حول زيارة راشد الغنوشى زعيم حزب النهضة الإسلامي بتونس حتى أن مسئولي مكتب إعلام الإخوان أنكروا وجوده بالمركز العام للجماعة بالمقطم حين كان يتناول معهم طعام الغذاء, وتمكنت "فيتو" من الحصول على تفاصيل الزيارة. المصادر أكدت أن السبب فى السرية يعود إلى تجربة الإخوان مع زيارة رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركى التى انتهت بغضب إخوانى لان الرياح أتت بما لا تشتهى سفن الجماعة. الغنوشى وصل الى مكتب الإرشاد فى تمام الحادية عشرة صباح الأحد الماضى بصحبة مرافقين اثنين فقط, وبمجرد وصوله منع رجال الأمن دخول اى شخص للمقر اياً كانت صفته ماعدا العاملين الذين تواجدوا بكثافة أمام المقر وبالباب الخلفى الذى خرج منه الغنوشى هروباً من الصحفيين والإعلاميين الذين انتظروه بعدساتهم أمام الباب الرئيسى. بينما كان فى استقبال الضيف المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر ومهدى عاكف, المرشد السابق, والدكتور محمود غزلان وجلس وليد شلبى المسئول الإعلامي للجماعة بمدخل المقر لاستقبال الصحفيين وإخبارهم بأن الزيارة شخصية وغير مسموح بمعرفة تفاصيلها او نشر خبر عنها, وبعد مرور 20 دقيقة تغيرت الجملة ليقول "لقد غادر الغنوشى المقر واتجه للمطار". وصعد الغنوشى للدور الثانى حيث قاعة ال VIP وبدء الاجتماع الذى كشف عنه ل"فيتو" أحد المصادر بداخل مكتب الإرشاد, حيث فوجئ القيادات بالغنوشى يوجه لهم لوما شديدا بسبب تحركهم الهزيل والأخطاء السياسية الفادحة – بحسب المصدر - التى وقعوا فيها خصوصا فى الفترة الاخيرة, وهو ما يؤكد ان الرجل جاء يحمل للجماعة رسالة من اخوان الخارج. الغنوشى نصح الإخوان بعدم السعى للسيطرة الكاملة على الدولة من خلال البرلمان والحكومة والدستور والرئاسة وقال نصا:"لكم فى تجربة حركة النهضة مثال حى فقد نصحتكم سابقاً ولم تستمعوا وكانت النتيجة ان فقدتم الكثير من شبابكم واصواتكم فى الجولة الأولى للرئاسة وعجزتم عن اقناع الدكتور ابو الفتوح واحتوائه ولو أخذتم بنصيحتى لما وصلتم الى هذه المرحلة الحرجة". الغريب ان أعضاء الجماعة استقبلوا هجوم الغنوشى بالصمت الرهيب بينما استمر هو فى سرد نصائحه التى انتهت بأن حث الجماعة للسعى الى مشاركة المجتمع لهم فى الحياة السياسية وان يتنازلوا عن موقفهم فيما يخص اللجنة التأسيسية للدستور واعتبر الغنوشى ان الفرصة الأخيرة لهم فى اثبات حسن نيتهم للشعب المصرى هى اللجنة التأسيسية وطالبهم بالاعتراف بنتيجة صندوق الانتخابات والا ينخرطوا فى صراع على كرسى الرئاسة وقال لهم :"عودوا بالذاكرة لعامين مضيا.. هل كنتم تتخيلون ما انتم فيه الان ؟..اشكروا الله على ما اتاكم من فضله." الضيف استنكر موقف خيرت الشاطر من ازمة انشقاق الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح وعجزه عن احتوائه ولجوئه الى الأساليب الديكتاتورية التى أوصلتهم الى تلك المرحلة الحرجة التى تسببت فى إحداث شرخ فى علاقة الاخوان بالمجلس العسكرى وبكتلة الشعب المصرى التى ذهبت اصواتها لآخرين – يقصد الفريق شفيق. بعد اجتماع استمر لنصف ساعة توجه الغنوشى إلى مكتب المرشد السابق مهدى عاكف ليشرب معه فنجان قهوة بمكتبه الخاص على انفراد بحكم الصداقة القوية والخاصة التى تجمع بينهما ولم يدخل عليهما سوى الساعي الذي قدم القهوة وغادر ومع اذان الظهر توجه مهدى وضيفه إلى مصلى مقر الإخوان وكان فى انتظارهم القيادات والعاملون بمكتب الإرشاد وقدم مرشد الإخوان محمد بديع الغنوشى ليؤمهم فى الصلاة. وبعد الصلاة كان طعام الغداء فى انتظارهم بقاعة الضيوف الذى اعد خصيصا بمطبخ الجماعة بالدور الأرضى وكان من المفترض ان يتناولوا الطعام فى فيلا "عنانى" بشارع المقطم التى اشترتها الجماعة بعد الثورة ولكن الغنوشى اعتذر لارتباطه بمواعيد وانه يجب ان يتواجد بالمطار قبل التاسعة مساء.