فى لحظة غير عادية اجتمع الخيال مع الواقع تقابلت أدلة الاتهام مع الشهيد فى حوار طويل بدأ ومايزال مستمرا حتى ساعته وتاريخه. الشهيد: أنا تعبان فى نومتي! أدلة الاتهام: كنت عايز أخدم.. لكن مش معقول أزور أو أكدب وأدخل النار.. لكن أنت دلوقتي أكيد فى الجنة. الشهيد: لكن أهلى واصحابي.. عايشين فى نار.. وممكن الناس تكره الحق والعدل بالاسلوب ده؟ الأدلة: وأنا ذنبى إيه.. اللى عندى قلته.. والقاضى فى النهاية بيحكم! الشهيد: قوليلى يا أدلة هانم هو مين اللى بيجمعك؟ الأدلة: النيابة والشهود؟ الشهيد: ودمى اللى لسه فى الميدان وتحت مدرجات بورسعيد وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء؟! الأدلة: يعنى يرضيك ندور على حقك وتظلم بريء! الشهيد: لا طبعا بس كل واحد يأخد حقه! الأدلة: عليك نور وهيأخد حقه ازاى ومفيش فى ايد القاضى دليل اكيد يحكم بناء عليه! الشهيد: يعنى اذا كان اللى طبخوها ودبروها ومولوها وعملوها وقلووظها.. طلعوا منها كلهم فى مهرجان «البراءة» للجميع.. يبقى مين اللى قتلني؟ الأدلة: طيب حاول تفتكر معايا.. جايز تكون انتحرت وانت مش واخد بالك. الشهيد: طيب أنا انتحرت وباقى الشهداء والمصابين؟ الأدلة: مش يمكن اتعرضوا لحوادث وجرايم ملهاش علاقة بالثورة واللى جرى فيها؟ وأظن حصلت؟! الشهيد: حرام عليكى الدنيا كلها كانت شايفة المولوتوف والخيل والبغال والجمال والحمير والرخام المكسور والخرطوش. الأدلة: المهم الدليل؟ الشهيد: واضح إن حد لعب فى دماغك وضميرك يا أدلة هانم! الأدلة: دى إهانة لايمكن أقبلها وأنا معروف عنى النزاهة! الشهيد: وأنا قبل استشهادى كان معروف عنى حبى لوطني. الأدلة: محدش يقدر يقول ربع كلمة! الشهيد: وبعدين حقى فين والأدلة غايبة. الأدلة: ما أنا قدامك أهه!! الشهيد: طيب ممكن حضرتك تروحى المحكمة وتقفى قدام القاضى وتقوللى الحقيقة؟ الأدلة: مفيش مانع- لكن خلى النيابة تيجى تأخدني! الشهيد: وليه أنتى ماتروحيش للنيابة؟ الأدلة: لا يا حضرة الشهيد أنا طول عمرى شعارى معروف «اللى عايزنى يجينى أنا ما باروحش لحد»! الشهيد: يبقى أنا اللى أروح؟ الأدلة: بس ياريت وأنت رايح تعدى على مقر الحزب الوطنى المحروق.. وعلى نيابة الأزبكية وكام محكمة ونيابة وأمن الدولة من اللى اتحرقوا.. وتقرأ الفاتحة وأنت ماشى للعدالة!!