أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية في كلمته في ندوة تطور العلوم الفقهية في عمان (النظرية الفقهية في النظام الفقهي)، أن الفهم ينبغي أن يكون لمصادر الشريعة الغراء والفهم ينبغي أن يكون لتلك الآراء التي صدرت من الأتقياء الأنقياء عبر العصور من المجتهدين العظام والفهم يجب أن يكون أيضا للواقع المعاش وهو يتغير من لحظة إلى أخرى, هذا الواقع بعوالمه عالم الأشياء والأشخاص والأحداث والأفكار والنظم يجب على الفقيه أن يدركه إدراكا واعيا ونحن نريد أن نعرف كيف نصل بين فهمنا للمصادر والفرص وبين واقعنا حتى نحقق مقاصد الشريعة الغراء ومصالح العباد والبلاد وحتى نلتزم بما تركوه لنا من إجماعات لم يختلف فيها اثنان ولم يتناطح فيها كبشان وحتى نصل بذلك إلى التمكن والتمكين في الأرض ولذلك فهذا المؤتمر أتى في وقته, أتى من أجل أن يسير خطوة إلى الأمام أتى من أجل أن نجتمع على الخير في الدنيا وحتى نجتمع على الخير في الآخرة. جمعة أضاف: نحن نريد أن نكون امة وسطا (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) والوسط هو أعلى الجبل لأنه وسط السائر إلى أعلاه حتى ينزل من الطرف الآخر فإذا كنت أعلى الجبل فأنت شاهد ومشاهد اسم فاعل واسم مفعول فأنت شهيد، وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء وشهداء جمع شهيد كما أن علماء جمع عليم، وفعيل يصلح للدلالة على الفاعل والمفعول كما هو مقرر في وموضعه فأنت شاهد ومشهود ولذلك نريد هذه المكانة التي وضعنا الله فيها فلا نريد أن نقصر في أعمالنا وفكرنا وفهمنا فنتخلى عنها فنكون قد تركنا التشريف بعد أن تركنا التكليف. واستطرد المفتي في كلمته:نريد أن نكون شهداء بحق وأول ذلك هو أن نطور هذه النظريات ،نريد أن نأخذ مناهج السلف وألا نقف عند أزمانهم فإن الزمن يتغير وإن الواقع يتطور ولذلك كان هذا المجهود الذي يبذل وهذا الاجتماع الذي يتم يذكر فيشكر. وكان المشاركون في ندوة تطور العلوم الفقهية في عمان (النظرية الفقهية في النظام الفقهي) قد اتفقوا على أن الوسطية مظهر من مظاهر الشريعة في جميع الجوانب، وهي أداة من أهم أدوات ضبط التجديد حذرًا من الإفراط والتفريط. وشددوا على أهمية أن يتناول التجديد القضايا العامة لا مجرد القضايا الخاصة؛ لأن الفقه يعالج الأمرين معا لا سيما القضايا السياسية، فلا بد من طرحها في المجامع الفقهية فضلاً عن غيرها. وكانت الندوة قد افتتحت أعمالها برعاية الشيخ عبد الملك بن عبد الله الخليلي وزير العدل الذي في تصريح له أشاد بالدعم الكبير الذي يقدمه السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان لهذه الندوة طوال السنوات الماضية.