التقى بكار وحمزاوى كالعادة المعتادة بينهم كل أسبوع فى مقهى بلادى على بابا سابقًا فى قلب ميدان التحرير والمطل على المنصة والثوار والأسلاك الشائكة التى سيج بها الثوار الميدان لمنع الأمن والسيارات من دخوله حمزاوى : عارف مين كان بيقعد هنا زمان يابكار ؟ بكار : اوعى تقولى سعد باشا زغلول زعيم الأمة حمزاوى : لا ياسيدى اللى كان بيقعد هنا جماعة المفكرين والأدباء والفنانين وعلى رأسهم نجيب محفوظ الروائى اللى ماحصلش بكار : عارفه بتاع نوبل وأولاد حارتنا حمزاوى : يعنى مفيش حاجة تانية غير حكايات حارتنا اللى انت فاكره بيها ماهو ليه أكتر من 30رواية اشمعنى دى ؟ بكار: أبدًا بس انت عارف إن قرائتنا كانت بتنصب على أى عمل نسمع إن فيه تطاول على الدين الإسلامى أو على الرسول أو الصحابة أو ماشابه ذلك والرواية دى كانت مشكلة ياحمزاوى احنا ما اتجنيناش عليه فيها أكيد انت قرتها وعرفت هو رمى فيها لإيه إحنا ماظلمناهوش حمزاوى : عارف يابكار بس سيبك من نجيب محفوظ دلوقتى وقولى إيه آخر الأخبار عندك ؟ بكار : كيرى ومرسى.. مرسى واهم فاكر إن أمريكا فرحانة بيه وإنها واقفة جنبه ماهو مش فاهم إن أمريكا مايهمهاش مين يحكم مصر ولا يهمها أى فصيل يكون فى إيده السلطة وإن اهم حاجة عند أمريكا هى ولاء الفصيل ده لها ولإسرائيل أهم حاجة عندها إن مصالحها فى المنطقة والشرق الأوسط ماتتأثرش بشىء وإن اللى يحكم مصر مايعاديش إسرائيل ويحافظ على وجودها واستقرارها فى المنطقة ويتغاضى عن إجرامها وأفعالها فى حق الفلسطينيين حمزاوى : ومرسى فعلًا قدم فروض الطاعة والولاء لأمريكا وإسرائيل علشان يحافظ على منصبه وكرسيه ووعد بحل مشاكل المصريين بكار : مشاكل إيه اللى يحلها وهو سبب كل المشاكل انت عرفت مش خيرت طلب يقابل السيسى والسيسى رفض شوفت بجاحة أكتر من كده يقابله بصفته إيه مش فاهم يقابله بصفته ملياردير الجماعة ولا بصفته عقلها المفكر والمدبر بعد المرشد حمزاوى : الراجل عارف إنه الراجل التانى فى الجماعة إن لم يكن الأول تنفيذيًا يعنى واثق من نفسه اللى خلاه بيملى على مرسى رئيس الجمهورية يعمل إيه ومايعملش إيه ويتصرف إزاى حيال المواقف اللى بتقابله هو شايف إن حاجة بسيطة إنه يقابل وزير الدفاع وإنه من وجهة نظره شرف لوزير الدفاع إنه يقابله ويحظى بهذه المقابلة بكار : ده قمة الغرور حمزاوى : دول ناس فاكره إنهم الوحيدين اللى بيفهموا فى الدين والسياسة والاقتصاد وكل شىء وهما لامؤاخذة كمثل الحمار يحمل أسفارًا دول بقر بكار : على قولك الغرور حيقضى عليهم قريب أوى وبكره تقول بكار قال حمزاوى : إيه آخر أحلامك ولا مابتحلمش اليومين دول ؟ بكار : لأ بحلم وآخر حلم حلمته هو أن المرشد مات وخيرت مات ومرسى اغتالوه والجيش مسك الحكم فى البلد حمزاوى : عقلك الباطن بقى شغال على أحلامك صح اليومين دول عمومًا ربنا يسمع منك ويتحقق لك ويتحقق لنا احنا كمان حلمك الجميل ده اللى حيريح الكل وبعد أن احتسيا مشاريبهما قررا الانصراف على وعد باللقاء الأسبوع القادم إلا إذا استجدت فى الأمور أمور واضطرا للقاء على غير موعد أو قبل الموعد .
