نبيل نعيم: عمليات عديدة تضرب القاهرة قريبا حادث تفجير «مدينة نصر»،وملابساته،طرح تساؤلا مهما،وهو:هل أصبحت القاهرة ،رسميا،فى مرمى نيران تنظيم القاعدة؟ وهل تشهد سلسلة جديدة من العمليات الإرهابية،تلقى بظلالها القاتمة عليها،فتعيدها خطوات إلى الوراء؟ فى الوقت الذى استبعدت فيه مصادر جهادية،وقريبة الصلة بتنظيم «القاعدة»،تورط التنظيم فى تنفيذ الحادث،فإن آخرين لا ينفون ضلوعه فى الحادث،لا سيما بعد ظهور تسجيل منسوب لزعيم «القاعدة»الدكتور «أيمن الظواهرى»،فُهم منه التحريض على الرئيس الدكتور محمد مرسى. المصادر أكدت ل»فيتو» أن حالة العداء التاريخية بين قيادات «القاعدة»،وبين الإخوان،تجعل تورط التنظيم المتشدد فى أى حادث إرهابى «منطقيا»،كما ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك،عندما توقعوا سلسلة من التفجيرات،تضرب القاهرة،باعتبارها العاصمة،والحدود بين مصر وإسرائيل بهدف إحراج الرئيس الإخوانى.. اللافت فى الأمر،ان مصادر أخرى حمّلت جهاز أمن الدولة «المنحل» مسئولية التورط فى الحادث،بدعوى استعادة دوره الذى اسقطته ثورة يناير.. من جانبه..اكد الشيخ نبيل نعيم - قائد تنظيم الجهاد فى مصر- أن تفجير «مدينة نصر»، كشف عن الدور الذى تلعبه السلفية الجهادية وتنظيم القاعدة فى مصر من خلال تبنى فكرة قيادة الجهاد ضد إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية على أمل أن تحدث مفاوضات معهم من جانب أمريكا وإسرائيل وهى المصالحة الكونية التى أطلقها محمد الظواهرى مؤخراً. موضحا: أنا أول من تنبأ بحدوث عدد من العمليات التفجيرية فى مصر خلال الفترة القادمة. نعيم قال ل«فيتو»: حملنا السلاح طوال 40 عاماً، لكن اكتشفنا مؤخراً أن العمل الجماهيرى أصلح، وهذا ما جعلنا نسعي لتنفيذ مبادرة المراجعات ووقف العنف ولن نعود إليه مرة أخري.. مشيرا الي أن تفجير مدينة نصر لن يكون الأخير، لأن هناك عمليات تفجيرية أخرى سوف تحدث، وستكون القاهرة مكانا لها ،باعتبارها العاصمة.. نعيم استبعد أى علاقة بين التسجيل الصوتى المنسوب لقائد تنظيم القاعدة الشيخ أيمن الظواهرى وبين التفجيرات الأخيرة، لأن هذا التسجيل يتم قبل إذاعته بعشرة أيام على الأقل. وقال نعيم:«أعتقد أنه قد تم تسجيله انتظاراً لحدث أكبر ربما كانت القاعدة تخطط لتنفيذه بنفسها أو معلومات لديها بحدوث تفجير مدينة نصر، وكل هذا يؤكد أن مصر ممهدة لكى تلعب القاعدة دورا بارزا فيها خلال المرحلة القادمة.» من جانبه قال الشيخ محمد الظواهرى ، شقيق الدكتور أيمن الظواهرى، ليس من الصواب تحميل أى من التيارات الإسلامية، مسئولية تفجير مدينة نصر. ولم يستبعد الظواهرى فى تصريحاته ل»فيتو» أن يكون الحادث مدبرا من جانب جهاز أمن الدولة «المنحل»، الذى بدأ يستعيد عافيته، ويسعى لاستعادة دوره أيضاً، على حد قوله. وفيما يتعلق بظهور التسجيل المنسوب لشقيقه بعد التفجير بيومين،وتحريضه على الثورة ضد مرسى،قال محمد الظواهرى:» الربط بين التسجيل والتفجير، «كلام فارغ» لأن الدكتور أيمن الظواهرى طالب بتطبيق الشريعة الإسلامية، وليس الانقلاب على مرسى. الشيخ مجدى سالم - قائد الجناح العسكرى لتنظيم طلائع الفتح - كشف عن حقيقة مهمة مفادها أن تفجير مدينة نصر يحتوى على مبالغة كبيرة من جانب البعض، خاصة التضخيم الإعلامى والزعم بأن هذه المجموعة هدفها التخطيط لاغتيال رئيس الجمهورية، فى حين أن الخلية المضبوطة عبارة عن مجموعة من الأفراد الذين شاركوا فى أحداث ليبيا وهربوا إلى مصر، وعندما طاردهم الأمن وقع تراشق وتبادل لاطلاق النار أدى إلى هذا التفجير. وقال سالم ل«فيتو»: من يتوقع عودة مسلسل العنف مرة أخرى» واهم»، ولا يستفيد من دروس الماضى. مشددا على أن الادعاء باختراق «القاعدة» لمصر،»مبالغة بغيضة» ،كما أن الادعاء بتنفيذ عمليات تفجيرية قادمة غير صحيح. أما القيادى الجهادى عبد الغفور شميس فأكد أن من يدعون أن تنظيم القاعدة موجود بمصر واهمون لأنه لم يعد هناك شيء اسمه «القاعدة»! مضيفا:نحن أدرى وأعلم الناس بفكر «القاعدة» فهم يحملون فكراً يستطيعون من خلاله هدم الدولة، ولكنهم لا يستطيعون بناءها، أى أنه «فكر هدام». وقال شميس ل»فيتو» : مصر تحتاج لوعى إسلامى وليس الحث على تطبيق الشريعة الإسلامية، فى هذا التوقيت غير المناسب. الدكتور نصر عبد السلام - رئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسى للجماعة الإسلامية- يري أن الادعاء بأن هناك تغلغلا لتنظيم القاعدة فى مصر، يتنافى مع كل التحليلات السياسية الرصينة، وكلام الظواهرى بالخروج على الرئيس يفتقد إلى الدليل الملموس. عبد السلام أضاف ل»فيتو» : من الصعب أن نرجم بالغيب فوقوع تفجير أو حادث لا يعنى أن هناك سلسلة قادمة من العنف ولكننا نقول بضرورة أن يقوم الأمن الداخلى بدور أكبر لحماية الجبهة الداخلية. .من جانبه..أكد اللواء محمد عبد الفتاح عمر - مساعد وزير الداخلية السابق- أن مرتكبى حادث مدينة نصر هم بؤرة إرهابية هدفها عدم الاستقرار للمجتمع المصرى، نتيجة مرحلة عدم الاتفاق التى نعيش فيها، وهذا هو الخطر الحقيقى الذى يحيط بمصر، وبالتالى لابد من تجميع المعلومات وتنشيط الأمن الوطنى وإعطائه الثقة مرة أخرى، حتى يتم أجهاض أى عملية جديدة من جانب تنظيم القاعدة فى مصر. وقال عمر: هناك حقيقة معروفة وهى أن تنظيم القاعدة لا يعترف بجزء كبير من التيارات الإسلامية ولكنه يعترف بالجهاديين فى سيناء،و فى نفس الوقت لا يوجد وفاق بينهم وبين الإخوان والسلفيين لأنهم ينظرون إليهم على أنهم موالون لأمريكا وإسرئيل ويعتبرون عداءهم للرئيس مرسى وحكومته أكبر من عدائهم لمبارك ونظامه. وأضاف عمر: إن تنظيم القاعدة لم ينجح فى اختراق المجتمع المصرى فى ظل النظام السابق وهم موجودون حالياً فى سيناء ، ولو قويت شوكتهم سينتشر التنظيم فى مصر خاصة فى ظل الأزمات التى تعانى منها من فقر وبطالة وأزمات أخرى جعلتها أرضا خصبة لعودة تيارات العنف من جديد. وطالب عبد الفتاح عمر بضرورة عودة أمن الدولة «لو أردنا سلاماً فى مصر»!!