أنهي مليونا مسيحي ومسلم يوم الجمعة الماضي الاحتفال بمولد القديس مارجرجس في جنوبالاقصر، وعلي مدي اسبوع، توافد الآلاف علي دير القديس مارجرجس بجبل الرزيقات بأرمنت، جنوبيالأقصر، للاحتفال بمولده وسط اجراءات امنية مشددة، ولم يعكر صفو الاحتفال سوي الحريق الذي التهم نحو 200 خيمة كان يقيمها المحتلفون. «القديس مارجرجس» ولد في سنة 280م في مدينة اللد في ولاية فلسطين السورية، لابوين من النبلاء، وتوفي والده فاعتنت به والدته وربته في جو عائلي ايماني مسيحي، وعندما بلغ عمره السابعة عشر دخل الجندية، وترقي الي رتبة قائد الف في حرس الامبراطور الروماني دقلديانوس وكان الرومان آنذاك يضطهدون المسيحيين، لكن مارجرجس لم يخف عقيدته المسيحية، رغم انضمامه للجيش الروماني، ما اغضب الامبراطور دقلديانوس، فأخضع القديس لجميع انواع التعذيب ليرتد عن دينه، لكن دون جدوي. يقول عدد من المتخصصين في الشأن القبطي ان من شاهدوا القديس مارجرجس معذبا تحولوا الي المسيحية، ومن بينهم الامبراطورة الكساندرا زوجة الامبراطور دقلديانوس. وبعد وفاة مار جرجس.. اعيدت رفاته لتدفن في مسقط رأسه بمدينة «اللد» بفلسطين، ويحكي التقليد الكنسي ان جزءا من جسده انتقل من اللد بفلسطين الي مصر، حتي استقر اخيرا بكنيسة مصر القديمة. ويعد دير مار جرجس احد الاديرة المنتشرة في صحراء مصر الغربية، التي تنسب الي القديس الانبا باخوميوس مؤسس الرهبنة في صعيد مصر، ويشمل الدير احدي الكنائس التي ترجع الي القرن الرابع الميلادي، وللدير 21 قبة مبنية كلها بالطوب اللبن، في نظام خاص تشتهر به الاديرة المسيحية في مصر، يقع دير القديس مار جرجس علي بعد 30 كيلو مترا بالبر الغربي بالاقصر، وتبلغ مساحته 16 فدانا، ويقيم الاقباط خياما في تلك المساحات، حيث يستقبل الدير اكثر من مليوني زائر اثناء الاحتفالات. البسطاء يسمون المولد ب«مولد الرزيقات» وهناك حالة من العشق بين القديس والمكان، حيث يوجد مخبز ومطعم مار جرجس وفضيات ولعب اطفال الروماني «ومذكرات الرزيقي» كما يستعير البائعون أحد ألقاب القديس ليضعوها لافتة علي تجارتهم، كما يدقون وشم مار جرجس علي ذراعهم وغالبية الاقباط في صعيد مصر يطلقون علي ذكورهم اسما من ثلاثة «جرجس ورزيقي وروماني» ويختنونهم في المولد احيانا. ويحمل الزوار امتعتهم وأطفالهم وينصبون خيامهم في رحاب صاحب المولد تبركا وهناك تجار حملوا بضاعتهم لبيعها بالمولد واصحاب مهن لا تمارس الا في الموالد مثل «دق الوشم». كما تحج نساء عقيمات الي مولد القديس املا في الانجاب بوهب النذور ومرضي يبحثون عن الشفاء وعجائز يمارسون الحياة المنزلية في الخيام واصوات متداخلة من اذاعة الدير الداخلية والدعاية التجارية والاناشيد الدينية وصغار يبيعون صورة مار جرجس ليبتاعوا حلوي. ويعج المولد بالفقراء المعدمين حيث يأكلون «الفول النابت» وأثرياء يأكلون اللحوم وزغاريد لخطبة بين شاب وفتاة وقد تعارفا في المولد وبارك الاهل في الخيام هذا الارتباط واطفال مختونون يمسكون بدمي بلاستيكية ومنظومون في المولد يخرجون لاخذ البركة من الكنيسة ليحل محلهم آخرون.