المرء على دين خليله.. هكذا قال نبي الإسلام قبل ما يزيد على 14 قرنا, وهكذا فعل محمود خميس رزق, أشهر مدير حملات انتخابية فى بر القاهرة، الذي تنقل ما بين الترويج لمرشحين إخوان مرورا بالمستقلين وصولا لفلول الوطني المنحل. المشهد الافتتاحي فى سيناريو قصة حياة رزق يبدأ بانضمامه لجماعة الإخوان المسلمين عبر عمه الدكتور عبد الفتاح رزق, القيادي الاخوانى المعروف والذي ضخ أفكار حسن البنا وسيد قطب فى شرايين محمود, ولذا تولى الشاب اليافع - آنذاك - إدارة الحملة الانتخابية لعمه عام 1995 الذى ترشح لمجلس الشعب فى مواجهة رجل الأعمال محمد حافظ عن الحزب الوطنى المنحل وذلك فى دائرة المعادى وطرة و البساتين. ورغم فشل المرشح الاخوانى, إلا أن محمود عاود الكرة بدعم عمه مرة أخرى في انتخابات عام 2000 ضد مرشح الحزب الوطني المنحل محمد مرشدى, ليخسر عبد الفتاح رزق مرة أخرى. مرت السنون واختلف الحال, وحدث أن التحق رزق بالعمل في إحدى الوظائف داخل مجموعة صحارى للخدمات البترولية المملوكة لرجل الأعمال المعروف أكمل قرطام, فلما عرف الأخير مواهب رزق اسند إليه مهمة إدارة حملته الانتخابية عام 2005 فى مواجهة المرشدى على مقعد الفئات بمجلس الشعب عن الدائرة المذكورة, وبالطبع وافق رزق على المهمة خاصة أن قرطام كان يحظى بدعم الإخوان سرا, غير أن النتيجة حسمت لصالح المرشدى بتدخل سافر من رجالات الحزب المنحل. المثير أن الانتخابات البرلمانية فى عام 2010 شهدت ترشح قرطام تحت راية الوطنى المنحل, وهنا تحول رزق من الترويج لمرشحي الإخوان إلى الدعاية لمرشح «وطنى» بحكم استمراره في العمل مع قرطام. وبعد ثورة يناير, بدأ رزق فى اجتذاب عدد من شباب الثورة للحضور لملتقى قرطام الثقافى, ثم بزغت فكرة في رأس رجل الأعمال بأن يؤسس حزبا سياسيا لكنه اختصر الأمر واشترى حزبا جاهزا, وذلك بتوليه رئاسة حزب المحافظين لصاحبه السابق مصطفى عبد العزيز والذى كان يترأس مجلس إدارة جريدة الحادثة التى اشتهرت بالعناوين المثيرة والصور الساخنة. ومرة ثالثة يدير رزق حملة قرطام فيفشل الأخير مرة أخرى, ليختفي رزق ثم يعاود الظهور مع انتخابات الرئاسة ليروج للمرشح عمرو موسى بعدما أعلن قرطام عبر حزبه دعم الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية, و كما هو الحال دائما فشل موسى وبقى رزق باحثا عن مرشح جديد.