ربما يكون 17 نوفمبر هو أحد أهم الأيام في تاريخ الكرة المصرية، لكن قليلا من عشاق الكرة المصرية ومتابعي تاريخها يعلمون ذلك، ففي مثل هذا اليوم فاز منتخبنا المصري علي نظيره الجزائري عام 89 وصعد لمونديال 90 بعد معاناة مع هذا الحلم، وهو اليوم نفسه الذي وصل فيه الأهلى إلي نهائي البطولة الإفريقية للأندية أبطال الدوري عام 2001، حينما تعادل 1-1 مع الترجي التونسي علي ملعبه ليصعد لنهائي البطولة، ويتوج بالبطولة الأم للأندية وأخيرا فعلها الأهلى أمام الترجى وحصد لقبه السابع فى البطولة الإفريقية. وتحمل المباراة للأهلى الكثير، فقد أنقذت مجلس حسن حمدى من أزمات كانت نصبت شباكها حوله، لعل اهمها أزمته الاخيرة مع ألتراس أهلاوي، وهذا ما انعكس من خلال ذهاب الجروب إلي محيط النادي والاحتفال داخل مدرجاته وأمام الأبواب للساعات الأولي من صباح اليوم التالى للمباراة، وهو في حد ذاته انجاز ينهى توتراً دام عاما بين الطرفين. وفي السياق ذاته، فقد أنقذت هذه البطولة لجنة الكرة التي تدر علي الأهلى أكثر من ثمانية عشر مليون جنيه تنتعش بها خزائن النادى الخاوية، وكذلك تجعل الرعاة يسددون الكثير من الأقساط التى يستحقها النادى الأهلى، التى توقفت بعد توقف النشاط. وبذلك يستطيع مجلس الإدارة الوفاء بوعوده للاعبين الذين لم يحصلوا علي مستحقاتهم المالية منذ أكثر من 20 شهرا دون شكوي، وايضا التجديد للاعبين الكبار الذين تحتاج عقودهم مبالغ طائلة، لكنهم يستحقونها فقد اثبتوا بالفعل أنه لا غنى عنهم فى الفريق الأول لما يمتلكونه من خبرات وسمات شخصية تساعدهم على حصد الألقاب وتحفيز زملائهم بالملعب، وقادرون على لم شمل الفريق فى أصعب المواقف ليثبت هذا الجيل من اللاعبين أنه الجيل الذهبى للنادى الأهلى لما حققه من بطولات إعجازية، لن تنسى ولن تمحى من ذاكرة جماهير النادى الأهلى. أما عن الفرحة فكانت العامل الأهم والغائب عن جدران القلعة الحمراء علي غير العادة، ومنذ مذبحة بورسعيد، ومن قبلها، حينما فقد الألتراس شهداءه في محمد محمود والثورة، فلأول مرة في تاريخ الأهلي سمح أمن النادي بإشعال الشماريخ داخل أسوار النادي، وسمح للجماهير بدخول مدرجات التتش والاحتفال لساعات طويلة بعد المباراة. ولعل هذه الفرحة كانت أقرب إلي قلب عمال النادي، الذين حصلوا علي وعد بشهرين مكافأة لهذه البطولة الإفريقية الغائبة عن جدران النادي منذ فترة طويلة، وهو عرف قديم بالنادى أرساه الكابتن صالح سليم.