القرار الذى أصدره اتحاد الكرة بالاتفاق مع الأندية بإلغاء مسابقة الدورى العام هذا الموسم السبت الماضى لم يكن مصادفة أو نتيجة اقتناع شخصى لرؤساء الأندية بقدر ما كان صفقة تم التخطيط لها بعناية كاملة دون الكشف عن هوية أطراف الصفقة. «فيتو» تعلن أن التفاصيل لديها وتؤكد على أن الكابتن حسن حمدى رئيس النادى الأهلى هو البطل الرئيسى لفيلم إلغاء الدورى وطرح السيناريو البديل والمتمثل فى إقامة دورة تنشيطية سيطلق عليها كأس رابطة الأندية. وقام ممدوح عباس رئيس نادى الزمالك بدور مساعد البطل الذى نفذ العملية بنجاح منقطع النظير وأصبح يستحق جائزة الأوسكار على دوره فى قيادة اجتماع اتحاد الكرة مع رؤساء الأندية. الكابتن حسن حمدى يعلم تماماً أن استئناف الدورى أمر يكاد يكون مستحيلاً فى ظل رفض جميع الجهات السيادية فضلاً عن أن استئناف الدورى ومن ضمن الأندية المشاركة هو فريق المصرى البورسعيدى باعتبار أن وجوده يعنى انسحاب الأهلى كما أعلن مسئولوه وفى حالة انسحاب الأهلى سيعنى أنه سيتكبد خسائر فادحة لن يستطيع مواجهتها.. وبالتالى كان لابد من البحث عن حل بديل يرضى جميع الأطراف ويتمثل هذا الحل فى إقامة دورة تنشيطية تحت مسمى كأس رابطة الأندية ويتم خلالها استبعاد النادى المصرى البورسعيدى منها دون أى أزمة وحتى يتم توقيع العقوبات عليه فضلاً عن أن هذه الدورة تقام مبارياتها على ستادات وملاعب القوات المسلحة بدون جماهير وتعهد حسن حمدى بتوفير سيولة مالية كبيرة من جراء هذه الدورة بالنسبة لجميع الأندية التى كانت على وشك إعلان إفلاسها.. وقد بدأت عملية جس النبض قبل بداية اجتماع رؤساء الأندية عندما أعلنت إحدى الشركات وبالاتفاق مع حسن حمدى عن تقدمها بعرض يبلغ 22 مليون جنيه لرعاية هذه الدورة التنشيطية.. وكانت الأيام الماضية أيضاً التى سبقت القرار قد شهدت أكثر من اجتماع بين حسن حمدى رئيس النادى الأهلى وممدوح عباس رئيس الزمالك... والدليل على هذه الصفقة هو حرص ممدوح عباس رئيس الزمالك على حضور الاجتماع رغم أنه لم يحضر أى اجتماعات فى الجبلاية من قبل وكان دائماً ما يفوض المهندس رؤوف جاسر نائب رئيس النادى أو الدكتور عبد الله جورج عضو مجلس الإدارة.. وقد وجدها عباس فرصة للتلميع الإعلامى المجانى لتصدر المشهد الرياضى فى مصر خلال المؤتمر الصحفى الذى تم عقده فى أعقاب الاجتماع وتناقلته كل وسائل الإعلام.. ومقابل هذا الظهور لعباس كان لابد أن يتم تغريمه وليمة غداء محترمة لرؤساء الأندية الآخرين.. ولم يكن يكتب لهذا السيناريو النجاح دون أن تكون هناك مباركة من الجهات السيادية خاصة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى أعلن موافقته على هذا الاقتراح من أجل صالح جميع الأندية المصرية باستثناء المصرى البورسعيدي... وفى هذه الصفقة قام باقى رؤساء الأندية بدور الكومبارس حتى تكتمل الصورة خاصة وأنهم سيستفيدون من الصفقة لسببين أولهما أن المقابل المادى ربما يعوضهم عن الخسائر القادمة التى قد يتعرضون لها فى حالة إلغاء المسابقة والثانى خاص بأن إلغاء مسابقة الدورى العام سيعنى إلغاء نظام الهبوط والذى تتصارع عليه نصف أندية الدورى الممتاز بل إن شبح الهبوط كان يطاردهم بالفعل وبالتالى فإنهم ضمنوا بقاءهم فى الممتاز الموسم القادم.. هذه الصفقة تفيد كل الأندية إلا المصرى الذى سيحرم من المشاركة فى الدورة التنشيطية وسيعجز عن الوفاء بالتزامات لاعبيه لاسيما بعد استقالة كامل أبو على رئيس النادى والذى كان يتحمل جانباً من مصاريف النادى وعقود النجوم.. كما أن صفقة إلغاء الدورى تجاهلت حقوق أندية القسمين الثانى والثالث والتى لن تجد ما يسد رمقها وعدد كبير منها سيعلن إفلاسه قبل نهاية العام الحالى.