نبيل العربي أمام مؤتمر «إعادة إعمار غزة»: لا توجد قوات داخل قطاع غزة ولكن يوجد «سجان».. قبل الإعمار يجب ضمان عدم تكرار العدوان.. ومن المهم أن نحاسب المتسببين في هذه الحروب

أكد الدكتور نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية، في كلمته أمام مؤتمر إعمار غزة في القاهرة اليوم "الأحد"، على ضرورة العمل فورا على إقامة سلام عادل مستقر في المنطقة قبل أن تدخل في دوائر أخرى من العنف وعدم الاستقرار، مشيرًا إلى أن هذا يتطلب موقفا دوليا واضحا من المجتمع الدولي يضع جدولا زمنيا لإنهاء الاحتلال حتى يمارس الشعب الفلسطيني حياته الحرة على أرضه في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
مفاوضات جديدة
كما عبر العربي، عن تأييده للتأكيدات التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، التي دعا فيها من جانبه، إلى بدء مفاوضات جدية ذات مصداقية بين فلسطين وإسرائيل تبدأ بترسيم الحدود، وفي ذات الوقت "اشترط" العربي تأييد ما ذكره الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأن تقضي تلك المفاوضات إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واتفاق سلام دائم في إطار زمني محدد في إطار المرجعيات الدولية المتفق عليها.
دعم التوافق
ودعا جميع الدول المشاركة في مؤتمر إعمار غزة والأطراف المعنية، إلى توفير كل الدعم لحكومة التوافق الوطني الفلسطيني لمساعدتها على النهوض بمسئولياتها إزاء إعادة الإعمار واستعادة وحدة القرار الوطني الفلسطيني وإحياء دور الأجهزة والمؤسسات الوطنية الشرعية الفلسطينية في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
شكر النرويج
وتقدم للنرويج بخالص الشكر على رعايتها المشتركة في الإعداد لهذا المؤتمر، ولجهودها المتواصلة منذ سنوات في الإشراف على اجتماعات لجنة التنسيق للمساعدات الدولية لفلسطين.
الاحتلال
وأكد على أن دولة فلسطين تقع تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يقرب نصف قرن، وتشمل الضفة بما فيها القدس الشريف والقطاع تحت الاحتلال، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي سبب أو ذريعة لإبقاء هذا الاحتلال وقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن تقضي بأن تنسحب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها سنة 67.
وقال: بالنسبة للدعاوى الإسرائيلية بأنها قد انسحبت من غزة عام 2005، فهي دعوات باطلة شكلا وموضوعا.
السجان
وتهكم قائلا: "نعم لا توجد قوات إسرائيلية داخل قطاع غزة، ولكن هل يتواجد السجان داخل السجن أين نرى هذا في العالم كله؟، فالسجان في الخارج، قائلا: إسرائيل تحاصر فلسطين من الخارج برا وبحرا وجوا، وبالتالي الأراضي الفلسطينية كلها ترزح تحت احتلال إسرائيلي بغيض يضرب عرض الحائط قرارات مجلس الأمن وقرارات الشرعية الدولية، والاستيطان يتعاظم ومستمر والأراضي تصادر والمنازل تدمر، أما القدس كما ذكر الرئيس عباس تتعرض يوميا للعدوان من الجماعات المتطرفة وبحماية رسمية من الحكومة الإسرائيلية، بينما يصرح مسئولون كبار في الحكومة الإسرائيلية بأن مبادرة السلام العربية أصبحت خلف ظهورهم، مشيرا إلى أن هذا يوضح حتى الآن أنهم يتنكرون لحل الدولتين بحيث أصبحت إسرائيل بحق آخر معاقل الاستعمار والعنصرية في العالم".
وأكد على أن هذا الاجتماع يعكس مسئولية المجتمع الدولي تجاه فلسطين، موضحا أن المسئولية هنا لا يجب أن تقتصر على أعمال إعادة الإعمار لأنها مسئولية سياسية شاملة تفرض على المجتمع الدولي، بالإضافة إلى إعادة الإعمار تفرض الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وضمان عدم تكرار هذا العدوان، والتحقق من إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وقال العربي: إن مسئولية المجتمع الدولي ممثلة في الأمم المتحدة ومن قبلها في عصبة الأمم تجاه فلسطين، هي مسئولية شاملة ثابتة موثقة وقد نصت محكمة العدل الدولية هذه المسئولية تجاه الأقاليم التي تحت الانتداب مثل فلسطين بأنها مسئولية مقدسة.
وأضاف: كل الدول المشاركة اليوم هي أطراف في اتفاقية جنيف 1949، التي تقرر المادة الأولى المشتركة في هذه الاتفاقات المسئولية الجماعية لتوفير الحماية أثناء الاحتلال وهو ما تطالب به فلسطين، وعلى المجتمع الدولي الآن الاستجابة لهذا المطلب العادل.
وأكد على ضرورة مساءلة ومحاسبة من تسبب في هذه الحروب، مشيرا إلى أن هناك أعدادا كبيرة من المعتقلين الفلسطينيين لا يفرج عنهم وتمارس إسرائيل ضدهم ممارسات قمعية، ويجب أن يتوقف هذا لأنه يتعارض مع كل قواعد القانون الدولي الإنساني.
تحية السويد
كما حيا العربي، حكومة السويد على مبادرتها اعتزام الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة اعترفت بدولة فلسطين 2012 بوصفها دولة مراقب في الأمم المتحدة وبأغلبية كبيرة، داعيا جميع الدول الاقتداء بهذا الموقف الذي من شأنه أن ينعكس إيجابيا على الجهود المبذولة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وإحلال السلام العادل.
وكان الرئيس السيسي، افتتح اليوم ، أعمال المؤتمر الدولي حول فلسطين الذي يعقد تحت عنوان "مؤتمر إعادة إعمار غزة"، بمشاركة 50 دولة و20 منظمة دولية بالقاهرة.