Ahmedhilmy123@gmail. ( ياويح عمار.. تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) ، كلمات قالها النبى صلى الله عليه وسلم فى عمار بن ياسر الصحابى الجليل ، الذى قتله جيش معاوية يوم صفين فى أحداث الفتنة الكبرى ، فحقت بذلك على فئته نعت النبى لمن يقتل عماراً ، فعم وصف البغى عليها كلها وإن قتله فرد فيها ، إن تلك الفئة هى التى ساندت دولة الظلم والفساد والطغيان ، ومثلت الوقود لمشروع معاوية فى الاستئثار بالحكم والسلطان ، وكان فيها خطباء الفتنة والسلطة الذين برروا قتل عمار بأن معاوية وصحبه كانوا مجتهدين فلا إثم عليهم لذلك ! وقال آخرون من عِينَةِ هؤلاء إنما قتله من جاء به ! إنهم فئة فاسدة ظالمة منهجها التدليس والتزوير ، وكأن النبى كان يُعَلمُنا فى شخص عمَّار أن لكل زمن فئته الفاسدة الباغية وكل مجتمع فيه طُهْرُ عمّار ونقائه ، وأنه حتماً ستقتله تلك الفئة الباغية جزاء دعوته إلى الحق والعدل ، وعمَّارنا اليوم هو عماد عفت وهو الحسينى أبو ضيف وهو علاء عبد الهادى وغيرهم الكثير ، لقد قتلت فئة معاوية عمَّاراً واحداً ، وقتلت فئتنا الباغية ألف عمار بدون أدنى استحياء أو خجل . الفئة الباغية هى التى تدعم الحاكم فى استبداده وظلمه وفساده ، وهى التى تسترخص الدماء حين تريقها فى سبيل مصلحة واستمرارالطاغية ، وتحط من قيمة الأوطان وإن عاشت فيها ونهلت من خيراتها ، إنها هى التى تدلس على الناس بأنها تمثل الناس وأنها طريقهم إلى الجنة بينما هى التى تدعوهم إلى النار بصحيح حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لعمار ، إنها هى التى تتخذ من الدين وسيلة وأداة بينما تكون أبعد الناس عنه وعن صحيح مقاصده ، وتتخذ من علماء الفتنة جنوداً مقاتلين بالكلمة على المنابر وطابوراً خامساً يغلف استبدادهم وظلمهم ويعمل على إخفاء فسادهم بغشاء رقيق لامع من أحاديث الدين المنحولة عليه ، إنهم المدلسون على الناس ، المُسْتَخِّفون بعقولهم ، المكفرون لمعارضيهم ، إنهم السبَّابون الشَّتامون الخائضون فى الأعراض ، إنهم هم الذين قسَّموا المجتمعات وفرقوا بين الناس ، إنهم أحفاد الفئة الباغية الأولى أصحاب الفتن والمحن والبلوى ، لقد أشعلوا فتنة عظمى كأسلافهم ليس لها من دون الله كاشفة ، فتنة نكون فيها عمَّار وصحبه ، ويمثلون هم فيها فئة البغى والعدوان و.. الطغيان.