ها هو عام 2012،ينهى مشاهده الأخيرة،مخلفا وراءه آثارا غير طيبة فى نفوس المصريين،الذين بدأوايستشعرون أن ثورة لم تقم، وأنهم اشتروا «التروماى»بعدما انتخبوا رئيسا،لا تشغله هموم المصريين، بقدر ما يشغله إرضاء جماعته ومن يدعمونها من الغرب. كان المصريون يحلمون بتحقيق أحلام وطموحات كثيرة،أقلها تحقيق شعار الثورة:»عيش-حرية-عدالة اجتماعية»فلم يتحقق من بينها شيء، فطوابير «العيش» لاتزال كما هى،والحرية،لا تزال وهماً،والعدالة الاجتماعية،ماتت إكلينيكيا. العام المنتهى،تقاسمه المجلس العسكرى،والرئيس محمد مرسى،الذى جاء رئيسا عبر انتخابات،توصف بأنها شرعية. فترة المجلس العسكرى،يصفهاالناشط السياسى «جورج إسحاق» بأنها كانت سبب البلاء الذى حل على مصر حتى يومنا هذا،لافتا إلى أن الانتخابات البرلمانية،التى أجريت،فى عهده،مطعون فى دستوريتها، فضلا عن تكليفها لخزينة الدولة ملايين الجنيهات، ما يعنى أن الثورة لم تكن قامت بعد. وفى الوقت الذى كان يتطلع فيه الشعب،بحسب إسحاق،إلى انتخابات رئاسية نزيهة،جاءت الأمور على غير ما يرام،واصفا إياها بأنها لاتزال تطرح كثيرا من علامات الاستفهام، بسبب ملابسات إعلان نتيجتها. ويرى إسحاق أن حصاد فترة حكم مرسى، التى بدأت قبل 6 أشهر مرت،ولم يحقق أيا من وعوده، بدءامن وعده للقوى الوطنية بتشكيل حكومة ائتلافية تمثل كل التيارات السياسية، تترأسها شخصية غير حزبية فى حال فوزه بانتخابات الرئاسة، لتأتى حكومة الدكتور هشام قنديل المحسوب على تيار الإسلام السياسى، وتضم فى عضويتها 5 وزراء من قيادات الحرية والعدالة، والباقون من أنصار تيار الإسلام السياسي. مشدداعلى أن مرسى خلف وعوده باحترام استقلال القضاء، والقصاص لشهداء الثورة، وعدم تقليد سلفه فى المواكب والحراسات المشددة،والأهم من ذلك كله،أن الرئيس لم يكن صادقا فى شأن برنامج ال100يوم،فلم يتحقق من بنود البرنامج شيء حتى الآن. كما لم يتم تحديد هوية الطرف الثالث حتى الآن. ويصف المفكر السياسى الدكتور الدكتور عبدالمنعم سعيد،حصاد العام المنقضى بالحصاد المر،غير قاصد ما حدث،بل ما لم يحدث،لافتا إلى أن الرئيس لم يف بوعده فى احترام القانون،كما قطع عهداعلى نفسه،امام المصريين،فأطاح بحكم التأسيسية بحل مجلس الشعب، و شكل جمعية تأسيسية غير توافقية أخرجت دستوراغير توافقى . يرى «سعيد» أن حلم إعداد دستور توافقى يحقق الانتقال الديموقراطى كان أهم أحلام 2012 ، التى لم تر النور ولن تراه. أما القضاء،فلم يحافظ مرسى على استقلاله، فقد طعن فى استقلاليته بإقالة النائب العام السابق المستشار عبدالمجيد محمود ضاربا بقانون السلطة القضائية عرض الحائط، فضلا عن اصداره إعلانا دستوريا لتحصين قراراته، مؤسسا لديكتاتور جديد. وعن بعض أهداف الثورة مثل: « عيش- حرية – عدالة اجتماعية) ،فوصفها سعيد بأنهاكانت سرابا،ففى شهر سبتمبر الماضي لقي أول شهيد للخبز مصرعه فى مشاجرة في طوابير العيش في عهد مرسى بالإسكندرية، في واقعة تحرر لها محضر رقم 123 لسنة 2012 جنح قسم الرمل ثان. وبالنسبة للحرية «حرية» فإن المجلس القومي لحقوق الإنسان المحسوب على الحكومة رصد 14 حالة تعذيب بالسجون وأقسام الشرطة، بينها حالة لقت مصرعها بعد السحل والتعذيب في مركز طهطا في سوهاج خلال شهر سبتمبر، كما اكمل الرئيس الدفاع عن الحرية بقتل محمد جابر صلاح الشهير ب«جيكا» فى شارع محمد محمود في ذكرى الأحداث، ليلقى مصرعه فى ذكرى أحداث محمد محمود. أما القصاص للشهداء والمصابين الذى وعد به الرئيس فى أولى خطبه بعد فوزه بالانتخابات، فها هو مهرجان الإفراج للجميع عاد ينطلق، ولم يظهر حتى الآن «اللهو الخفى» الذى قتل المتظاهرين أثناء ثورة يناير.