ومن الحوامدية.. انتقل المحقق إلى منطقة الطالبية بالجيزة.. والتى شهدت هى الأخرى جريمة قتل غاية فى الغرابة والإثارة، حاول فيها مسجل خطر قتل سباك داخل منزله بسبب خلافهما على سيدة، فخرج والد السباك ليفدى ابنه بحياته، وقال للقاتل إنه على استعداد للموت مكان ابنه، فما كان من المسجل خطر إلا أن قتل الأب ثم شرع فى قتل الابن.. وداخل المنزل الذى شهد الواقعة التقى المحقق بالابن الذى فداه والده بحياته، وسأله عن تفاصيل الحادث.فأجاب: «اسمى أشرف.. تعرفت على فتاة تدعى ياسمين كانت تسكن بجوارنا منذ سنوات، وعقدت العزم على الزواج منها، غير أن الظروف حالت دون ذلك، وتزوجت هى من رجل آخر يدعى عبدالرازق وشهرته «سمارة»، وانتقلت لتعيش معه فى منطقة أبوالنمرس.. حدثت خلافات بينها وبين زوجها ووقع الطلاق بعد أن أنجبت منه طفلا عمره عامان.. فكرت فى الزواج منها وعرضت الأمر على أسرتى، غير أن أبى رفض بشدة خوفا من بطش طليقها الذى احترف أعمال البلطجة على الجميع، ثم سرت شائعة، تقول إننى تقدمت لياسمين بالفعل وطلبتها للزواج رغم أنها مازالت فى شهور العدة».. تنهد الشاب فى حسرة وتابع: «يوم الحادث فوجئ والدى بطرقات ثقيلة على الباب.. أسرع بفتحه ليجد سمارة واثنين من أصدقائه يحملان السنج والسكاكين.. هددوه بالقتل وطلبوا منه أن يرشدهم عن مكانى.. حاول والدى منعهم من الدخول وتوسل إليهم أن ينصرفوا، لكنهم ضربوه وطعنوه فى بطنه، ثم اقتحموا حجرتى قبل أن أخرج لهم وشرعوا فى قتلى».. بكى الشاب ثم تمالك نفسه، وقال: «فوجئت بوالدى يحول بينهم وبينى وطلب منهم أن يقتلوه هو ويتركوننى أعيش.. ضحك سمارة ساخرا منه وقال: «بسيطة»، ثم طعن والدى طعنة نافذة فى ظهره اسقطته قتيلا فى الحال، وقبل أن يهرب المجرمون وجهوا طعنة لى أصابتنى فى رقبتى».. انتقل المحقق إلى قسم شرطة الطالبية لمعرفة المزيد من التفاصيل، وهناك علم أن رجال المباحث انتقلوا إلى مكان الحادث فور تلقيهم بلاغا به، ووجدوا الأب «محمد» (56 سنة)، ونجله «أشرف» (24 سنة)، فاقدان للوعى وغارقين فى بركة من الدماء.. أسرعوا بنقلهما إلى المستشفى غير أن الأب توفى قبل وصوله.. وأكد الجيران لرجال الشرطة أن «سمارة» جاء مع رفيقيه وأشهروا الأسلحة البيضاء فى وجه الجميع، ومنعوا الناس من الاقتراب، ثم اقتحموا شقة المجنى عليهما وارتكبوا الجريمة وفروا هاربين.. وبعد بحث وتحرٍ تم تحديد مكان الجناة وأُلقى القبض عليهم. وفى التحقيقات اعترف القاتل بأنه ارتكب جريمته بعد أن علم من مطلقته «ياسمين»أن أشرف تقدم لخطبتها وأنهما سيتزوجان قريبا.. وأضاف فى التحقيقات: «عندما سمعت عن اعتزام أشرف الذى تربطنى به صداقة قوية، الزواج من مطلقتى، سألته عن حقيقة الأمر فأنكره تماما.. وبعد أيام فوجئت بمطلقتى نفسها تؤكد لى أن «أشرف» تقدم لها بالفعل وأنهما سيتزوجان قريبا.. غلى الدم فى عروقى وأسرعت إلى منزله للانتقام منه وقتله، غير أن والده حاول منعى، وقال إنه مستعد للموت فداء لابنه.. لم أشعر بنفسى إلا وأنا أطعنه حتى سقط على الأرض وسط بركة من الدماء، لكن ذلك لم يشف غليلى من أشرف فطعنته هو الآخر ثم هربت مع شركائى ظنا منا أن الاثنين قد ماتا».