يبدو أن المشهد السياسى من تظاهرات واشتباكات بميادين مصر اثر على المشهد الداخلى للأحزاب لينتقل الصراع نفسه للقائمين على الانتخابات فى محافظة الدقهلية فمع بداية العد التنازلى لإجراء انتخابات مجلس النواب، تشهد المحافظة صراعا شديدا ليس من اجل المنافسة بين الاحزاب ولكن داخل الاحزاب والتكتلات ذاتها, رصدتها "فيتو", تفاصيلها فى السطور التالية. جبهة الانقاذ الوطنى بالمحافظة انقسمت على من فيها فكل فصيل يتمسك بمرشحيه على رأس القوائم وأغلب الصراعات بين الدكتور محمد غنيم منسق الجبهة ورائد زراعة الكلى بالشرق الاوسط وبين فؤاد بدراوى نائب رئيس حزب الوفد, فكل منهما يريد رأس القائمة لمرشحه . وحاول الدكتور محمد غنيم كسب أنصار الفريق أحمد شفيق وعمرو موسى فى الانتخابات الرئاسية لصفه وكان أقواهم الدكتور عمرو الحفناوى ابن المستشار احمد الحفناوى اول رئيس للمحكمة الدستورية, حيث يعتبر عمرو من اكبر رجال الاعمال والاثرياء بمصر ويعيش فى قرية كفر علام وكان يدعم عمرو موسى بقوة فى الانتخابات الرئاسية ويتبرع له بأمواله. الحفناوى فرض شروطه على غنيم, حيث اشترط ان يختار هو باقى المرشحين فى القائمة و تعهد بضخ اموال طائلة مقابل ذلك ما زالت المفاوضات مستمرة بين الطرفين للوصول لحل, ولم يحسم الموقف حتى الآن، كما التقى غنيم نصحى البسنديلى ووحيد فودة وابراهيم الجوجرى كبار أعيان الدقهلية ليكسب ودهم وأصوات من معهم ودعمهم فى الانتخابات مقابل اختيارهم مرشحا على تلك القائمة .. حزب الوفد رفض ما يقوم به غنيم و اختار الدخول فى زوارق الثوار وحاول كسب ودهم بإقامة المنصات وعروض الداتا شو والميكروفونات وطباعة اللافتات لهم بالاضافة الى تحمل جميع نفقات التظاهرات مقابل وقوفهم بجوار المرشحين فى الانتخابات .. جماعة الاخوان المسلمين فقد استغلت غياب الاحزاب المعارضة فى المظاهرات وأخذت تعمل على ارض الواقع بجدية وبالفعل حسمت امر مرشحيها, ولكنها اختارت ان تحتفظ باسمائهم للوقت المناسب، كما اتجهت الجماعة بعد اختيار المرشحين لكسب اصوات الناخبين عن طريق الاتفاق مع عمد القرى لحشد الاصوات وقيام حملات للنساء داخل المنازل للحديث عن مرشحيهم وعما فعلوه من انجازات للقرية وتقديم هدايا ومنح مالية للفقراء خاصة مع حملة "معا نبنى مصر" وإقامة الاسواق الخيرية والقوافل الطبية، كما استخدمت علاج التأمين الصحى ووزارة الصحة فى تلك القوافل، واتفقت الجماعة مع رجال الاعمال الذين يملكون مصانع وعمالة بدفع حوافز ومرتبات للعمال مقابل اصواتهم فى الانتخابات .. وعن تيار الاستقلال فقد حاول اقامة مؤتمرات انتخابية واتفاقات ولكنها باءت جميعها بالفشل حتى الآن بعدما تمكنت جماعة الإخوان من عقد الصفقات مع كبار العائلات والعمد والمشايخ ووجهت لهم انتقادات ورفض المرشحون الدخول على قوائمهم .