المتابع لأجواء أحداث ومشاهد أغلب مسلسلات رمضان التى تدور أحداثها فى الماضى لا بد أنه ستصدمه تلك الصورة الرديئة، والديكور الفقير، والمكياج القبيح، وكوكتيل الملابس وتسريحات الشعر المتنافرة التى تبتعد كثيرا عن زمن الأحداث التى يرويها المسلسل، لكن هناك صورا إيجابية نراها فى محاولة جادة ومخلصة لتقديم مصر الثلاثينيات فى مسلسل «الشوارع الخلفية»، هناك اهتمام خاص بمكياج وتسريحات وملابس الممثلين، أزياء العمل من تصميم ريم العدل، والديكور لأمير عبد العاطى، وهناك حالة احتفاء واضحة بتقديم صورة معبرة وموحية بأجواء هذا الزمن، ملامح وجوه الأبطال وممثلى الأدوار الثانوية تنطق بروح وملامح شخصيات هذا العصر، فى أحيان كثيرة يفسد المكياج والديكور والملابس الحالة الزمنية لقصة المسلسل ويحيلها إلى مسخ زمنى، فهناك مثلا حالة زمنية مرتبكة فى «عابد كرمان» تجعلنا نرى فى مشهد واحد: مكياج معاصر لممثل، واكسسوارات وسيارة من السبعينيات، وينتهى المشهد فى ملهى ليلى باريسى على خلفية موسيقى أغنية من الثمانينيات لباربارا سترايسند، وهناك حالة خصام بين لحية خالد صالح الطبيعية، واللحى المستعارة لباقى الممثلين، وهناك نمطية فى أربعينيات «سمارة» التى تظهر فيها لوسى وغادة عبد الرازق كأنهما فى جلابية بارتى وليس فى حارة شعبية بالأربعينيات.