السلفيون ليسوا لقمة سائغة.. حقيقة كشفت عنها نتائجهم، فى القائمة، فى الجولة الأولى لانتخابات مجلس الشعب، التى تؤشر بفوزه بنحو 25 مقعدا فى البرلمان المقبل، ونحو 35% من مقاعد المرحلة، بينما الرصيد مرشح للزيادة، بل والمضاعفة، خلال المرحلتين، الثانية والثالثة. قائمة حزب النور فى دمياط، لم ترض بالمركز الثانى بعد حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، كحال معظم المحافظات التسع، التى جرت فيها انتخابات المرحلة الأولى، باقتناصها المركز الأول بمجموع أصوات 209 آلاف و274 صوتا، بينما حلت قائمة الحزب السلفى، فى المركز الثانى فى محافظة الإسكندرية، بمجموع 344 ألف صوت. حزب النور ضمن، على ذلك النحو، خمسة مقاعد فى محافظة الإسكندرية، ثلاثة فى دائرة غرب الإسكندرية، لكل من أحمد خليل خير الله وأحمد عبد الحميد الشريف والدكتور طلعت مرزوق، واثنان فى دائرة شرق الإسكندرية، لكل من أشرف ثابت ورمضان الزعيرى. فى محافظة أسيوط سيخوض الحزب جولة الإعادة، على ثلاثة مقاعد «فردى»، وعلى مقعدين فى الفيوم، وأربعة غيرهما فى كفر الشيخ، مما يمثل نصف المقاعد الباقية من المرحلة الأولى فى كفر الشيخ، بينما يخوض مرشحو الحزب المنافسة، على أربعة مقاعد، فى جولة الإعادة، كما ينافس على مقعدين فى القاهرة. ورغم أن خوض مرشحى الحزب السلفى، جولة الإعادة، لا يضمن له، أى مقعد فردى، حتى الآن، فإن كل المؤشرات، تؤكد فوزه بعدد منها، استنادا إلى الكتل التصويتية التى يمتلكها، فى المحافظات، التى يخوض فيها جولة ثانية. من جانبه، قال المتحدث الرسمى باسم حزب النور، نادر بكار، ل«التحرير»، إن الحزب حقق نجاحا غير متوقع فى أولى جولات العملية الانتخابية، لافتا إلى أن حزبه حصل على 35% من النسبة الكلية للمقاعد البرلمانية حتى الآن، وبواقع نحو 20% من مقاعد محافظة القاهرة، و25% فى محافظة بورسعيد، ومثلها فى محافظتى أسيوط والأقصر، بينما ارتفعت النسبة إلى 30% فى الإسكندرية، و35% فى محافظة الفيوم و40% فى محافظة كفر الشيخ و55% فى محافظة دمياط. خطة «الكتلة» فى المرحلتين 2 و3: مندوب أمام كل صندوق.. وتنسيق مع الأحزاب الليبرالية على مقاعد الفردى مثلما كان السلفيون مفاجأة الجولة الأولى للمرحلة الأولى، فى انتخابات مجلس الشعب، بدا تحالف «الكتلة المصرية» الحصان الأسود لليبراليين، وشوكة فى ظهر جماعة الإخوان المسلمين، وذراعها السياسية، حزب الحرية والعدالة. نتائج الجولة الأولى للانتخابات فى القوائم، أشارت إلى حصد «الكتلة»، نحو 15% من الأصوات، مما يؤشر إلى معركة أكثر شراسة بين الليبراليين، والتيارات الإسلامية «إخوانًا وسلفيين»، فى الجولتين الثانية والثالثة، ويمنح دعاة المدنية، بارقة أمل لبرلمان منتظر متعدد الأطياف، لا يقتصر على القوى الدينية فحسب. «البرلمان القادم لن يكون حكرا على الإسلاميين»، يعلنها صريحة عضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى «تحالف الكتلة المصرية»، الدكتور إيهاب الخراط، مشددا على أن القوى الليبرالية والمدنية، ستظهر بقوة فى مجلسى الشعب والشورى. الخراط، يجزم بأن نتائج المرحلة الأولى، أكدت عدم اكتساح حزب الحرية والعدالة، المرحلة الأولى، وعدم تحقيقه أغلبية فوق 50%، إضافة إلى تقارب نتائج الإخوان والسلفيين، مع نتائج الكتلة المدنية، التى تضم أحزاب «الكتلة المصرية»، و«الثورة مستمرة»، و«الجبهة»، و«الوفد». «مستمرون فى النضال» يشير بها الخراط إلى أن أحزاب «الكتلة المصرية»، يتواصل سعيها لتحقيق مجتمع مدنى، يقوم على مبادئ الشريعة الإسلامية، وكل الديانات السماوية، ويحترم التنوع والديمقراطية، ومبادئ حقوق الإنسان المنصوص عليها فى كل الدساتير والمواثيق الدولية، لافتا إلى أن القوى المدنية ستقوم بالتنسيق فى المراحل المقبلة على مقاعد الفردى، لعدم تفتيت الأصوات، ومن ثم سيحدث تنازل فى عدد من الدوائر، مثلما فعل مرشح «الكتلة المصرية» فى دائرة الدقى والعجوزة، شيخ الطريقة الرفاعية طارق ياسين الرفاعى، بتنازله لصالح الدكتور عمرو الشوبكى. وعن توقعاته لنتائج «الكتلة» فى المرحلتين المقبلتين، قال الخراط ل«التحرير»، إنه يتوقع استمرار النتائج نفسها، وإن كان ارتفاع النسب واردا، خصوصا أن غالبية التقارير «تؤكد شعبية (الكتلة)، فى عدد من محافظات المرحلتين الثانية والثالثة، وتحديدا محافظة سوهاج»، على حد قوله. بينما يعتبر الخراط أن «الكتلة المصرية»، استفادت مما وصفه بالخبرات الضخمة للأحزاب المنافسة، ومن ثم ستتبع سياساتها بالتحرك يوم الانتخابات، وقبله أمام اللجان. من جانبه، قال مرشح «الكتلة المصرية» بدائرة قصر النيل الدكتور محمد أبو حامد، الذى يخوض جولة الإعادة مع مرشح «الحرية والعدالة» عمرو خضر، إن «الكتلة» ستعمل على زيادة عدد مندوبيها، أمام اللجان وداخلها لمنع التلاعب، الذى حدث فى المرحلة الأولى. الإخوان: توقعنا الإعادة فى عدد كبير من المقاعد كان من غير المتوقع دخول عدد كبير من أعضاء «الحرية والعدالة» المرشحين على قوائمه فى الانتخابات فى جولات إعادة، الدكتور أحمد أبو بركة المستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة يرى ذلك، أمرا طبيعيا نتيجة لكثرة أعداد المرشحين الذين خاضوا غمار العملية الانتخابية، الذين زاد عددهم فى بعض الدوائر على 150مرشحا، الأمر الآخر الذى يراه أبو بركة هو الكتلة التصويتية الكبيرة التى لم تكن موجودة من قبل، التى تزيد فى بعض الدوائر على 600 ألف صوت انتخابى شاركوا فى اختيار المرشحين المختلفين الذين ترشحوا فى الدوائر الانتخابية، بالإضافة إلى تفتيت الأصوات بين هذا الكم الكبير من المرشحين. وحول وقوع «الحرية والعدالة» فى أخطاء فى العملية الانتخابية أدت إلى دخول عدد كبير من أعضائه فى جولات الإعادة، قال أبو بركة «لم نقع فى أخطاء على الإطلاق بل قمنا بما يحتمه علينا عملنا من برامج دعائية وجولات وتواصل مع المجتمع والناخبين بكل قوة وترتيب وتنظيم»، وقال إنهم كانوا متوقعين دخول عديد من المرشحين فى جولات الإعادة وإن هذا أمر طبيعى. وأشار أبو بركة إلى أن الحزب لن يغير فى سياساته فى أثناء الاستعداد للمرحلة التالية من الانتخابات، لأن الحزب قد وضع برنامجه الانتخابى وطرق الدعاية منذ الوهلة الأولى للاستعداد للانتخابات. وقال أبو بركة إن الحزب على أمل أن يفوز له على الأقل 30 امرأة على قوائمه ومن أعضائه فى الانتخابات القادمة، ويتوقع الحزب تحقيق تلك النسبة. وفى ما يتعلق بخسارة محمد سعد أبو العزم مرشح الإخوان أمام الدكتور عمرو حمزاوى فى خسارة فادحة، قال إن السبب الرئيسى فى ذلك هو ترشيح مرشح مغمور لا يعرفه الناس، وطبيعى يقع فريسة لقوة وشهرة حمزاوى فى منطقة مصر الجديدة، وأوضح أن الحزب سيسعى إلى تدارك هذا الأمر فى الانتخابات القادمة ولن يقدم على ترشيح شخص مغمور على الإطلاق مرة أخرى.