المحافظات انتفضت فى جمعة رد الاعتبار، مطالبة بالقصاص لشهداء التحرير. المحافظات بدت أمس أشبه بالأطراف الملتهبة التى يحركها الميدان أو القلب النابض للثورة والثوار.. فى المنصورة نظم أكثر من ثلاثة آلاف شخص مظاهرة عقب انتهاء صلاة الجمعة، فى مسجد النصر، استجابة لمليونية «رد الاعتبار» التى دعا إليها نشطاء من حركتى «6 أبريل» و«شباب الميدان» مرددين هتافات «باطل المشير.. باطل سامى عنان.. باطل مجلس عسكرى.. والجنزورى باطل، وصرخة أم شهيد بتنادى.. العسكرى قتل لى ولادى»، ومن جهة أخرى أعلن محمد الخضرى المتحدث الإعلامى باسم ثوار الشرقية، عن تعليق المظاهرات فى المحافظة للمشاركة والتضامن مع متظاهرى التحرير بالقاهرة فى جمعة رد الاعتبار وتجديد المطالبة بتسليم السلطة للمدنيين ومحاسبة كل من تسبب فى الانتهاكات التى مارستها قوات الأمن ضد المتظاهرين فى الميدان. وفى الإسكندرية تظاهر المئات من أعضاء القوى السياسية واتجهوا إلى ميدان الشهداء بمحطة مصر لوقفة تضامنية لمدة ساعة، وردد المتظاهرون هتافات «إوعى يا مصرى تخون أفكارك يعدم حسنى مبارك»، و«إحنا الشعب لا جيش ولا شرطة ولا أحزاب بتقسم تورتة»، مطالبين بمحاكمة فورية وعاجلة لكل من تورط فى قتل المتظاهرين مهما كانت صفته، وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى بصلاحيات كاملة. وفى سوهاج تجمع العشرات أمام مسجد خالد بن الوليد عقب أداء صلاة الجمعة متجهين إلى ميدان الثقافة، وانضمت إليهم جموع من مسجد العارف بالله. وطالب المتظاهرون بالقصاص لشهداء الثورة وأبطال شارع محمد محمود ومعاقبة الجناة. وفى السويس شهد ميدان الشهداء فى الأربعين توافد العشرات من مختلف القوى السياسية للمشاركة فى جمعة رد الاعتبار، فى الوقت الذى سافر فيه العشرات من أبناء السويس من تكتل شباب السويس وحركة «6 أبريل» وعدد من الثوار المستقلين إلى القاهرة لمؤازرة ثوار التحرير، والمشاركة فى المليونية. وفى بورسعيد نظم العشرات أمام مسجد الرحمة وقفة احتجاجية للمطالبة بالاعتراف بالمجلس الاستشارى المدنى الذى شكله ثوار التحرير، ويرأسه الدكتور محمد البرادعى ويشارك فيه حمدين صباحى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح. أحمد حفنى وعبد الفتاح فايد من الجبهة الثورية أكدا أن المظاهرة تهدف إلى رد الاعتبار لأبطال شارع محمد محمود الذين سالت دماؤهم به، وثباتهم فى مواجهة قمع الداخلية ومواجهة المجلس العسكرى، كما أكدا أن المتظاهرين سيجلبون نعوشا رمزية لتأبين الشهداء. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالمجلس العسكرى والمشير طنطاوى، مؤكدين أنه يشبه المخلوع مبارك، وتعالت الهتافات: «أنا لا سلفى ولا إخوانى ولا طرطور.. أنا لى أمانى»، و«بيع فى الثورة يا بديع»، و«عسكر ليه إحنا صهاينة ولا إيه.. ويا عنان يا عنان.. الشرعية فى الميدان». وفى أسوان نظم عدد من القوى السياسية وشباب ائتلاف الثورة وقفة رمزية تضامنية بميدان المحطة للتضامن مع المعتصمين فى التحرير، وتأكيد مشروعية مطالبهم وأهمها تسليم سلطات البلاد من المجلس العسكرى بشكل كامل إلى سلطة مدنية تمثلها حكومة إنقاذ وطنى إلى جانب سرعة القصاص من قتلة المعتصمين والمتظاهرين فى التحرير، بينما انقسم عدد من الائتلافات الثورية والأحزاب السياسية بأسوان حول المشاركة فى المليونيات التى دعت إليها بعض القوى السياسية بعد أن فضلت إرجاء ذلك إلى ما بعد إجراء الانتخابات البرلمانية التى تشارك فيها المحافظة فى مرحلتها الثانية، ورغبة منها فى عودة الهدوء إلى الشارع الأسوانى.