بعد صراع المعلمين مع حكومة الدكتور عصام شرف المستقيلة على مدار العشر اشهر الماضية من تنظيم مظاهرات واحتجاجات تفاقمت الى مليونيات لأول مرة يشهدها القطاع التعليمى، خلال النظام السابق للمطالبة بإقالة الدكتور أحمد جمال الدين من منصبه، استطاع المعلمون أن يحققوا أولى أهداف الثورة التى بدأت منذ الخامس والعشرون من يناير والتى بدأت تتويجها مع حكومة الجنزورى الجديدة، حيث التقى وفد من المعلمين بالدكتور «كمال الجنزورى» المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة لعرض مطالب المعلمين، والتى تمثلت فى رفض بقاء الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزيرا للتربية والتعليم وتعيين وزير تربوى بدلا منه . المعلمون الذين التقوا بالدكتور الجنزورى بمكتبه فى معهد التخطيط القومى الواقع بمدينة نصر، أكدوا له ان جموع المعلمون رفضوا استمرارية الوزير «جمال الدين» فى الوزارة والإبقاء عليه ضمن التشكيل الحكومى الجديد. مجدى علام أحد منسقى المجلس الوطنى للتعليم، أكد فى تصريح خاص ل«التحرير» أن لقاء الدكتور كمال الجنزورى بوفد المعلمين لم يتجاوز استغراقه لمدة العشر دقائق، مشيرا الى أن الوفد الذى التقى بالدكتور الجنزورى، ضم ممثلين عن المجلس الوطنى للتعليم والجمعية الوطنية للتعليم وإئتلاف إتحاد معلمى مصر الأحرار وممثل عن النقابة المستقلة للمعلمين بمحافظة الشرقية، وعدد من المعلمون المرشحون فى مجلس الشورى القادم والروابط والإئتلافات المختلفة، وجميعهم طالبوا منه عدم الإبقاء على الوزير جمال الدين ضمن التشكيل الحكومى الجديد. مطالبين بأن يتم تعيين وزير تربوى متخصص حتى يتم النهوض بالعملية التعليمية، قائلين له « أن منظومة التعليم تحتاج الى رجل متخصص مثل الوزارت الأخرى كالصحة والداخلية والمالية، وبالتالى من باب أولى أن يتولى وزارة التربية التعليم رجل تربوى متخصص». الأمر الذى أكد معه الدكتور كمال الجنزورى لوفد المعلمين، أن التشكيل الحكومى الجديد سيتولى وزارة التعليم وزير تربوى، مؤكدا لهم أن المعيار الأساسى لإختيار الوزير القادم هو التخصص. علام أشار الى أن الوفد قدم مذكرة الى الدكتور الجنزورى، تتضمن مطالب المعلمين والتى تتمثل أولى مطالبهم فى إبعاد الوزير جمال الدين من التشكيل والإرتقاء بمنظومة التعليم والنهوض بالمعلم مهنيا. من جانبه قال الدكتور محمد زهران رئيس اللجنة النقابية للمعلمين بالمطرية، وأحد المعلمين المرشحين لمجلس الشورى القادم والذي حضر لقاء الجنزوري «إن رئيس الوزراء المكلف أكد لهم أنه سوف يستبعد موسي من حكومته، بعد أن أخبروه عن رأي المعلمين في رفضهم لبقاء جمال الدين فى الحقبة الوزارية المقبلة، وأنهم يريدون وزيرا من بين صفوف المعلمين إسوة بالوزارات الأخرى كالصحة والداخلية. مشيرا الى أن الدكتور الجنزورى استجاب فورا لمطالب المعلمين قائلا لهم «انتوا مش عاوزين جمال الدين، لا تقلقوا مش هيكون فى التشكيل الجديد». أيمن البيلي وكيل نقابة المعلمين المستقلة، أوضح إن الدكتور كمال الجنزوري المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، أكد لوفد حركات المعلمين الذي قابله أمس الأربعاء، أنه سيستبعد الدكتور أحمد جمال الدين موسي من حكومته كوزير للتربية والتعليم، وسيعين وزيرا تربويا يتولى مسئولية التعليم فى مصر، دون أن يذكر اسم الوزير الجديد. مشيرا الى أنه كما تردد من مصادر داخل الوزارة أن استبعاد موسي جاء ناتجا عن رفض نقابة المعلمين المستقلة، وحركات المعلمين الأخرى له وإصرارها على ذلك بعد موجة المظاهرات والإضرابات التي قام بها معلمو مصر خلال فترة تولى جمال الدين للحقبة الوزارية فى حكومة الدكتور عصام شرف . «البيلى» أوضح أن النقابة المستقلة أصدرت بيانا أكدت فيهأان استجابة الدكتور الجنزورى لمطالبهم لإبعاد الوزير جمال الدين عن التشكيل الحكومى الجديد، يأتى تتويجا لجهود المعلمين المصريين خلال الفترة الماضية بعد قيامهم بمظاهرات واحتجاجات عدة. وفى محاولة سريعة لاستخدام آخر طوق للنجاة، حرص الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم، على اعتماد تعديلات قانون الكادر الجديد، وذلك فى محاولة لاسترضاء المعلمين خلال الفترة الحالية من خلال تحقيق مطلبهم فى تحقيق مستوى مادى مميز . مصادر مطلعة داخل زارة التربية والتعليم أكدت ل«التحرير» أن الوزير جمال الدين حرص على اعتمد مشروع تعديلات الكادر بعد إطلاعه على الصياغة، التى وضعتها اللجنة 3 مرات وأدخل تغييرات عليها، ثم أخطر معاونيه بموافقته نهائيا عليها. المصادر أشارت الى ان الوزير سيقوم خلال اليومين المقبلين بعرض المشروع على مجلس الوزراء لبحث خيارين، الأول اعتماده من قِبَل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والثانى انتظار تشكيل البرلمان الجديد، على أن تبدأ الوزارة حواراً مجتمعا موسعا مع ممثلى نقابات المعلمين وروابطهم لاستطلاع رأيهم بشأن تحديد جدول أجور جديد لشاغلى الوظائف التعليمية. المصادر كشفت أن إعادة هيكلة الأجور الذى تضمنه المشروع تضمن إعادة ضم للعلاوات الإجتماعية والحوافز الإضافية من بدل اعتماد، وما الى ذلك للراتب الأساسى حتى يتوهم المعلم بأن أجره زاد عندما تضاف تلك الإضافات من علاوات وحوافز، وبدلات للراتب الأساسى . ويكون بذلك الوزارة حققت ما يريده المعلم من زيادة للأجور أمام المجتمع، وهو الأمر الذى فسرته المصادر بأن هذا الأمر سيوقع الوزارة فى دوامة مع المعلمين من الاحتجاجات لانهاية لها عند اكتشاف ذلك. المصادر قالت «أن التعديلات التى طرأت على المشروع الجديد للكادر تضمنت رفع الحد الأدنى للأجور، وإعادة النظر فى أسلوب تقويم المعلمين، بحيث يتم إلغاء أية نوع من أنواع الاختبارات، واستبدالها بتدريبات تشرف عليها الأكاديمية المهنية للمعلم واعادة تكليف خريجى كليات التربية أولوية فى التعيين كمعلمين، وإدراج مشرفى الأنشطة والتغذية والحاسب الآلى ضمن الفئات المستحقة للزيادة المالية التى يقرها الكادر، وخفض مدة الترقية للمعلمين حملة الماجستير من 5 سنين إلى 4 فقط ولحملة الدكتوراه إلى3 فقط،، وتعميم «المسابقات المفتوحة» كآلية لإختيار مديرى المدارس، ووكلائها وموجهى العموم والموجهين الأوائل. الجدير بالذكر أن تسيطر حاليا حالة من الارتباك بين مساعدى وزير التربية والتعليم داخل ديوان عام الوزارة وذلك بعد ان علم مساعدو الوزير جمال الدين التقاء الدكتور كمال الجنزورى بوفد من المعلمين المعارضين لبقاء الوزير فى منصبه، وتأكيدات الجنزورى باستبعاد الوزير جمال الدين من منصبه.
